الدرس الرابع عشر

 

.: التفخيم والترقيق :.

 

التفخيم والترقيق ليس موضوعًا تجويديًّا فحسب، بل هو أحد العوامل الأساسيَّة في القراءة القرآنيَّة المعتبرة، فكما هو معلوم أنَّ ترقيق بعض الحروف يؤدِّي إلى ميوعة لا يمكن قبولها في تلاوة القرآن الكريم، فحري بالقارئ أن يتعرَّف ويتقن مثل هذا الباب، لتصطبغ تلاوته بالوقار والرزينة.

 

تعريف التفخيم

لغةً: هو التسمين والتغليظ ؛ واصطلاحًا: هو عبارة عن غِلَظٍ يدخل على صَوْت الحرف فيمتلئ الفم بصداه .

 

تعريف الترقيق

لغةً: هو التنحيف؛ واصطلاحًا: هو عبارة عن نـحولٍ يدخل على صَوْت الحرف فلا يمتلئ الفم بصداه .

 

أقسام الحروف مِنْ حيث الترقيق والتفخيم

أولاً: الحروف المفخّمة دائمًا: وهي حروف الاستعلاء المجموعة في: (خُصَّ ضَغْطٍ قِظْ).

 

وللتّفخيم خمس مراتب (مبتدئًا مِنَ الأقوى) كالتّالي:

 

1- مفخّم مفتوح بعده ألف، مثل:﴿قَـال﴾.

 

2- مفخّم مفتوح، مثل: ﴿فـَطَـلّ﴾.

 

3- مفخّم مضموم، مثل: ﴿صُـمٌّ﴾.

 

4- مفخّم ساكن، مثل: ﴿اسْتُضْعِفُواْ﴾.

 

5- مفخّم مكسور: ﴿غِشَاوَةٌ﴾.

 

ثانيًا: الحروف المفخّمة أحيانًا والمرقّقة أحيانًا أخرى: هي اللام والألف والرّاء.

1- الألف: تتبع ما قبلها تفخيمًا وترقيقًا، فإن جاء قبلها حـــرف مفخّم فُخّمت مثل: ﴿بِـعَصَاكَ﴾ وإذا جاء قبلها حرف مرقّق رقّقت مثل: ﴿أُنَاسٍ﴾.

 

2- اللاَّم: تُفخّم إذا جاءت في لفظ الجلالة خاصّة، وكان ما قبلها مفتوح مثل: ﴿وَالله﴾، أو مضموم مثل: ﴿نَصرُ اللهِ﴾، وترقّق إذا جاء قبل لفظ الجلالة حرف مكسور مثل: ﴿رِزْقِ اللهِ﴾، كما أنّها تكون مرقّقة دائمًا في غير لفظ الجلالة مثل: ﴿فَتَلَقَّى﴾.

 

3- الرّاء: الأصل في الرّاء التّفخيم، إلاّ إذا جاءت في هذه الحالات الأربع فإنّها ترقّق:

أ- إذا جاءت مكسورة: ﴿فَتَلَقَّى﴾.

 

ب- ذا جاءت ساكنة ما قبلها مكسـور كسرًا أصليًّا وليس بعدها حرف مِنْ حروف الاستعلاء: ﴿فِرْعَوْنَ﴾. هناك خمس كلمات في القرآن الكريم تبدو وكأنَّها مماثلة لهذه الحالة؛ وهي: ﴿مِرْصَادًا﴾،﴿قِرْطَاسٍ﴾،﴿ فِرْقَةٍ﴾،﴿لَبِالْمِرْصَادِ﴾،﴿وَإِرْصَادًا﴾. لكنَّ الراء ليست مرقَّقة فيها، بل هي مفخَّمة وذلك لأنَّ الحرف الذي جاء بعدها حرف مِن حروف الاستعلاء(1).

 

ج- ذا جاءت ساكنة ما قبلها ياء: ﴿قَوَارِيرَا﴾ (حال الوقف).

 

د- إذا جاء ساكنة ما قبلها ساكن وقبله حرف مكسور: ﴿لِلذِّكْرِ﴾ (حال الوقف).

 

هـ- مرقّقة في كلمة﴿مَجْرَاهَا﴾ (2) في سورة هود.

 

ثالثًا: الحروف المرقّقة: ما عدا الحروف الَّتي بيّنّاها، ولا تحتاج إلى بيانٍ أو توضيح.

 

(1) إذا كان حرف الاستعلاء مكسورًا فإنَّ الحكم هو جواز الوجهين، ومثالها الوحيد﴿فِرْقٍ﴾الشعراء/63.

(2) انظر: الملحق (1) ؛ خصوصيّات حفص، ص أ.