سبب نزول الآيات رقم (6 ?  7 ? 8 ? 9 - 10) من سورة النور

﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ﴾

النزول:

الضحاك عن ابن عباس قال لما نزلت الآية والذين يرمون المحصنات قال عاصم بن عدي يا رسول الله إن رأى رجل منا مع امرأته رجلا فأخبر بما رأى جلد ثمانين وإن التمس أربعة شهداء كان الرجل قد قضى حاجته ثم مضى قال كذلك أنزلت الآية يا عاصم قال فخرج سامعا مطيعا فلم يصل إلى منزله حتى استقبله هلال بن أمية يسترجع فقال ما وراءك قال شر وجدت شريك بن سحما على بطن امرأتي خولة فرجع إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره هلال بالذي كان فبعث إليها فقال ما يقول زوجك فقالت يا رسول الله إن ابن سحما كان يأتينا فينزل بنا فيتعلم الشيء من القرآن فربما تركه عندي وخرج زوجي فلا أدري أدركته الغيرة أم بخل علي بالطعام فأنزل الله آية اللعان ﴿والذين يرمون أزواجهم﴾ الآيات وعن الحسن قال لما نزلت والذين يرمون المحصنات الآية قال سعد بن عبادة يا رسول الله أ رأيت إن رأى رجل مع امرأته رجلا فقتله تقتلونه وإن أخبر بما رأى جلد ثمانين أ فلا يضربه بالسيف فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كفى بالسيف شاة أراد أن يقول شاهدا ثم أمسك وقال لو لا أن يتابع فيه السكران والغيران وفي رواية عكرمة عن ابن عباس قال سعد بن عبادة لو أتيت لكاع وقد يفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه حتى آتي بأربعة شهداء فو الله ما كنت لآتي بأربعة شهداء حتى يفرغ من حاجته ويذهب وإن قلت ما رأيت إن في ظهري لثمانين جلدة فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يا معشر الأنصار ما تسمعون إلى ما قال سيدكم فقالوا لا تلمه فإنه رجل غيور ما تزوج امرأة قط إلا بكرا ولا طلق امرأة له فاجترى رجل منا إن يتزوجها فقال سعد بن عبادة يا رسول الله بأبي أنت وأمي والله إني لأعرف أنها من الله وأنها حق ولكن عجبت من ذلك لما أخبرتك فقال فإن الله يأبى إلا ذاك فقال صدق الله ورسوله فلم يلبثوا إلا يسيرا حتى جاء ابن عم له يقال له هلال بن أمية من حديقة له قد رأى رجلا مع امرأته فلما أصبح غدا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال إني جئت أهلي عشاء فوجدت معها رجلا رأيته بعيني وسمعته بإذني فكره ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى رأى الكراهة في وجهه فقال هلال إني لأرى الكراهة في وجهك والله يعلم إني لصادق وإني لأرجو أن يجعل الله فرجا فهم رسول الله بضربه وقال واجتمعت الأنصار وقالوا ابتلينا بما قال سعد أ يجلد هلال وتبطل شهادته فنزل الوحي وأمسكوا عن الكلام حين عرفوا أن الوحي قد نزل فأنزل الله تعالى ﴿والذين يرمون أزواجهم﴾ الآيات فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) أبشر يا هلال فإن الله تعالى قد جعل فرجا فقال قد كنت أرجو ذاك من الله تعالى فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) أرسلوا إليها فجاءت فلاعن بينهما فلما انقضى اللعان فرق بينهما وقضى أن الولد لها ولا يدعى لأب ولا يرمى ولدها ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن جاءت به كذا وكذا فهو لزوجها وإن جاءت به كذا وكذا فهو للذي قيل فيه.