الدرس الثامن

 

.: علامات الوقف :.

 

هيَّا بنا نتفحَّص الآية الكريمة مِن سورة الرعد الآتية: ﴿وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.(1)

 

فلو افترضنا أنَّ القارئ قرأ على النحو التالي: ﴿وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا﴾ فوقف، ثمَّ قرأ بعـدها: ﴿زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾، باعتبار أنَّ الجملة الأولى منتهية، وابتدأت جملة جديدة (2)، فيا ترى هل يستقيم المعنى الذي توضِّحه علامات الوقف الموضوعة مع الاجتهاد الذي اجتهده القارئ في وقفه وابتدائه؟!

 

على ضَوء إجابتك سوف تعرف أنَّ موضوع الوقف موضوع يعتمدُ بالدَّرجة الأولى على التَّفسير وكذلك على اللغة وغير ذلك، فإذا لم تجد علامةً للوقف عند قراءتك، فإنَّك عندها تجتهد فقف عند الّذي تراه مناسبًا، بحسب درايتك ودراستك لهذا الباب، لذلك فإنّه يلزم على القارئ أن يتقيَّد بعلامات الوقف الموضوعة في المصحف قدر الإمكان، وإذا لم يكن بالمستطاع فعليه أنْ يختار وقفًا جيِّدًا، ثم يرجع قليلاً مِن مكان وقوفه ويواصل التلاوة. ونعرض فيما يلي علامات الوقف الموجودة في المصحف:

   
1- الرعد/3

2- دون النظر إلى الإعراب وعلاماته، فالتقييم حسب تركيب الجملة فحسب.

3-القصص/88

4-النحل/32

5-النحل/70

6-الشعراء/8

7-النمل/61

8-الأعراف/172