نصح:

النصح تحرى فعل أو قول فيه صلاح صاحبه، قال: ﴿لقد أبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين﴾ وقال: ﴿وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين - ولا ينفعكم نصحي إن أرادت أن أنصح لكم﴾ وهو من قولهم نصحت له الود أي أخلصته، وناصح العسل خالصه أو من قولهم نصحت الجلد خطته، والناصح الخياط والنصاح الخيط، وقوله: ﴿توبوا إلى الله توبة نصوحا﴾ فمن أحد هذين: إما الاخلاص، وإما الاحكام، ويقال نصوح ونصاح نحو ذهوب وذهاب، قال: * أحببت حبا خالطته نصاحة * نصر: النصر والنصرة العون، قال: ﴿نصر من الله - إذا جاء نصر الله - وانصروا آلهتكم - إن ينصركم الله فلا غالب لكم - وانصرنا على القوم الكافرين - وكان حقا علينا نصر المؤمنين - إنا لننصر رسلنا - وما لهم في الأرض من ولى ولا نصير - وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا - ما لكم من دون الله من ولى ولا نصير - فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله﴾ إلى غير ذلك من الآيات، ونصرة الله للعبد ظاهرة، ونصرة العبد لله هو نصرته لعباده والقيام بحفظ حدوده ورعاية عهوده واعتناق أحكامه واجتناب نهيه، قال ﴿وليعلم الله من ينصره - إن تنصروا الله ينصركم - كونوا أنصار الله﴾ والانتصار والاستنصار طلب النصرة ﴿والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون - وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر - ولمن انتصر بعد ظلمه - فدعا ربه أنى مغلوب فانتصر﴾ وإنما قال فانتصر ولم يقل انصر تنبيها أن ما يلحقني يلحقك من حيث إني جئتهم بأمرك، فإذا نصرتني فقد انتصرت لنفسك، والتناصر التعاون، قال: ﴿ما لكم لا تناصرون﴾ والنصارى قيل سموا بذلك لقوله: ﴿كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله﴾ وقيل سموا بذلك انتسابا إلى قرية يقال لها نصران، فيقال نصراني وجمعه نصارى، قال: ﴿وقالت اليهود ليست النصارى﴾ الآية، ونصر أرض بنى فلان أي مطر، وذلك أن المطر هو نصرة الأرض، ونصرت فلانا أعطيته إما مستعار من نصر الأرض أو من العون.