نسبة إرادة الإغواء والإضلال لله تعالى يكون ظاهراً في الجبر لو كان الإغواء والإضلال ابتدائياً – كما أفاد العلامة الطبأطبائي(2)- أما إذا نشأ الإغواء عن سوء اختيار المكلَّف فلا يكون...
ثم إنَّ النبيَّ الكريم (ص) لو كان قد تلقَّى تعليماً لكان قد تلقَّاه من علماء اليهود أو النصارى، ولو وقع ذلك منهم لأشاعوا نقلَه ودوَّنوه في كتبهم، فلماذا يخلو تأريخُهم...
وعليه يتعيَّن حملُ الآية التي تمسَّك بها صاحبُ الشبهة لإثبات دعواه، يتعيَّن حملُها إمَّا على نجاة أتباع الديانات قبل المبعث النبويِّ الشريف أو حملُها على إرادة أنَّ اليهود والنصاري والصابئين...
والمقصود -ظاهراً- من الاسم المأمور في الآية بتسبيحه هو المسمَّى، فمعنى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ﴾ هو سبِّح ربَّك وعظمه وقدَّسه، فالاسم حين يُطلق يكون ملحوظاً لدى المتكلِّم باللحاظ الآلي، وأمَّا الملحوظ...
الاحتمال الأول: أنَّ المراد من الضلال هو المقابل للهداية -في أعلى مراتبِها- لصراطِ الله القويم، وعليه فمفاد الآية -بناءً على هذا الاحتمال- هو أنَّ الهداية التي أنتَ عليها ليست ذاتية...
قوله تعالى: {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ} ليس معطوفاً على قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ} بل هو جملة معترضة، فالواو ليست عاطفة بل هي للاعتراض، وكلمة المقيمين مفعول به على الاختصاص والمدح أي أنّها...
فالآية المباركة أعني قولَه تعالى: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ تشرح المراد من قول النبيِّ (ص) في الغدير وغيره "مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه". و"مَن كنتُ وليَّه فعليٌّ وليُّه" إذ...
فالقرآنُ كان مجموعاً مكتوباً في عهد رسول الله (ص) ويكفي للدلالة على ذلك -كما أفاد السيد الخوئي(17)- حديثُ الثقلين المتواتر بين الفريقين، وهو قوله (ص): "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب...
فالعمرُ منحةٌ من الله تعالى قد يمتدُّ لعقودٍ فيبلغ به أرذله، فثمة مَن يُفنيه في تحصيل الملذَّات والمرغوبات ويُغفِل ما فرضه الله تعالى عليه وما ندبه إليه ويصرفُ همَّه وشغله...
ثم قال تعالى: ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ / لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴾ وتكرارُ تصدير الآية بكلا جاء لغرض التغليظِ في تأكيد الردعِ والزجر أو أنَّه بمعنى حقَّاً لو تعلمون علم اليقين، وهو...
إنَّ التكاثرَ والتباهي الممقوت الذي عنتْه السورةُ المباركة -ظاهراً- لا يختصُّ بالثراء أو الأولاد أو القوَّة البدنيَّة أو بالحسَبِ والنسب، فالتباهي بمثل العلم والمعرفة يُعدُّ من التكاثرِ الممقوت، وكذلك هو...
الآياتُ التي تلوناها من سورة التكاثر، وهي قصار السور، وقيل إنَّها نزلتْ في العهد المكِّي، وثمةَ مَن أفاد أنَّها مدنيَّةُ النزول، ولعلَّ منشأَ الاختلاف في كونها مكيَّةً أو مدنيَّة هو...
قوله تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ والواضحُ منها أنَّها بصدد النهي عن الغيبة والتشنيع على فاعلِها، فبعد أنْ نهت الآيةُ الشريفةُ عن...
المراد من الوهن هو الضعف المقابل للقوَّة، وقوله تعالى: ﴿وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ﴾ حالٌ من الأم أي حملته الأمُّ حال كونها ذات وهنٍ وضعف أو تكون كلمة "وهنا" مفعول مطلق لفعل...
وخلاصة القول: إنَّ الآية لا تصلحُ دليلاً على نفي عصمة الأنبياء (ع) وذلك لعدم ظهورها في أنَّ قوله: ﴿إِلَّا مَنْ ظَلَمَ﴾ استثناءٌ متَّصل من المرسَلين، فهي تحتمل أكثر من معنى،...
