هلك:

 

الهلاك على ثلاثة أوجه: افتقاد الشئ عنك وهو عند غيرك موجود كقوله تعالى: ﴿هلك عنى سلطانيه﴾ وهلاك الشئ باستحالة وفساد كقوله: ﴿ويهلك الحرث والنسل﴾ ويقال هلك الطعام.

 

والثالث: الموت كقوله ﴿إن امرؤ هلك﴾ وقال تعالى مخبرا عن الكفار ﴿وما يهلكنا إلا الدهر﴾ ولم يذكر الله الموت بلفظ الهلاك حيث لم يقصد الذم إلا في هذا الموضع وفى قوله: ﴿ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا﴾ وذلك لفائدة يختص ذكرها بما بعد هذا الكتاب.

 

والرابع: بطلان الشئ من العالم وعدمه رأسا وذلك المسمى فناء المشار إليه بقوله ﴿كل شئ هالك إلا وجهه﴾ ويقال للعذاب والخوف والفقر الهلاك وعلى هذا قوله ﴿وما يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون - وكم أهلكنا قبلهم من قرن - وكم من قرية أهلكناها - وكأين من قرية أهلكناها - أفتهلكنا بما فعل المبطلون - أتهلكنا بما فعل السفهاء منا﴾.

 

وقوله: ﴿فهل يهلك إلا القوم الفاسقون﴾ هو الهلاك الأكبر الذي دل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " لا شر كشر بعده النار "، وقوله تعالى: ﴿ما شهدنا مهلك أهله﴾ والهلك بالضم الاهلاك، والتهلكة ما يؤدى إلى الهلاك، قال تعالى: ﴿ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة﴾ وامرأة هلوك كأنها تتهالك في مشيها كما قال الشاعر: مريضات أو بات التهادي كأنما * تخاف على أحشائها أن تقطعا وكنى بالهلوك عن الفاجرة لتمايلها، والهالكي كان حدادا من قبيلة هالك فسمى كل حداد هالكيا، والهلك الشئ الهالك.