فرض:

 

الفرض قطع الشئ الصلب والتأثير فيه كفرض الحديد وفرض الزند والقوس والمفراض والمفرض ما يقطع به الحديد، وفرضة الماء مقسمه.

 

قال تعالى: ﴿لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا﴾ أي معلوما وقيل مقطوعا عنهم والفرض كالايجاب لكن الايجاب يقال اعتبارا بوقوعه وثباته، والفرض بقطع الحكم فيه.

 

قال ﴿سورة أنزلناها وفرضناها﴾ أي أوجبنا العمل بها عليك، وقال: ﴿إن الذي فرض عليك القرآن﴾ أي أوجب عليك العمل به، ومنه يقال لما ألزم الحاكم من النفقة فرض.

 

وكل موضع ورد فرض الله عليه ففي الايجاب الذي أدخله الله فيه وما ورد من ﴿فرض الله له﴾ فهو في أن لا يحظره على نفسه نحو ﴿ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له﴾ وقوله ﴿قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم﴾ وقوله ﴿وقد فرضتم لهن فريضة﴾ أي سميتم لهن مهرا، وأوجبتم على أنفسكم بذلك، وعلى هذا يقال فرض له في العطاء وبهذا النظر، ومن هذا الغرض قيل للعطية فرض وللدين فرض، وفرائض الله تعالى ما فرض لأربابها، ورجل فارض وفرضي بصير بحكم الفرائض قال تعالى: ﴿فمن فرض فيهن الحج﴾ إلى قوله: ﴿في الحج﴾ أي من عين على نفسه إقامة الحج، وإضافة فرض الحج إلى الانسان دلالة أنه هو معين الوقت، ويقال لما أخذ في الصدقة فريضة.

 

قال: ﴿إنما الصدقات للفقراء﴾ إلى قوله: ﴿فريضة من الله﴾ وعلى هذا ما روى أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كتب إلى بعض عماله كتابا وكتب فيه: هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين.

 

والفارض المسن من البقر، قال: ﴿لا فارض ولا بكر﴾ وقيل إنما سمى فارضا لكونه فارضا للأرض أي قاطعا أو فارضا لما يحمل من الأعمال الشاقة، وقيل: بل لان فريضة البقر اثنان تبيع ومسنة، فالتبيع يجوز في حال دون حال، والمسنة يصح بذلها في كل حال فسميت المسنة فارضة لذلك، فعلى هذا يكون الفارض اسما إسلاميا.