معنى قوله تعالى: ﴿فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا﴾ هو أنَّه (ع) صيَّرهم قطعاً أو حُطاماً فامتحت بفعله الصورة التركيبية لكلٍّ منهم، فالجُذاذ مشتقٌّ من الجذَّ والذي هو بمعنى كسر الشيء وتفتيته، ويقال لفُتات...
وحيث إنَّ آية التطهير لم تُعلِّق إرادة إذهاب الرجس والتطهير لأهل البيت على شيء فذلك يقتضي أنَّ الإرادة تكوينيَّة، فآية التطهير -كما هو ثابت بالتواتر- نزلت وحدها وهي خالية عن...
فمعنى قوله تعالى: ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ﴾ هو الأمر بالاقتداء بالهداية الإلهيَّة، على أنَّ الذي لا ريب فيه أنَّ الهداية التي كان عليها الأنبياء(ع) هي الهداية الإلهيَّة ولذلك فكلُّ أحدٌ فهو مأمورٌ...
ومعنى: ﴿قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ﴾ هو أنَّكم يا معشر الجنِّ قد استهويتم الكثير من الإنس وأضللتموهم وصيَّرتموهم ضمن دائرتكم كما يُقال استكثر الأميرُ من الأتباع يعني عمل على تكثيرهم وجمَعَ حوله...
المشهور ظاهراً بين المفسِّرين أنَّ المراد من مَفَاتِح الْغَيْبِ هي خزائن الغيب، وعليه تكون مفاتح جمع مَفتح بفتح الميم فهو الذي يُستعمل بمعنى الخزينة أو المخزن، وقد استعمل القرآن -ظاهرا-...
وعلى أيِّ تقدير فإنَّ مفاد الآية هو أنَّ كلَّ نبأ أخبر الله تعالى عن وقوعه فإنَّ له -حتماً- ظرفاً سيقع عنده وفيه، وسوف يعلمون حينذاك بصدق ما أنبأ الله تعالى...
ولا يرد على هذا الاحتمال ما ثبت من أن الله تعالى لا يُحاسب الإنسان على ما يخطر في نفسه من خواطر فإنَّ ذلك صحيح إلا أنَّ ثمة أفعالا اختياريَّة للقلوب...
ومن ذلك يتَّضح أنَّ شعور الحاسد بالحسد لا شرَّ فيه على المحسود ليُستعاذ منه، نعم يترتبُ ضررٌ على المحسود إذا انساق الحاسد وراء شعوره بالحسد فقام ببعض الأفعال المضرَّة والمؤذية...
البنان هي الأصابع أو هي أطراف الأصابع المعبَّر عنها بالأنامل، والبنان جمعٌ مفرده بنانة. وقوله تعالى: ﴿نُسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾ أي بنان الإنسان، فالضمير المتصل بكلمة بنان ترجع إلى الإنسان المذكور في...
فمعنى الاستعتاب هو الاسترضاء أي طلب الرضى، ومعنى المُعتَب هو مَن قُبل استعتابه فصار مرضيَّاً عنه بعد أنْ كان مسخوطاً عليه، فقوله: ﴿فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ﴾ معناه فما هم من...
الأَشِر اسم فاعل يُوصف به المتكبِّر المتعالي من أشِرَ بمعنى بطِر وتجبَّر واستكبر، ويُوصف المتكبرِّ بالأشِر إذا أُريد مِن وصفه بذلك المبالغة في اتِّصافه بالاستكبار والاستعلاء، كما يُقال لشديد الذكاء...
التجسُّس يعني الفحص والتنقيب والتفتيش عن أحوال الناس، والمراقبة لما يصدر عنهم من أفعالٍ وأقوال وغالباً ما يُطلق لفظ التجسُّس لإفادة معنى التفتيش عمَّا هو مستورٌ من أحوال الناس وشؤونِهم...
ومفاد الآية هو تشبيه الذين كفروا بالغنم حين يُصوِّت عليها الراعي، فهي تسمع نداء الراعي ودعاءه لها ولكنَّها لا تفقه معناه، وكذلك الذين كفروا يسمعون كلام الرسول (ص) ولكنَّهم لا...
