الدرس الحادي عشر

 

.: حكم النون والميم المشدَّدتين :.

 

النون والميم هما حرفان لذيذان يترنّم الإنسان بهما، لهذا فإنّهما يعتبران مِنَ الموسيقى الداخليَّة في الأشعار وغَيْرها، ولا غروَ إذن أن يعقد لهما المجوّدون بابًا مخصوصًا، يدرسون فيه أحوالهما، وسوف نقتصر في هذا الدرس عن حكم النون والميم المشدّدتَين فقط، وفي الدرس التالي سنعرض أحكام النون الساكنة والتنوين، والدرس الذي بعده عن الميم الساكنة.

 

وقبل الحديث عن لبّ هذا الدرس لا بأس أن نعرِّف الغنَّة أوَّلاً:

 

فالغنَّة:

 

لغةً: هي عبارة عن صَوْت يشبه صوت الغزالة إذا ضاع وليدها،...

 

واصطلاحًا: هي عبارة عَنْ صَوْت لذيذ مركّب في جسم الميم والنُّون، لذلك تسمّى كلّ منهما بحرف غنَّة أو حرف أغنّ. أي أنَّ الغنَّة صـفة تلازم هذَيْن الحرفَيْن، إلاَّ أنَّنا نعتبر أنَّ الغنَّة هي تلك الغنَّة الكاملة، والَّتي يكون مقدارها ألِف (حركتَيْن(1)).

 

إنَّ النُّون والميم المشدَّدتين -أي النُّون أو الميم الّتي عليها علامة ( ّ)- والتي تكون أصليَّة في الكلمة حكمهما وجوب الغنَّة، فمثلاً:

 

#

الأمثلــــة

النّون المشدّدة

﴿جُـنَّـةً﴾

﴿إِنَّـمَا﴾

﴿لَنَكُونَـنَّ﴾

الميم المشدَّدة

﴿لأَمَّـارَةٌ﴾

﴿أُمَّـةٍ﴾

﴿سَمَّـاعُونَ﴾

 

(1) الحركة: حدَّدها علماء التجويد بقبض الإصبع أو بسطه، ويعرف ذلك بالتَّوقيف، أي بالتَّعليم مِنَ الأساتذة.