نوس:

 

الناس قيل أصله أناس فحذف فاؤه لما أدخل عليه الألف واللام، وقيل قلب من نسي وأصله إنسيان على إفعلان، وقيل أصله من ناس ينوس إذا أضطرب، ونست الإبل سقتها، وقيل ذو نواس ملك كان ينوس على ظهره ذؤابة فسمى بذلك وتصغيره على هذا نويس، قال: ﴿قل أعوذ برب الناس﴾ والناس قد يذكر ويراد به الفضلاء دون من يتناوله اسم الناس تجوزا وذلك إذا اعتبر معنى الانسانية وهو وجود الفضل والذكر وسائر الأخلاق الحميدة والمعاني المختصة به، فإن كل شئ عدم فعله المختص به لا يكاد يستحق اسمه كاليد فإنها إذا عدمت فعلها الخاص بها فإطلاق اليد عليها كإطلاقها على يد السرير ورجله، فقوله: ﴿آمنوا كما آمن الناس﴾ أي كما يفعل من وجد فيه معنى الانسانية ولم يقصد بالانسان عينا واحدا بل قصد المعنى وكذا قوله: ﴿أم يحسدون الناس﴾ أي من وجد فيه معنى الانسانية أي إنسان كان، وربما قصد به النوع كما هو وعلى هذا قوله: ﴿أم يحسدون الناس﴾.