فكان يومُ المبعث هو الأعظم على الإطلاق لكونه الغاية القصوى التي تنتهي إليها غاياتُ الأنبياء، فجميعُ الرسالات على امتداد تأريخها الضاربِ في عمْقِ الزمن كانت تنتظرُ هذا اليوم، وتستحثُّ السيرَ...
الظاهرُ أنَّ الظنَّ المأمورَ باجتنابه والموصوفَ بالإثم هو الظنُّ السيءُ، كأنْ تظنَّ في مؤمنٍ أنَّه فعلَ ما لا يليقُ صدورُه من مؤمنٍ بأنْ تظنَّ فيه أنَّه فعلَ حراماً أو تركَ...
والمتحصَّل ممَّا ذكرناه أنَّ آية النبأ تأمرُ بالتبيُّن وعدمِ المبادرة إلى تصديق الخبر وترتيبِ الأثر على مؤدَّاه قبل الوقوف على مصداقيتِه ومطابقتِه للواقع سواءً كان الخبرُ متَّصلاً بقضيَّةٍ شخصيَّة أو...
التعرُّف على وثاقة الراوي وعدم وثاقتِه يحتاج إلى دراسة علم الرجال أي دراسة كليَّاته وقواعده ودراسة تطبيقاته المتشعِّبة والدقيقة، ثم إنَّ معرفة الراوي تحتاج إلى التثبت من طبقته، فالأسماء قد...
والمتحصَّل أنَّ المراد من الآية المباركة هو أنَّ الله تعالى أرسل على جيش أبرهة الحبشي الذي جاء لهدم الكعبة المشرَّفة طيوراً على هيئة أسرابٍ متفرِّقة يعقبُ بعضها بعضاً أي أنَّها...
هذا الأدبُ القرآني الذي أشارت إليه الآيةُ المباركة ينبغي أن يكون مُطّرداً في تمام الأحوال ومع كافَّة الناس، فيحسنُ بالمؤمنٍ المتأدِّبٍ بآداب الإسلام أن يكون صوتُه خفيضاً أو قل معتدلاً...
معنى يصَّدعون يتفرَّقون، وأصل الكلمة يتصدَّعون فأُبدلت التاء -تاء التفعُّل- صاداً وأُدغمت في الصاد الأصليَّة فصارت يصَّدعون، والمعنى اللُّغوي للتصدُّع هو التشقُّق، ومنه قوله تعالى ﴿وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾ لأنَّها تنشقُّ...
المظهر الأول: أنْ يتبنَّى المسلمُ رأياً أو يتَّخذَ موقفاً أو يعتمد مسلكاً في شأنٍ من الشؤون ويكون ذلك الرأيُ أو ذلك المسلكُ المعتمد مناقِضاً لما عليه الشريعة فذلك من التقديم...
قيمةُ الإنسان بنظر الإسلام -كما أفاد القرآن الكريم- هي بالتقوى لله. فالتقوى هي المعيارُ الذي يُقاس بها قيمة الإنسان، فبها يتحددُ مقدار كمالِ الإنسان، فكلَّما كانت تقواه آكدُ في النفس...
الفعل " نال" من الأفعال التي يكون إسنادها إلى الفاعل كإسنادها في المعنى للمفعول به فالشيء الذي نلتَه فقد نالك فلك أن تجعل الشيء فاعلاً للفعل "نال" ولك أنْ تجعل...
وهذا الإشكال ينشأ عن توهُّم الملازمةِ بين التوبة وإرتكابِ المعصية، وليس من دليلٍ على هذه الملازمة، فقد تنشأُ التوبة عن ارتكابِ العبد للمعصية، وقد تنشأ عن مخالفته للأولى كتركِه لمستحبٍ...
قبولَ الشفاعة تفضُّلٌ من الله تعالى، لذلك فهي لا تُنافي العدل الإلهي، لأنَّ معنى العدل هو إعطاء كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، فمَن كان مستحقَّاً للجنَّة فإنَّه سيدخلُها، ومَن كان مستحقَّاً...
