كـرم

 

الكرم إذا وصف الله تعالى به فهو اسم لاحسانه وإنعامه المتظاهر نحو قوله ﴿إن ربى غني كريم﴾ وإذا وصف به الانسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة التي تظهر منه، ولا يقال هو كريم حتى يظهر ذلك منه.

 

قال بعض العلماء: الكرم كالحرية إلا أن الحرية قد تقال في المحاسن الصغيرة والكبيرة.

 

والكرم لا يقال إلا في المحاسن الكبيرة كمن ينفق ما لا في تجهيز جيش في سبيل الله وتحمل حمالة ترقئ دماء قوم، وقوله: ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ فإنما كان كذلك لان الكرم الافعال المحمودة وأكرمها وأشرفها ما يقصد به وجه الله تعالى، فمن قصد ذلك بمحاسن فعله فهو التقى، فإذا أكرم الناس أتقاهم، وكل شئ شرف في بابه فإنه يوصف بالكرم، قال تعالى: ﴿وأنبتنا فيها من كل زوج كريم - وزروع ومقام كريم - إنه لقرآن كريم - وقل لهما قولا كريما﴾ والإكرام والتكريم أن يوصل إلى الانسان إكرام أي نفع لا يلحقه فيه غضاضة، أو أن يجعل ما يوصل إليه شيئا كريما أي شريفا، قال ﴿وهل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين﴾ وقوله ﴿بل عباد مكرمون﴾ أي جعلهم كراما، قال ﴿كراما كاتبين﴾، وقال ﴿بأيدي سفرة كرام بررة - وجعلني من المكرمين﴾، وقوله: ﴿ذو الجلال والاكرام﴾ منطو على المعنيين.