غير:

 

غير يقال على أوجه: الأول: أن تكون للنفي المجرد من غير إثبات معنى به نحو مررت برجل غير قائم أي لا قائم، قال ﴿ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله - وهو في الخصام غير مبين﴾.

 

الثاني: بمعنى إلا فيستثنى به.

 

وتوصف به النكرة نحو مررت بقوم غير زيد أي إلا زيدا، وقال ﴿ما علمت لكم من إله غيري﴾ وقال ﴿مالكم من إله غيره - هل من خالق غير الله﴾.

 

الثالث: لنفى صورة من غير مادتها نحو: الماء إذا كان حارا غيره إذا كان باردا وقوله ﴿كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها﴾ الرابع: أن يكون ذلك متناولا لذات نحو ﴿اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق﴾ أي الباطل وقوله ﴿واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق - أغير الله أبغي ربا - ويستبدل ربى قوما غيركم - ائت بقرآن غير هذا﴾.

 

والتغيير يقال على وجهين، أحدهما: لتغيير صورة الشئ دون ذاته، يقال غيرت داري إذا بنيتها بناء غير الذي كان.

 

والثاني: لتبديله بغيره نحو غيرت غلامي ودابتي إذا أبدلتهما بغيرهما نحو ﴿إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾ والفرق بين غيرين ومختلفين أن الغيرين أعم، فإن الغيرين قد يكونان متفقين في الجوهر بخلاف المختلفين، فالجوهران المتحيزان هما غيران وليسا مختلفين، فكل خلافين غيران وليس كل غيرين خلافين.