﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ﴾

قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز:

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ﴾(1)

 

ورد في كتب التفاسير ومجاميع روايات أهل البيت (ع) مجموعة من الروايات الدالة على فضائل أهل البيت (عليهم السلام) في تفسير الآية المذكورة من سورة التوبة، نوجزها في ما يلي:

 

في من نزلت الآية؟!

جاء في كتاب الكافي للشيخ الكليني (أعلى الله مقامه الشريف)(2):

عن أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن أبن مسكان، عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام) في قول الله عز وجل: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر﴾(3) نزلت في حمزة وعلي وجعفر والعباس وشيبة، إنهم فخروا بالسقاية والحجابة فأنزل الله عز وجل: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر﴾ وكان علي وحمزة وجعفر صلوات الله عليهم الذين آمنوا بالله واليوم الآخر وجاهدوا في سبيل الله لا يستوون عند الله.

 

ورد في كتاب سليم بن قيس لتحقيق محمد باقر الأنصاري(4):

عن فرات في تفسيره والحسكاني في شواهد التنزيل: حدثني جعفر بن محمد بن هشام، عن عبادة بن زياد، عن أبي معمر سعيد بن خثيم، عن محمد بن خالد الضبي وعبد الله بن شريك العامري، عن سليم بن قيس عن الحسن بن علي (عليه السلام): إنه حمد الله تعالى وأثنى عليه(5) وقال: "السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان"(6)، فكما أن للسابقين فضلهم على من بعدهم كذلك لأبي علي بن أبي طالب (عليه السلام) فضيلته على السابقين بسبقه السابقين. وقال: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر﴾(7) واستجاب لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وواساه بنفسه. ثم عمه حمزة سيد الشهداء وقد كان قتل معه كثير، فكان حمزة سيدهم بقرابته من رسول الله (صلى الله عليه وآله).

 

ثم جعل الله لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة حيث يشاء. وذلك لمكانهما وقرابتهما من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومنزلتهما منه.

وصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حمزة سبعين صلاة من بين الشهداء الذين استشهدوا معه.

 

وجعل لنساء النبي (صلى الله عليه وآله) فضلا على غيرهن(8) لمكانهن من رسول الله (صلى الله عليه وآله).

وفضل الله الصلاة في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) بألف صلاة على سائر المساجد إلا المسجد الذي ابتناه إبراهيم (عليه السلام) بمكة، لمكان رسول الله صلى الله عليه وآله وفضله.

 

وعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) الناس الصلوات، فقال: قولوا: (اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد). فحقنا على كل مسلم أن يصلي علينا مع الصلاة فريضة واجبة من الله. وأحل الله لرسوله الغنيمة وأحلها لنا، وحرم الصدقات عليه وحرمها علينا، كرامة أكرمنا الله وفضيلة فضلنا الله بها.

 

وورد في مناقب الإمام أمير المؤمنين (ع) لمحمد بن سليمان الكوفي(9):

عن محمد بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن عبدان البرذعي قال حدثنا سهل بن سقير قال حدثنا محمد بن موسى بن عبد ربه قال: سمعت سهل بن سعد الساعدي صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: بينا العباس وشيبة يتقاولون شيبة يقول: أنا خير منك يا عباس إذ البيت لي. وقال العباس: أنا خير منك إذ السقاية فيَّ. ثم اتفقوا على أن أول من يستقبلهم يختصمون إليه فاستقبلهم علي وهو ابن عشر سنين (فقال له العباس: يا ابن أخي اختصمت وشيبة فقال شيبة: أنا خير منك البيت لي. وقلت: أنا خير منك إذ السقاية لي. فقال علي: أفلا أدلكما على من هو خير منكما؟ قلنا: بلى. قال: أنا خير منكما. فقال العباس لشيبة: انقطع خصومتنا وتبقى خصومتنا مع هذا الصبي! فجاؤوا ويد علي في يد العباس وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يتزحزح لأحد عن مكانه إلا للعباس؟ وكان يقول: العباس صنو أبي فمن أكرم العباس فقد أكرمني.

