المحكمات والمتشابهات(1)

1- الإمام علي (ع) -لما سئل عن تفسير المحكم والمتشابه من كتاب الله عز وجل-:

"أما المحكم الذي لم ينسخه شئ من القرآن فهو قول الله عز وجل: ﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾ وإنما هلك الناس في المتشابه لأنهم لم يقفوا على معناه ولم يعرفوا حقيقته، فوضعوا له تأويلات من عند أنفسهم بآرائهم واستغنوا بذلك عن مسألة الأوصياء.

 

وأما المتشابه من القرآن فهو الذي انحرف منه، متفق اللفظ مختلف المعنى، مثل قوله عز وجل: ﴿يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء﴾ فنسب الضلالة إلى نفسه في هذا الموضع، وهذا ضلالهم عن طريق الجنة بفعلهم، ونسبه إلى الكفار في موضع آخر ونسبه إلى الأصنام في آية أخرى"(2)(3).

 

2- الإمام الصادق (ع) -لما سئل عن المحكم والمتشابه-:

"المحكم ما نعمل به، والمتشابه ما اشتبه على جاهله"(4).

 

3- عنه (ع) -أيضا-:

"المحكم ما يعمل به، والمتشابه الذي يشبه بعضه بعضا"(5).

 

4- عنه (ع):

"إن القرآن فيه محكم ومتشابه، فأما المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به، وأما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به"(6).

 

5- الإمام الرضا (ع):

"من رد متشابه القرآن إلى محكمه هدي إلى صراط مستقيم"(7).

 

قال العلامة في الميزان -بعد ذكر الأخبار المروية عن المعصومين (ع) في تفسير المتشابه-: أقول: الأخبار كما ترى متقاربة في تفسير المتشابه، وهي تؤيد ما ذكرناه في البيان السابق: أن التشابه يقبل الارتفاع، وأنه إنما يرتفع بتفسير المحكم له.

 

وأما كون المنسوخات من المتشابهات فهو كذلك كما تقدم، ووجه تشابهها ما يظهر منها من استمرار الحكم وبقائه، ويفسره الناسخ ببيان أن استمراره مقطوع. وأما ما ذكره (ع) في خبر العيون: "إن في أخبارنا متشابها كمتشابه القرآن ومحكما كمحكم القرآن".

 

فقد وردت في هذا المعنى عنهم (ع) روايات مستفيضة، والاعتبار يساعده، فإن الأخبار لا تشتمل إلا على ما اشتمل عليه القرآن الشريف، ولا تبين إلا ما تعرض له وقد عرفت فيما مر: أن التشابه من أوصاف المعنى الذي يدل عليه اللفظ، وهو كونه بحيث يقبل الانطباق على المقصود وعلى غيره، لا من أوصاف اللفظ من حيث دلالته على المعنى نظير الغرابة والإجمال، ولا من أوصاف الأعم من اللفظ والمعنى. وبعبارة أخرى: إنما عرض التشابه لما عرض عليه من الآيات لكون بياناتها جارية مجرى الأمثال بالنسبة إلى المعارف الحقة الإلهية، وهذا المعنى بعينه موجود في الأخبار، ففيها متشابه ومحكم كما في القرآن، وقد ورد عن النبي (ص) أنه قال: "إنا معاشر الأنبياء نكلم الناس على قدر عقولهم"(8).

 


1- المصدر الكلي: ميزان الحكمة -محمد الريشهري- ج3 / ص2534-2535.

2- راجع تمام الكلام، وراجع باب 2383 "وجوه الضلالة"، وباب 3353 "المتشابه في القضاء"، وباب 3151 "تفسير الفتنة".

3- بحار: 93 / 11 و 92 / 382 / 15 و ص 383 / 19 و ح 21.

4- بحار: 93 / 11 و 92 / 382 / 15 و ص 383 / 19 و ح 21.

5- بحار: 93 / 11 و 92 / 382 / 15 و ص 383 / 19 و ح 21.

6- بحار: 93 / 11 و 92 / 382 / 15 و ص 383 / 19 و ح 21.

7- عيون أخبار الرضا (ع): 1 / 290 / 39.

8- تفسير الميزان: 3 / 68. (انظر) الحديث: باب 734. البحار 92 / 373 باب 127.