فضل:

الفضل الزيادة عن الاقتصار وذلك ضربان: محمود كفضل العلم والحلم، ومذموم كفضل الغضب على ما يجب أن يكون عليه.

والفضل في المحمود أكثر استعمالا والفضول في المذموم، والفضل إذا استعمل لزيادة أحد الشيئين على الاخر فعلى ثلاثة أضرب: فضل من حيث الجنس كفضل جنس الحيوان على جنس النبات، وفضل من حيث النوع كفضل الانسان على غيره من الحيوان وعلى هذا النحو قوله: ﴿ولقد كرمنا بني آدم﴾ إلى قوله: ﴿تفضيلا﴾ وفضل من حيث الذات كفضل رجل على آخر.

فالأولان جوهريان لا سبيل للناقص فيهما أن يزيل نقصه وأن يستفيد الفضل كالفرس والحمار لا يمكنهما أن يكتسبا الفضيلة التي خص بها الانسان، والفضل الثالث قد يكون عرضيا فيوجد السبيل على اكتسابه ومن هذا النوع التفضيل المذكور في قوله: ﴿والله فضل بعضكم على بعض في الرزق - - لتبتغوا فضلا من ربكم﴾ يعنى المال وما يكتسب وقوله: ﴿بما فضل الله بعضهم على بعض﴾ فإنه يعنى بما خص به الرجل من الفضيلة الذاتية له والفضل الذي أعطيه من المكنة والمال والجاه والقوة، وقال: ﴿ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض - فضل الله المجاهدين على القاعدين﴾ وكل عطية لا تلزم من يعطى يقال لها فضل نحو قوله: ﴿واسألوا الله من فضله - ذلك فضل الله - ذو الفضل العظيم﴾ وعلى هذا قوله: ﴿قل بفضل الله - ولولا فضل الله﴾.