سبب نزول الآيات رقم (6 ? 7 ? 8 ? 9 - 10) من سورة الحشر

 

﴿وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾

 

النزول:

قال ابن عباس نزل قوله ﴿ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى﴾ الآية في أموال كفار أهل القرى وهم قريظة وبني النضير وهما بالمدينة وفدك وهي من المدينة على ثلاثة أميال وخيبر وقرى رينة وينبع جعلها الله لرسوله يحكم فيها ما أراد وأخبر أنها كلها له فقال أناس فهلا قسمها فنزلت الآية وقيل إن الآية الأولى بيان أموال بني النضير خاصة لقوله ﴿وما أفاء الله على رسوله منهم﴾ الآية والثانية بيان الأموال التي أصيبت بغير قتال وقيل إنهما واحد والآية الثانية بيان قسم المال الذي ذكره الله في الآية الأولى وقال أنس بن مالك أهدي لبعض الصحابة رأس مشوي وكان مجهودا فوجه به إلى جار له فتداولته تسعة أنفس ثم عاد إلى الأول فنزل ﴿ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة﴾ الآية وعن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم بني النضير للأنصار أن شئتم قسمتم للمهاجرين من أموالكم ودياركم وتشاركونهم في هذه الغنيمة وإن شئتم كانت لكم دياركم وأموالكم ولم يقسم لكم شيء من الغنيمة فقال الأنصار بل نقسم لهم من أموالنا وديارنا ونؤثرهم بالغنيمة ولا نشاركهم فيها فنزلت  الآية وقيل نزلت في سبعة عطشوا في يوم أحد فجيء بماء يكفي لأحدهم فقال واحد منهم ناول فلانا حتى طيف على سبعتهم وماتوا ولم يشرب أحد منهم فأثنى الله سبحانه عليهم وقيل نزلت في رجل جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال أطعمني فإني جائع فبعث إلى أهله فلم يكن عندهم شيء فقال من يضيفه هذه الليلة فأضافه رجل من الأنصار وأتى به منزله ولم يكن عنده إلا قوت صبية له فأتوا بذلك إليه وأطفئوا السراج وقامت المرأة إلى الصبية فعللتهم حتى ناموا وجعلا يمضغان ألسنتهما لضيف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فظن الضيف أنهما يأكلان معه حتى شبع الضيف وباتا طاويين فلما أصبحا غدوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فنظر إليهما وتبسم وتلا عليهما هذه الآية وأما الذي رويناه بإسناد صحيح عن أبي هريرة أن الذي أضافه ونوم الصبية وأطفأ السراج علي (عليه السلام) وفاطمة (عليها السلام).