عاصم بن أبي النّجود الأسدي التّابعي

عاصم بن أبي النجود بهدلة الأسدي:

يكنّى بأبي بكر، أخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن السلمي والذي أخذها عن أمير المؤمنين (ع)، ولذلك ترجع قراءته إلى الإمام (ع) وينقلها عنه بواسطة واحدة فقط هي شيخه أبو عبد الرحمن السلمي.

وقيل إنه أخذ القراءة أيضاً عن زر بن حبيش (وهو من ثقات أمير المؤمنين (ع) وكان فاضلاً عالماً بالقرآن ةقد أخذ القرآن عن أمير المؤمنين (ع) وعن ابن مسعود (رض)).

وهذا القول وإن صح فإن قراءته أيضاً تكون راجعة إلى أمير المؤمنين (ع) بطريقين (أبو عبد الرحمن السلمي وزر بن جيش).

إلا أن أحد رواة  قراءته (أبو بكر بن عيّاش) قد قال: قال لي عاصم ما أقرأني أحد حرفاً إلا أبو عبد الرحمن السلمي، وكنت أرجع من عنده فأعرض على زر بن جيش. (1)

وقد نصّ على تشيعه بعض الأعلام كالشيخ عبد الجليل الرازي في كتاب نقض الفضائح، وكذلك القاضي نور الله المرعشي في كتابه مجالس المؤمنين. (2)

أما صاحب الطبقات فقد قال عنه بأنّه ثقة إلا أنّه كثير الخطأ في حديثه!! (3)

ولكن السؤال هنا: إذا كان كثير الخطأ في حديثه فكيف صارت قراءته من السبع المشهورات بل هي على رأسها؟

أمّا صاحب التمهيد (التمهيد في علوم القرآن ? آية الله محمد هادي معرفة) فقد نقل كلاماً لابن الجزري يقول فيه: إنه قد جمع بين الفصاحة والإتقان والتحرير بواسطة واحدة وهي شيخه أبو عبد الرحمن السلمي.

وورد في كتاب آراء حول القرآن، لسماحة آية الله السيد علي الفاني الأصفهاني، ما يلي:

الكنية:

أبو بكر.

تاريخ الوفاة:

متوفى سنة 127 أو 128.

اللقب:

بهدلة

البلد:

الكوفي.

من السّبعة أم لا؟

من السّبعة.

المشايخ:

1- أبو عبد الرّحمن السّلمي تلميذ عليّ بن أبي طالب (ع).

2- زر بن حبيش تلميذ عبد الله بن مسعود.

3- عثمان بن عفّان.

4- زيد بن ثابت.

5- اُبيّ بن كعب النّبي (ص).

الرّواة:

1- شعبة بن عبّاس.

2- أبو عمرو حفص بن سليمان البزّاز بن المغيرة الأسدي الكوفي، وروى عنه أربعة أشخاص، هُم: أبو شعيب القوّاس وهبيرة التّمار وعبيد بن الصّباح عمرو ابن الصّباح.

3- أبو بكر بن عيّاش وروى عنه ثلاثة أشخاص هم:أبو يوسف الأعمش وأبوصالح ويحيى بن آدم.

وورد في كتاب البيان في تفسير القرآن، لآية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي، ما يلي: هو ابن أبي النجود أبو بكر الأسدي مولاهم الكوفي.

أخذ القراءة عرضا عن زر بن حبيش، وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي عمرو الشيباني.

قال أبو بكر بن عياش: "قال لي عاصم: ما أقرأني أحد حرفا إلا أبو عبد الرحمن السلمي، وكنت أرجع من عنده فأعرض على زر". وقال حفص: قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي، وما كان من القراءة التي أقرأتها أبا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر بن حبيش عن ابن مسعود". قال ابن سعد: "كان ثقة إلا أنه كان كثير الخطأ في حديثه".

وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: "كان خيرا ثقة، والاعمش أحفظ منه". وقال العجلي: "كان صاحب سنة وقراءة، وكان ثقة رأسا في القراءة. وكان عثمانيا". وقال يعقوب بن سفيان: "في حديثه اضطراب وهو ثقة". وقد تكلم فيه ابن علية، فقال: "كان كل من اسمه عاصم سئ الحفظ". وقال النسائي: "ليس به بأس".

