عبد الله بن سعد بن أبي سرح

من هو عبد الله بن سعد بن أبي سرج؟

قال أحمد حسين يعقوب في كتابه المواجهة مع رسول الله:(1) عبد الله بن سعد بن أبي سرج العامري، كتب لرسول الله، وعرف الرسول أن الرجل خائن فطرده فارتد عن الإسلام، وأخذ يشيع بين أهل مكة، بأنه كان يتلاعب بالقرآن، فأنزل الله تعالى فيه ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾(2).

وبعد أباح الرسول دمه ولو تعلق بأستار الكعبة، ولكن عثمان استأمن له من النبي فآمنه النبي في النهاية (وهو ابن خالة عثمان، وأخوه من الرضاعة).

وقد لمع نجم الرجل في خلافة عثمان فأعطاه عثمان جميع ما أفاء الله عليه من فتح أفريقيا كلها دون أن يشرك فيه أحدا من المسلمين.

ثم ولاه على مصر بعد أن عزل عنها عمرو بن العاص، وهو كغيره من بني أمية من الطلقاء.

ما أورده الأحمدي عن ابن سرج، حيث قال: القرشي العامري. كان أخا عثمان من الرضاعة. كان من الذين كانوا يكتبون في مكة في الجاهلية كما تقدم(3).

قال أبو عمر: "قال الواقدي: وأول من كتب له من قريش عبد الله بن سعد بن أبي سرح، ثم ارتد ورجع إلى مكة"(4).

وقال اليعقوبي: "وكان كتابه الذين يكتبون الوحي والكتب والعهود .. عبد الله بن سعد بن أبي سرح".

ارتد عبد الله بن سعد، ثم خرج هاربا إلى مكة ولحق بالمشركين، فأهدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) دمه، فالتجأ إلى أخيه من الرضاعة عثمان بن عفان، فاستأمن له عثمان، فأمنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين إسلامه(5).

ولكن لم تعين لنا المصادر أنه كم كتب في هذه المدة من الوحي، مع أنهم يصرحون كما تقدم: بأن علي بن أبي طالب وعثمان كانا يكتبان الوحي، فإن غابا كتب أبي بن كعب وزيد بن ثابت.


1- المواجهة مع رسول الله -أحمد حسين يعقوب- ص98

2- سورة الأنعام / 21.

3- مكاتيب الرسول -الأحمدي الميانجي- ج 1 / ص 114-121.

4- الاستيعاب ج1 / ص51 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 / ص161 واليعقوبي ج2 / 49 و69 وتهذيب تاريخ ابن عساكر ج7 / ص435 والتنبيه والاشراف ص246 والبداية والنهاية ج5 / ص350 والحلبية 3 / ص364 والكامل لابن الأثير ج2 / ص312 والطبري 3 / ص173 والعقد الفريد 4 / ص161 والتراتيب الإدارية 1 / ص115 و118 والبحار ج92 / ص35 وارشاد الساري ج7 / ص450 وعمدة القاري ج20 / ص19 وفتح الباري ج9 / ص19 وتاريخ الخميس ج2 / ص181 وأسد الغابة 1 / ص50، ج3 / ص173 والإصابة ج2 / ص317 والاستيعاب ج2 / ص375 وابن أبي الحديد ج17 / 12 و13 وكنز العمال ج2 / 189 و190 والوزراء والكتاب ص13 والشفاء للقاضي ج2 / ص305 و308 وبهجة المحافل ج2 / ص161 والمفصل ج8 / ص120 وما بعدها و754 والجمهرة للكلبي ص111 والدرر لابن عبد البر ص162 والمصباح المضئ ج1 ص189.

5- راجع المصادر المتقدمة وراجع الغدير ج8 / ص280 و281 والمستدرك ج3 / ص45 والمصباح المضئ ج1 / ص190.