 

فتزحزح للعباس عن مكانه وأجلسه عن يمينه وأجلس شيبة عن يساره وأجلس عليا بين يديه وكان أحدث القوم سنا فحول وجهه إلى العباس وقال: يا عماه (ألك) حاجة؟ قال: نعم يا ابن أخي إني اختصمت أنا وشيبة فقلت: أنا أكرم منك إذ السقاية لي. وقال شيبة: أنا أكرم منك إذ البيت لي. فاستقبلنا هذا الصبي فقال: أنا خير منكما. فأخبرنا من خير الثلاثة؟ فقال رسول الله: (إنما) أنا بشر مثلكم يوحى إلي حتى يأتي جبرئيل (صلى الله عليه) فأسأله عن ذلك؟ فنزل جبرئيل فقال: يا محمد إن الله يقول لك: اقرأ. قال: وما أقرأ. قال: اقرأ ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ﴾(10) فقال النبي (صلى الله عليه وآله): يا عماه هذا الله يخبرني بأن عليا خير منكما. قال: فقام العباس فقبل رأس علي ثم قال: رضينا بما فعل الله وفعل رسول الله.

 

وجاء في نفس المصدر أيضاً:(11)

وبالسند المتقدم قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن عمرو عن الحسن في قوله تعالى: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر﴾ قال: نزلت في علي وعثمان وعباس وشيبة تكلموا في ذلك فقال العباس: ما أراني إلا تاركا سقايتنا.

 

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "أقيموا (على) سقايتكم فإن لكم فيها خيرا"(12). حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن عيينة عن إسماعيل: عن الشعبي قال: نزلت في علي والعباس تكلما في ذلك يعني قوله عز وجل): ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ ..﴾.

 

تعليم النبي (صلى الله عليه وآله) عليا دعاء العهد والود ودعاء علي به وتنزيل الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾(13).

 

وورد في شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي(14):

عن محمد بن علي بن شافع، يرفعه، قال العباس بن عبد المطلب: أنا صاحب سقاية الحاج، يفخر بذلك. وقالت بنو شيبة: ونحن حجبة البيت. وكان ذلك من قولهم لعلي (عليه السلام) يريدون بذلك الفخر عليه. فقال علي (عليه السلام): أنا أول من آمن بالله وجاهد في سبيله. فأنزل الله عز وجل: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ﴾(15).

 

وجاء في مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب (قدس الله نفسه)(16):

في تفسير قوله تعالى: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ﴾ وروى إسماعيل بن خالد عن عامر وابن جريح عن عطاء عن ابن عباس، ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس، والسدي عن أبي صالح وابن أبي خالد، وزكريا عن الشعبي انه نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب.

 

وجاء في مناقب أهل البيت (ع) للمولى حيدر الشيرواني(17):

قال في جامع الأصول في باب فضائله (صلوات الله عليه) من كتاب الفاء: قال: (افتخر طلحة بن شيبة بن عبد الدار، والعباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال طلحة: أنا صاحب البيت ومعي مفاتحه، ولو أشأ بت فيه. وقال العباس: أنا صاحب السقاية، ولو أشأ بت في المسجد. قال علي: "ما أدري ما تقولون، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد" فأنزل الله تعالى: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ﴾)(18).

 

وقال: افتخر علي والعباس وشيبة، قال العباس، أنا أسقي حاج بيت الله. وقال شيبة: أنا أعمر مسجد الله. وقال علي: "أنا هاجرت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)"، فأنزل الله عز وجل الآية(19)-انتهى-.

 

قال البغوي في كتابه تفسير القرآن: (قال الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرطبي: نزلت في علي والعباس وطلحة بن شيبة، افتخروا فقال طلحة: أنا صاحب البيت بيدي مفاتحه. وقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها. وقال علي: "ما أدري ما تقولون، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد" فأنزل الله عز وجل: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ ..﴾)(20). ثم قال: قوله عز وجل: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ﴾(21) من الذين افتخروا بعمارة المسجد الحرام وسقاية الحاج.

 

قال الزمخشري في كتابه ربيع الأبرار: (افتخر العباس بن عبد المطلب، وطلحة بن شيبة، وعلي بن أبي طالب، فقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها. وقال طلحة: أنا صاحب البيت ومعي مفتاحه. وقال علي: "ما أدري ما تقولون، أنا صليت إلى هذه القبلة قبلكما وقبل الناس أجمعين لستة أشهر "، فنزلت: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ﴾)(22).

 

أخبرنا بأفضل مناقبك يا أمير المؤمنين:

ورد في تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي(23):

عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قيل له: يا أمير المؤمنين أخبرنا بأفضل مناقبك؟ قال: نعم كنت أنا وعباس وعثمان بن أبي شيبة في المسجد الحرام، قال عثمان بن أبي شيبة: أعطاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) الخزانة يعنى مفاتيح الكعبة، وقال العباس: أعطاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) السقاية وهي زمزم ولم يعطك شيئا يا علي، قال: فأنزل الله ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ﴾)(24).