وقال ابن خراش: "في حديثه نكرة". وقال العقيلي: "لم يكن فيه إلا سوء الحفظ". وقال(4) الدارقطني: "في حفظه شئ". وقال حماد بن سلمة: "خلط عاصم في آخر عمره".

مات سنة 127 أو سنة 128.

ولعاصم ابن بهدلة راويان بغير واسطة هما: حفص، وأبو بكر: أما حفص: فهو ابن سليمان الاسدي، كان ربيب عاصم. قال الذهبي: "أما القراءة فثقة ثبت ضابط لها. بخلاف حاله في الحديث".

وذكر حفص: "أنه لم يخالف عاصما في شئ من قراءته إلا في حرف.. الروم سورة 3 آية 54: الله الذي خلقكم من ضعف. قرأه بالضم وقرأ عاصم بالفتح "

ولد سنة 90 وتوفي سنة 180.

وقال ابن أبي حاتم عن عبد الله عن أبيه: "متروك الحديث". وقال عثمان الدارمي وغيره عن ابن معين: "ليس بثقة". وقال ابن المديني: "ضعيف الحديث، وتركته على عمد". وقال البخاري: "تركوه". وقال مسلم: "متروك". وقال النسائي: "ليس بثقة، ولا يكتب حديثه".

وقال صالح ابن محمد: "لا يكتب حديثه وأحاديثه كلها مناكير". وقال ابن خراش: "كذاب متروك يضع الحديث". وقال ابن حيان: "كان يقلب الاسانيد، ويرفع المراسيل".

وحكى ابن الجوزي في الموضوعات عن عبد لرحمن بن مهدي قال: "والله ما تحل الرواية عنه". وقال الدارقطني: "ضعيف" وقال الساجي: "حفص ممن ذهب حديثه، عنده مناكير".

أقول: الحال فيمن روى القراءة عنه كما تقدم.

وأما أبو بكر: فهو شعبة بن عياش بن سالم الحناط الاسدي الكوفي قال ابن الجزري: "عرض القرآن على عاصم ثلاث مرات، وعلى عطاء ابن السائب، وأسلم المنقري.

وعمر دهرا إلا أنه قطع الاقراء قبل موته بسبع سنين، وقيل(5)(6)(7) بأكثر، وكان إماما كبيرا عالما عاملا، وكان يقول: "أنا نصف الاسلام".

وكان من أئمة السنة. ولما حضرته الوفاة بكت اخته فقال لها: ما "يبكيك، انظري إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها ثمان عشرة ألف ختمة".

ولد سنة 95 وتوفي سنة 193، وقيل 194.

قال عبد الله ابن أحمد عن أبيه: "ثقة وربما غلط".  وقال عثمان الدارمي: "وليس بذاك في الحديث". وقال ابن أبي حاتم: "ألت أبي عن أبي بكر بن عياش، وأبي الاحوص فقال: "ما أقربهما". وقال ابن سعد: "كان ثقة صدوقا عارفا بالحديث والعلم، إلا أنه كثير الغلط". وقال يعقوب ابن شيبة: "في حديثه اضطراب". وقال أبو نعيم: "لم يكن في شيوخنا أحد أكثر غلطا منه". وقال البزار: "لم يكن بالحافظ".

للمزيد من التفاصيل يمكنك مراجعة التالي:

1- تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام، السيد حسن الصدر.

2- الشيعة وفنون الإسلام، السيد حسن الصدر.

3- مجمع البيان في تفسير القرآن، أمين الإسلام الطبرسي.

4- التمهيد في علوم القرآن، آية الله محمد هادي معرفة.

5- البيان في تفسير القرآن، آية الله السيد أبو القاسم الخوئي.

6- الطبقات لابن سعد، محمد بن سعد.

7- الكنى والألقاب، الشيخ عباس القمي.

8- وغير ذلك من الكتب الرجالية وطبقات الفقهاء والحفّاظ والقرّاء.


1- يمكن مراجعة: البيان في تفسير القرآن، السيد أبو القاسم الخوئي، ط5، ص130، دار الزهراء للطباعة والنشر، بيروت، 1987م، 1408هـ.

2- يراجع في ذلك: الشيعة وفنون الإسلام للسيد حسن الصدر.

3- انظر طبقات ابن سعد: ج6 / ص349.

4- طبقات القراء ج1 ص348.

5- تهذيب التهذيب ج5 ص39.

6- طبقات القراء ج1 ص254.

7- تهذيب التهذيب ج2 ص401.