الدرس السادس

 

.: الرسم العثماني (2) :.

 

بعد أنْ عرفنا على أنَّ هناك علامات في المصحف مِن شأنها تعريف القارئ بكيفيَّة القراءة الصحيحة للكلمات القرآنيَّة وجب عليه إذن أنْ يتعرَّف على القراءة التي يقرأ بها تلك الكلمات والتي يعبَّر عنها بـ "الرِّواية". ومِن ثمّ سنتطرَّق إلى مبحث بسيط يهدف إلى أنْ يفرِّق القارئ بين إملاء الهمزة وإملاء الألف، وسننهي الدرس ببيان حركة الهمزة الوصليَّة عند الابتداء بها بشكل مختصر.

 

الرواية الَّتي نقرأ بها

الرِّواية الَّتي نقرأ بها القرآن الكريم، هي رواية حفص بن سليمان بن المغيرة أبي عمر بن أبي دواد الأسدي الكوفي (90-180 هـ) وهي قراءة عامّة المسلمين، حيث كان حفص وشيخه عاصم بن أبي النجود الأسدي (ت 129 هـ) ? قارئ الكوفة - حريصَيْن على الاِلتزام بما وافق قراءة العامّة والرواية الصَّحيحة المتواترة بَيْن المسلمين.

 

وهي القراءة الَّتي أخذها عاصم عَنْ شيخه أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السُّلَمِي عَنْ علي (ع) عَنْ النبيِّ (ص) عَنْ جبريل (ع) عَنِ الله عزّ وجل. وكان عاصم يعرضها على زُرّ بن حُبَيْش عَنْ عبد الله بن مسعود، وهي القراءة الَّتي علّمها شعبة بن عيّاش (ت : 193 هـ).

 

وقراءة حفص عن عاصم مِنْ طريق الشَّاطبيَّة  (وهي المنظمومة المسمَّاة بحرز الأماني ووجه التَّهاني) هي قراءة عامَّة المسلمين في عصرنا الحاضر، ومعظم طبعات المصحف الشَّريف على وفق ما تضمَّنته رواية حفص عن عاصم مِنْ طريق الشَّاطبيَّة .وحيث ما وجدت جملة اصطلاحات في ضبط المصحف في ثنايا هذه الأوراق فإنَّ القصد هو اصطلاحات مصحف المدينة المنوّرة والمخطوط سنة 1409 هـ، والَّتي قد تختلف أحيانًا من مصحفٍ لآخر. (i)

 

أوَّلاً: التَّمييز بين الألف والهمزة في الرَّسم:

 

 


1- وقد تكون الياء نفسها غَيْر منقوطة، فمثلاً قد لا يوجد على الياء غَيْر  المنقوطة خنجر فوقها وقبلها حرف مكسور، فتكون ياءً مدِّيَّة، مثل: ﴿ِعْمَتِي﴾، وكذلك تكون على شكل ياء غَيْر منقوطة ? أي الياء ? وقبلها مفتوح وهي حينها ساكنة بعلامة رأس خاء، مثل: ﴿ذَوَاتَى﴾ أو تكون متحرِّكة فتكون ياء صحيحة، مثل : ﴿الْهُدَى﴾.

 

2- الأسماء الجامدة الَّتي همزتها وصليَّة المذكورة في القرآن هي: (اسم، ابن، ابنة، امرؤ، امرأة، اثنين، اثنتين).

 

3- تكسر الهمزة الوصليَّة في هذه الكلمة، وتبدل الهمزة القطعيَّة الثَّانية إلى حرف مدّ مجانس لحركة الهمزة الوصليَّة (وهي الكسرة) لذلك يكون لفظ الكلمة كالتَّالي: (إِيتُو)، وهذا مبحث يُدرس في التقاء الهمزتين في المراحل المتقدّمة.