ثم إنَّ البخيل لشدَّة تعلُّقِه بالمال قد يكذبُ إذا وجد في الكذبِ وسيلةً للاعتذار عن الانفاق، ولهذا ورد عن أمير المؤمنين(ع): "البخيل متحجِّج بالمعاذير والتعاليل"(8) والبخيلُ قد يظلمُ وقد يبخسُ...
فإنَّ منشأ تحريم الرياء في العبادات هو أنَّ المطلوبَ في العبادة هو قصد الإخلاص والتقرُّب لله تعالى، فمَن جاء بالعبادة قاصداً الإراءة للناس لكسب ثنائِهم أو دفعِ ذمِّهم فإنَّه لم...
فبناءً على الاحتمال الأول يكون مرجع كلا الضميرين في قوله: ﴿إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ﴾ وقوله: ﴿قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ عائداً على عيسى المسيح (ع) ويكون مفادُ الآية هو أنَّه ما من أحدٍ من...
ثم إنَّ الكلام حول تحديد مَن هم الساهون عن صلاتهم، فإنَّ الظاهر من الآية هو أنَّهم المتساهلون في أدائِها فلا يُبالونَ أنْ تفوتهم أحياناً أو أنْ تفوتهم مطلقاً، ولا يُبالون...
فالآية المباركة تقول إنَّ الله تعالى أرسل الشياطين على الكافرين أي أطلقهم فلم يحبسهم عنهم، وهذا على خلاف ما يفعلُه تعالى مع المؤمنين فإنَّه يحبس الشياطين عنهم. وهو تعالى إنَّما...
فليس معنى قوله تعالى: ﴿وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ أنَّهم يُعطُونَ الجزيةَ وهم أذلاء محتقرون بل المراد من ذلك -كما استظهر العلامة الطبأطبائي وغيره- وهم مقرُّون بالخضوع لقوانين الدولة وأحكامِها وأعرافها بمعنى أنَّهم...
وقد تسمَّى السورة بلحاظ أهمِّ المضامين التي اشتملت عليها كسورة التوحيد مثلاً وسورة المنافقون وسورة القدر، وقد تسمَّى السورة بلحاظ قصةٍ اشتملت عليها كسورة البقرة مثلاً وسورة المائدة وسورة الكهف،...
هو أنَّ المُعرِض عن الله والجاحدَ لوجوده والمنكرَ لربوبيته يكون تعلُّقه متمحِّضاً بالدنيا لا يرجو غيرها لذلك يشتدُّ حرصُه على أن يتنعَّم فيها بأقصى ما يُتاح له، فهي الفرصة السانحة...
ثم إنَّ المُلاحَظَ من الآية الشَّريفة أنَّها نسبت الطَّعامَ إلى المسكين فلم تقُلْ: ولا يحضُّ على إطعام المسكين وإنَّما أفادت أنَّ المكذِّبَ بيوم الدِّين هو الذي لا يحضُّ على طعام...
وهذه الرواية كذلك مرسلة، إذ لم يذكر العيَّاشي (رحمه الله) طريقه إلى الحسين بن خالد، فهي فاقدة للاعتبار، وعليه فلم يثبت بطريقٍ معتبر عن أهل البيت (ع) أنَّ قراءة: ﴿إِلَّا...
فإن تمَّ هذا التأويل وإلا فيتعيَّن طرح الروايتين والبناء على سقوطهما عن الاعتبار، وردُّ علمهما إلى أهلهما لكونهما من آخبار الآحاد فلا تصلحان لمعارضة القراءة المتواترة، ولكون هذه القراءة منافية...
فاليتيم الذي فقد أباه الذي يرعاه ويكنفُه، ويحنو عليه، ويدفعُ عنه الآفاتِ، ويبذلُ كلَّ ما في وسْعِه لأجل حياطتِه وحمايةِ حقوقه، هذا اليتيمُ بفقدِه لأبيه يكونُ قد فقد السائسَ والراعيَ...
هذا حاصل ما أفاده السيد الخوئي (رحمه الله) في بيان منشأ الطرح للروايات المذكورة فهي وإن كانت معتبرة سنداً إلا أنَّ ذلك وحده غير كافٍ لاعتمادها فإنَّ كلَّ خبرٍ وإن...
