نكر:

الانكار ضد العرفان، يقال أنكرت كذا ونكرت وأصله أن يرد على القلب ما لا يتصوره وذلك ضرب من الجهل، قال ﴿فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم - فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون﴾ وقد يستعمل ذلك فيما ينكر باللسان وسبب الانكار باللسان هو الانكار بالقلب لكن ربما ينكر اللسان الشئ وصورته في القلب حاصلة ويكون في ذلك كاذبا.

وعلى ذلك قوله تعالى: ﴿يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها - فهم له منكرون - فأي آيات الله تنكرون﴾ والمنكر كل فعل تحكم العقول الصحيحة بقبحه، أو تتوقف في استقباحه واستحسانه العقول فتحكم بقبحه الشريعة وإلى ذلك قصد بقوله ﴿والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر - كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه - وينهون عن المنكر - وتأتون في ناديكم المنكر﴾ وتنكير الشئ من حيث المعنى جعله بحيث لا يعرف، قال ﴿نكروا لها عرشها﴾ وتعريفه جعله بحيث يعرف.

واستعمال ذلك في عبارة النحويين هو أن يجعل الاسم على صيغة مخصوصة ونكرت على فلان وأنكرت إذا فعلت به فعلا يردعه، قال ﴿فكيف كان نكير﴾ أي إنكاري.

والنكر الدهاء والامر الصعب الذي لا يعرف وقد نكر نكارة، قال: ﴿يوم يدع الداع إلى شئ نكر﴾.

وفى الحديث " إذا وضع الميت في القبر أتاه ملكان منكر ونكير " واستعيرت المناكرة للمحاربة.