كيد:

 

الكيد ضرب من الاحتيال وقد يكون مذموما وممدوحا وإن كان يستعمل في المذموم أكثر وكذلك الاستدراج والمكر ويكون بعض ذلك محمودا، قال: ﴿كذلك كدنا ليوسف﴾ وقوله: ﴿وأملى لهم إن كيدي متين﴾ قال بعضهم: أراد بالكيد العذاب، والصحيح أنه هو الاملاء والامهال المؤدى إلى العقاب كقوله ﴿إنما نملي لهم ليزدادوا إثما إن الله لا يهدى كيد الخائنين﴾ فخص الخائنين تنبيها أنه قد يهدى كيد من لم يقصد بكيده خيانة ككيد يوسف بأخيه وقوله ﴿لأكيدن أصنامكم﴾ أي لأريدن بها سوءا.

 

وقال: ﴿فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين﴾ وقوله ﴿فإن كان لكم كيد فكيدون﴾ وقال ﴿كيد ساحر - فأجمعوا كيدكم﴾ ويقال فلان يكيد بنفسه أي يجود بها وكاد الزند إذا تباطأ بإخراج ناره.

 

ووضع كاد لمقاربة الفعل، يقال كاد يفعل إذا لم يكن قد فعل، وإذا كان معه حرف نفى يكون لما قد وقع ويكون قريبا من أن لا يكون نحو قوله تعالى: ﴿لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا - وإن كادوا - تكاد السماوات - يكاد البرق - يكادون يسطون - إن كدت لتردين﴾ ولا فرق بين أن يكون حرف النفي متقدما عليه أو متأخرا عنه نحو ﴿وما كادوا يفعلون - لا يكادون يفقهون﴾ وقلما يستعمل في كاد أن إلا في ضرورة الشعر، قال: * قد كاد من طول البلى أن يمحصا * أي يمضى ويدرس.