والواضح من لحن الآية ومساقها أنَّ ثمة مؤشِّرات بيِّنةً لدى الرسول (ص) بأنَّ جماعة وازنة من أمَّته وهم المنافقون يعملون جاهدين للحيلولة دون تبليغ الرسول (ص) لفريضة الولاية لعليٍّ وعترة...
لم تتصدَّ الآيةُ المباركة -ولا الآيات التي وقعتْ في سياقها- لبيان ما هي هذه الرؤيا التي أشارت إليها الآية، وكذلك لم تتصدَّ لتحديد المراد من الشجرة الملعونة إلا أنَّ الروايات...
معنى الآية المباركة هو أنَّه إذا عرضت امرأةٌ مؤمنة على النبيِّ (ص) أنْ يتزوَّجها دون مهرٍ فله أنْ يقبل ذلك وله أن لا يقبل، فإذا قبِل ذلك حلَّ له التزوُّج...
فهذه الروايات والمشتملة على ما هو معتبرٌ سنداً كمعتبرة ياسر الخادم معارِضة لمثل رواية العلاء بن سيابة، ومن الواضح أنَّه مع تعارض الروايتين -أو قل الطائفتين- يكون الترجيح بجانب الرواية...
إنَّ التعبير عن العذاب والنعيم في عالم البرزخ بعذاب القبر ونعيم القبر لا يعني أنَّ القبر هو الظرف والمكان الذي يقعُ فيه العذاب والنعيم، فقد اتَّضح أنَّ العذاب والنعيم ليسا...
فسِوَرُ القرآن التي هي عليه الآن هي ذاتُها السِوَر التي كانت على عهد رسول الله (ص) فهو مّن أشرف -بأمر الله تعالى- على تصنيفها وترتيب آيات كلِّ سورة، نعم قد...
فهذه الآياتُ صريحةٌ في أنَّ الذين قُتلوا في سبيل الله أحياءٌ وليسوا أمواتًا في حين أنَّه لا يرتابُ أحدٌ في أنَّهم قد ماتوا كما يموتُ الناس وقُبِروا كما يُقبرُ الناس،...
وخلاصة القول: إنَّ أصحاب اليمين سوف يحاسبون شأنُهم شأنُ سائر الناس، والآيات من سورة المدثر لا تنفي مثولَهم للحساب يوم القيامة، فهي إنَّما كانت بصدد الحديث عن المرحلة التي تكون...
أنَّ الآية أرادت -ظاهراً- من ضمِّ الإخبار عن تحليل الطيبات إلى تحليل طعام أهل الكتاب وتحليل نكاح الكتابيات أرادت من ذلك تأكيد الامتنان على المؤمنين فكأنَّها أرادت القول إنَّه مضافاً...
فالقرآنُ نزلَ بلغةِ العرب فالمتعيَّنُ هو فهمُه وفقاً لما تقتضيه الظهوراتُ العرفيَّة المستنِدة إلى قواعد اللَّغة ومساقاتِها. وأما صرفُ الكلام عمَّا يقتضيه الظهورُ العرفي لمجرَّد الاستيحاش من وقوعِ المعجزات لكونِها...
أمَّا أنَّها من الخوارقِ والمعجزات الباهرة فلأنَّه كيف يتَّفقُ لجيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافٍ يقلُّ أو يزيد تهزمُه أسرابُ طيورٍ لم تشهد العربُ نظيراً لها ولم تعرف هويتها، تحملُ بين مخالبِها...
فمنشأُ وصف هذا النحو من التفسير بالإشاري هو ما يذكرُه أصحابُه مِن أنَّه يستندُ إلى ما يُعبِّرون عنه بالإشارة الخفيَّة المُدرَكة بواسطة ما يُسمَّى بالكشف والشهود والإلهام الإلهي والفتح الرباني،...
وأمَّا المراد من الإصر في قوله تعالى: ﴿رَبَّنا ولا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً﴾ فهو -ظاهرا- بمعنى التكاليف الثقيلة التي يشق علينا تحمُّلها فهو دعاء بأن تكون التكاليف المفروضة خفيفة وميسَّرة، ويؤكِّد...
المعنى الأول: أنَّ المراد من قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى﴾ هو أنَّه تعالى أغنى الإنسان بالمال، وأعطاه القِنية وهو المال الذي يُقتنى ويدَّخر ويدوم كالبيت والبستان والمركب والمواشي كالغنم...
