ألا تتنافى هذه الآية مع طول عمر إمام العصر والزمان (عج)

السؤال:

قال الله جلّ جلاله في الآية 68 من سورة يس: ﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾، كيف تنسجم هذه الآية مع طول عمر الإمام صاحب العصر والزمان (عج)؟

 

الجواب:

تبين الآية الكريمة المذكورة آنفاً أحد النواميس الطبيعية والقوانين الإلهية، أي بعدما يبلغ الإنسان حدّ التكامل الجسمي يبدأ بفقد قواه واحدة تلو الأخرى وفقاً للمسيرة الطبيعية حتى يصل إلى ضعفه وعجزه في بداية حياته، إنّ منحني الضعف والقوة ما هو إلا قانون عام لكافة الموجودات الحية، حيث ستبتلى جميعاً بنفس المصير طبقاً للمسار الطبيعي للحياة، لكن يجب الاعتراف بأن موضوع طول عمر الإمام صاحب الزمان (عج) يتسم بميزة استثنائية على الرغم من أنّ سلسلة من الدراسات في العلوم الطبيعية أثبتت إمكانية تعمير الإنسان إلى هذا الحدّ حسب الموازين العلمية.

 

بعبارة أخرى: لا يستحيل أن يعمر الإنسان ألف عام أو أكثر طبق المبادئ والأصول العلمية الراهنة، بدليل أنّ علماء البايولوجيا والعلوم الطبيعية عاكفون على دراسات وبحوث لإطالة عمر الإنسان، وهم يزفون لنا البشرى دائماً بأنه سيأتي يوم يوفقون فيه لإطالة عمر الإنسان بالطرق العلمية الحديثة إلى حده الأقصى، وهذا مؤشر واضح على كون التعمير ممكناً ومعقولاً.

 

لكن لا يمكن الإنكار أنّ طول عمر الإمام ذو طابع استثنائي ولم يتمكن الإنسان من بلوغه بالطرق الطبيعية المألوفة، بناءاً على هذا أطال الله تعالى عمر أحد عباده المنتجبين بصورة متميزة ليقوم بثورة في زمن محدد ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، ومن الواضح جداً أنّ الآية المذكورة الناظرة إلى الأفراد الطبيعيين لا تشمل كذا شخص يتمتع بوضع خاص ويحظى برعاية متفاوتة عن البشر العاديين.

 

 وباختصار إنّ الله الذي وهب الإمام عمراً طويلاً خلافاً للوضع المألوف وأحياه حياة خاصة سوف يحفظه من عوارض وتبعات طول العمر المتمثلة بالضعف والعجز والتقهقر، وليس هناك أي تناف بين هذا الموضوع والآية الآنفة الذكر الناظرة إلى الأشخاص العاديين.