كفل:

 

الكفالة الضمان، تقول تكفلت بكذا وكفلته فلانا وقرئ ﴿وكفلها زكريا﴾ أي كفلها الله تعالى، ومن خفف جعل الفعل لزكريا، المعنى تضمنها، قال تعالى: ﴿وقد جعلتم الله عليكم كفيلا﴾، والكفيل الحظ الذي فيه الكفاية كأنه تكفل بأمره نحو قوله تعالى: ﴿فقال أكفلنيها﴾ أي اجعلني كفلا لها، والكفل الكفيل، قال: ﴿يؤتكم كفلين من رحمته﴾ أي كفيلين من نعمته في الدنيا والآخرة وهما المرغوب إلى الله تعالى فيهما بقوله ﴿ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة﴾ وقيل لم يعن بقوله كفلين أي نعمتين اثنتين بل أراد النعمة المتوالية المتكفلة بكفايته، ويكون تثنيته على حد ما ذكرنا في قولهم لبيك وسعديك، وأما قوله: ﴿من يشفع شفاعة حسنة﴾ إلى قوله ﴿يكن له كفل منها﴾ فإن الكفل ههنا ليس بمعنى الأول بل هو مستعار من الكفل وهو الشئ الردئ، واشتقاقه من الكفل وهو أن الكفل لما كان مركبا ينبو براكبه صار متعارفا في كل شدة كالسيساء وهو العظم الناتئ من ظهر الحمار فيقال لأحملنك على الكفل وعلى السيساء، ولأركبنك الحسرى الرزايا، قال الشاعر: وحملناهم على صعبة زوراء * يعلونها بغير وطاء ومعنى الآية من ينضم إلى غيره معينا له في فعلة حسنة يكون له منها نصيب، ومن ينضم إلى غيره معينا له في فعلة سيئة يناله منها شدة.

 

وقيل الكفل الكفيل.

 

ونبه أن من تحرى شرا فله من فعله كفيل يسأله كما قيل من ظلم فقد أقام كفيلا بظلمه تنبيها أنه لا يمكنه التخلص من عقوبته.