وأما المراد من القتر في قوله تعالى: ﴿وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ﴾ فهو الغبار أو الدخان، ويُقال له القُتار، والقتر جمعٌ مفرده قتَرة كما في قوله تعالى: ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ...
ومن ذلك يتَّضح منشأ وصف الله جلَّ وعلا في الآية بالصمد، فهو تعالى المقصود بالحوائج، وهو المعتمد في قضائها، وعليه المعوَّل في جميع الشؤون وإليه ينتهي الأمر كلُّه، وإليه الرجعى...
الآيةُ المباركةُ بصدد الحثِّ على الإنفاق في سبيل الله تعالى، والتحذير من فوات الفرصةِ المُتاحة في هذه الدنيا، والتذكير بأنَّ الإنسان في اليوم الآخر لا ينفعُه مِن شيءٍ سوى ما...
الآية واقعة في سياق آياتٍ قيل إنَّها نزلت في الوليد بن المغيرة المخزومي أحد أعيان قريش، وقد ورد أنَّ سبب نزول الآيات هو أنَّه استُشير في أمر النبيِّ (ص) أو...
الآية المباركة تخاطب المؤمنين وتدعوهم إلى المصابرة وعدم الضعف في مواجهة الكفَّار المحاربين، وتؤكد لهم أنَّ الغلبة في المآل ستكون من نصيبهم لأنَّ الله تعالى معهم وأنَّه تعالى لن ينقصهم...
فمفادُ الآية بناءً على ذلك هو أنَّ تخلُّف المنافقين عن اللِّحاق بجيش المسلمين أصلح لهم من لحاقهم بهم، فإنَّهم لو كانوا في جماعة المسلمين ما زادوهم إلا فساداً واضطراباً وتخريباً،...
الآية المباركة واقعة في سياق حكاية ما وقع لإبراهيم (ع) مع الملائكة الذين حلَّوا ضيوفاً عليه وقد جاؤوا لتبشيره بأنَّ الله تعالى قد قضى بمنحه ولداً اسمه إسحاق من السيدة...
فالصحيح أنَّ إضافة الإحياء لعيسى (ع) حقيقية ومقصودنا من أنَّها حقيقية هو أنَّ هذه الإضافة حقيقة لغويَّة وإلا فالمحيي واقعاً وفي نفس الأمر هو الله تعالى، وعيسى (ع) لم يكن...
بَرَاء بفتح الباء والراء مصدر من برء يبرء براءً مثل سمع سماعاً وطلَّق طلاقاً، ولأنَّ بَراء وشبهه مصدر لذلك فهو لا يثنَّى ولا يجمع، فلا يقال هما براءان، ونحن براءون...
الكلام منقوض بقوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ فالآية عبَّرت عن زوجة عمران بامرأة عمران، رغم...
فالتسليمُ لله مرتبةٌ تتجاوز رتبةَ الإيمان بالله وعملِ الصالحات، فالإيمانُ ينبغي أن يقودَ المؤمنَ للإخبات والتسليم، فهي رتبة تتلو رتبة أصل الإيمان، ولذلك قال تعالى: ﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ...
المعروف بين اللُّغويين أنَّ كلمة الطاغوت اسم يوصف به المذكر والمؤنث والمفرد والجمع، فيقال مثلاً رجلٌ طاغوت وامرأةٌ طاغوت، ويُقال: الأوثان طاغوتٌ تُعبدُ من دون الله، ويقال هُبلٌ طاغوت تعبده...
المستظهَر مِن مساق الآية المباركة أنَّ المقصود من الضمير في قوله: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا﴾ هو الأرض، فهي وإنْ لم تكن مذكورة ولكنَّها تُعرف من قرينة السياق تمامًا كما في قوله...
وهنا لا بدَّ من التنبيه على أمرٍ وهو أنَّ عدم منافاة هذا النحو وهذا المقدار من النسيان للعصمة الواجبة لا يعني بالضرورة الوقوع فيه من قِبَل النبيِّ الكريم (ص) والأئمة...
