الدرس التاسع

 

.: أحكام الاستعاذة والبسملة :.

 

سبق وأنْ ذكرنا في الدرس الأوَّل استحباب الإتيان بالاستعاذة عند الشروع في التلاوة، ولكن عرف التجويد ?لا الشرع- يوجب الإتيان بالاستعاذة عند الشروع في التلاوة. أمَّا البسملة فإنَّها مستحبَّة عند الشروع في التلاوة ?بعد الاستعاذة-، وواجبة عند بداية كلّ سورة ما عدا سورة براءة.

 

وخلاصة الحديث أنَّنا يمكن أنْ نبدأ تلاوتنا بالاستعاذة فقط ?دون البسملة-، أو مع الاستعاذة والبسملة، فإذا كان الأوَّل حصلنا على وجهين، والثاني ينتج أربعة أوجه على التفصيل التالي:

 

1- الابتداء بالاستعاذة فقط:

إذا ابتدأ القارئ في أثناء السورة (دون الآية الأولى مِنها) فهو مخيَّر بأن يأتي بالاِستعاذة مع البسملة، أو أن يقتصر على الاِستعاذة فقط، وإذا اقتصر على الاستعاذة فعندئذٍ هناك وجهان للتلاوة؛ هما:

 

الوجه الأول: قطع الاِستعاذة عن الآية:

أعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ

ثمَّ

تَقِف

﴿وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾

 

الوجه الثَّاني: وصل الاِستعاذة بالآية:

أعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ

ثمَّ تَصِل

﴿وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾

 

2- الاِبتداء بالاستعاذة والبسملة:

يستحبّ الإتيان بالاِستعاذة والبسملة ?كما ذكرنا- عند قراءتك في أي مكان مِنَ القرآن الكريم، وإذا أردنا الإتيان بهما معًا فإنَّ هنا أربعة أوجه كما يلي:

 

الوجه الأوَّل: قطع الاستعاذة عن البسملة، وقطع البسملة عن الآية (قف قف).

أعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ

ثمَّ

تَقِف

﴿بِسْم الله الرَّحمنِ الرَّحيم﴾

ثمَّ

تَقِف

﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾

 

الوجه الثاني: قطع الاستعاذة عن البسملة، ووصل البسملة بالآية (قف صل).

أعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ

ثمَّ

تَقِف

﴿ بِسْم الله الرَّحمنِ الرَّحيم﴾

ثمَّ

تَصِل

﴿ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾

 

الوجه الثالث: وصل الاستعاذة بالبسملة، وقطع البسملة عن الآية (صل قف).

أعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ

ثمَّ

تَصِل

﴿ بِسْم الله الرَّحمنِ الرَّحيم﴾

ثمَّ

تَقِف

﴿ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾

 

الوجه الرابع: وصل الاستعاذة بالبسملة، ووصل البسملة بالآية (صل صل).

أعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ

ثمَّ

تَصِل

﴿ بِسْم الله الرَّحمنِ الرَّحيم﴾

ثمَّ

تَصِل

﴿ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾

 

وإذا أراد القارئ الانتقال مِن سورة إلى أخرى فإنَّ عليه إثبات البسملة في كلّ سورة سوف ينتقل إليها عدا سورة براءة (التوبة)، لذلك فإنَّ الحاصل ما يلي:

 

1- الاِنتقال مِنْ سورة إلى أخرى (عدا سورة براءة)

هناك ثلاثة أوجه جائزة في حال انتقال القارئ مِن سورة إلى أخرى ?عدا براءة-، ووجه واحد ممتنع. وهذه الأوجه هي:

الوجه الأوَّل: ... (قف قف).

﴿... إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾

ثمَّ

تَقِف

﴿بِسْم الله الرَّحمنِ الرَّحيم﴾

ثمَّ

تَقِف

﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾

 

الوجه الثاني: ... (صل صل).

﴿... إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾

ثمَّ

تَصِل

﴿بِسْم الله الرَّحمنِ الرَّحيم﴾

ثمَّ

تَصِل

﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾

 

الوجه الثالث: ... (قف صل).

﴿... إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾

ثمَّ

تَقِف

﴿بِسْم الله الرَّحمنِ الرَّحيم﴾

ثمَّ

تَصِل

﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾

 

الوجه الرابع: ... (صل قف) .. وهو وجه ممنوع.

﴿... إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾

ثمَّ

تَصِل

﴿بِسْم الله الرَّحمنِ الرَّحيم﴾

ثمَّ

تَقِف

﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾

 

2- الانتقال مِنْ سورة الأنفال إلى سورة التّوبة:

لقد عرفنا أنَّ سورة التّوبة لا بسملة فيها(1)، فيجب علينا أن نعرفَ كيفيّة الاِنتقال مِنَ السّورة الّتي قبلها - وهي سورة الأنفال ? إلى هذه السّورة، وهي ثلاثة أوجه؛ هي:

 

الوجه الأول: ... (القطع بينهما بلا بسملة).

﴿... إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾

ثمَّ

تَقِف

﴿ بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ﴾

 

الوجه الثاني: ... (الوصل بينهما بلا بسملة).

﴿... إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾

ثمَّ

تَصِل

﴿ بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ﴾

 

الوجه الثالث: ... (السّكت بينهما بلا بسملة).

﴿... إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾

ثمَّ

تَسكت

﴿ بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ﴾

 

السّكت: هو عبارة عن قطع الصَّوْت بمقدار حركتَيْن مِنْ غير تنفُّس مع نيّة وصل حال القراءة.

 

(1) سبب ذلك أنَّ البسملة أمان وسورة براءة (التّوبة) لا أمان فيها لأنَّ المشركين نكثوا عهودهم وخالفوا الله ورسوله، فإذا كانت البسملة رحمة وأمانًا، فإنَّ سورة براءة نزلت بالسَّيف والوعيد وهذا ينافي رحمة وأمان البسملة.