وعليه فالظاهرُ أنَّ المراد من الحَصور في الآية هو الزاهد المتعفِّف عن الشهوات، فالحصور من الحصْر بمعنى الحبس، وصيغةُ فَعول تأتي بمعنى اسم الفاعل، فيكون وصفُ يحيى (ع) بالحَصور معناه...
وخلاصة القول: إنَّ قوله تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ ليس مسوقاً لإفادة أنَّ الإنسان مفطورٌ على حبِّ المال والبنين والرغبة فيهم حتى...
فما فعله موسى (ع) لم يكن معصية كما أنَّه لم يكن خطأً فإنَّ وكزه -بمعنى ضربه بجمع كفِّه- كان مقصوداً، نعم قد لا يكون قاصداً لقتله لكنَّه كان قاصداً لوكزه...
ثم إنَّ ظاهر هذه الفقرة من الآية: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} هو أنَّها بصدد الكناية عن طبيعة المرأة، وليست بصدد التوصيف للواقع الخارجي، فهي تماماً كما يُقال: زيدٌ كثيرُ الرماد،...
مادَّة الحديد من أقدم المعادن اكتشافاً للإنسان، ويعتقد أهلُ الاِختصاص في هذا الشأن أنَّ الإنسان استخدم معدن الحديد قبل الميلاد بأربعة آلاف سنة، وأصلُ الحديد كما يقولون من مخلَّفات الشهب...
أبدأ بالجواب عن السؤال الثاني والمشتمل على دعوى نفي الفضل والخصوصيَّة عن بيت المقدس الكائن في فلسطين فإنَّه لا ريب في فساد هذه الدعوى فإنَّ بيت المقدس هو القبلةُ الأولى...
إنَّ تعلُّم كيفيَّة إيقاع القتل على الآخر لا يحتاج إلى المزيد من العناية فيمكن أنْ يكون قد تعلَّم ذلك من مشاهدته للسباع وهي تقتل فرائسها فيُلاحظ الوسيلة التي تعتمدها السباع...
إنَّ الآية المذكورة وهي قوله تعالى: ﴿فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ﴾ ليس فيها ما يدلُّ على أنَّ الله تعالى قد خاطبَ إبليس حين أمرَه...
ظهور الآية الشريفة في إرادة الإبانة والبتر من الأمر بالقطع غيرُ قابلٍ للتأويل فهو نصٌّ في هذا المعنى، ولو كان البناءُ هو التصرُّف في مثل هذا الظهور البيِّن لم يستقم...
لو كان البناء على أنَّ سورتي الضحى والانشراح سورةٌ واحدة كما هو مسلك مشهور القدماء فإنَّ البسملة التي بينهما تكونُ جزءً منهما وليست زائدة، فمجموعُ السورتين سورةٌ واحدة مشتملة على...
كلمة "مصر" من الأسماء التي يجوزُ صرفُها كما يجوز منعُها من الصرف، فهي وإنْ كانت واجدةً لعلَّتين من العِلل التسع الموجبة للمنع من الصرف وهما العلميَّة والتأنيث إلا أنَّهم ذكروا...
وبيان ذلك: إنَّ معنى قولِه تعالى: ﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا﴾ هو أنَّ الإحسان يختصُّ أثرُه بفاعلِه لا يتعدَّاه إلى غيره، وإنَّ الإساءة مختصَّةٌ بفاعلِها لا تتعدَّاه إلى...
ومعنى ذلك أنَّ العجل أو اللحم يكون حنيذًا حين يتمُّ تحضيره من طريق الشواء على النار، ولا يصحُّ وصفه بالحنيذ ما لم يُصبح نضيجًا، فهو حنيذ حين يكون واجدًا للخصوصيتين.
العذابُ –بحسب الاستعمال اللُّغوي والعرفي- وصف للألم الذي يشقُّ على النفس تحمُّله، ولا يُعتبر في صدقِه أنْ لا يتعقَّبه موت، فكما يصدق العذاب على الألم الشاق الذي يزول بزوال سببه...
القرَّاء السبعة لم يكونوا في موارد اختلاف القراءة رواة بل كانوا مجتهدين أو أخذوها عن مجتهدين، وعليه فحتى لو وصلتنا قراءة بعضهم بطريقٍ معتبر فإنَّها لا تكون حجَّة بمعنى جواز...