 

عن أبي بصير عن أحدهما في قول الله: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ قال: نزلت في علي وحمزة وجعفر والعباس وشيبة إنهم فخروا في السقاية والحجابة، فأنزل الله: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ﴾ إلى قوله: ﴿وَالْيَوْمِ الآخِر﴾.

 

فكان على وحمزة وجعفر والعباس (عليهم السلام) الذين آمنوا بالله واليوم الآخر وجاهدوا في سبيل الله لا يستوون عند الله(25).

 

الحمزة وشيبة وجعفر والعباس وعلي (ع): "رضينا برسول الله حكماً":

وورد في تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي (قدس الله نفسه الزكيَّة)(26):

وأما قوله: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ﴾ فإنه حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال نزلت في علي وحمزة والعباس وشيبة قال العباس أنا أفضل لأن سقاية الحاج بيدي وقال شيبة أنا أفضل لأن حجابة البيت بيدي وقال حمزة أنا أفضل لأن عمارة البيت بيدي وقال علي: أنا أفضل آمنت قبلكم ثم هاجرت وجاهدت فرضوا برسول الله (صلى الله عليه وآله) حكما فأنزل الله: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ إلى قوله: ﴿عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾.

 

وورد في تفسير فرات الكوفي لفرات بن إبراهيم الكوفي(27):

(وبالسند المتقدم في الحديث الأول من هذه السورة): وفي قوله: ﴿مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ﴾ نزلت في العباس بن عبد المطلب وأبي طلحة بن عثمان من بني عبد الدار. ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ / الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ / يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ / خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾(28)

 

وقوله: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ﴾ (نزلت في العباس) ﴿وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ نزلت في (ابن) أبي طلحة الحجبة خاصة، ﴿كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ..﴾ نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) (وهاتان الآيتان: وهما الآيتان. إلى (عظيم) خاصة فيه).

 

وقوله: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ، يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ﴾ نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) خاصة.

 

وعن فرات الكوفي قال: حدثني قدامة بن عبد الله البجلي معنعنا: عن ابن عباس رضي الله عنه قال: افتخر شيبة بن عبد الدار والعباس بن عبد المطلب فقال شيبة: في أيدينا مفاتيح الكعبة نفتحها إذا شئنا ونغلقها إذا شئنا فنحن خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقال العباس: في أيدينا سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام فنحن خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، إذا مر عليهما (عليهما أمير المؤمنين) علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأراد أن يفتخرا (فأراد أن يفتخر) فقالا له: يا أبا الحسن نخبرك بخير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ها أنا ذا فقال شيبة: في أيدينا مفاتيح الكعبة نفتحها إذا شئنا ونغلقها إذا شئنا فنحن خير الناس بعد النبي، وقال العباس: في أيدينا سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام فنحن خير الناس بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). فقال لهما علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام): ألا أدلكما على من هو خير منكما؟ قالا له: ومن هو؟ قال: الذي صرف (ضرب) رقبتكما (رقبيكما) حتى أدخلكما في الإسلام قهرا، قالا: ومن هو؟ قال: أنا. فقام العباس مغضبا حتى أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره بمقالة علي (بن أبي طالب) فلم يرد النبي شيئا فهبط جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول لك: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ ..﴾ فدعا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) العباس فقرأ عليه الآية فقال: يا عم قم اخرج هذا (رسول) الرحمان يخاصمك في علي (بن أبي طالب عليه السلام).

 

علي لا يستوي معه أحد في الفضل:

وعنه أيضاً -فرات- قال: حدثني الحسن بن العباس وجعفر الأحمسي معنعنا: عن السدي قال: قال عباس بن عبد المطلب: أنا عم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا صاحب سقاية الحاج فأنا أفضل من علي (بن أبي طالب)، (و) قال عثمان بن طلحة وبنو شيبة: نحن أفضل من علي (بن أبي طالب) فنزلت هذه الآية: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ﴾ علي بن أبي طالب (عليه السلام) ﴿لاَ يَسْتَوُونَ .. الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ علي ﴿وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ / يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ﴾.

 


1- سورة التوبة / 19.

2- سورة التوبة / 19. قال الطبرسي: قيل: إنها نزلت في علي (عليه السلام) وعباس بن عبد المطلب وطلحة بن شيبة وذلك أنهم افتخروا، فقال طلحة: أنا صاحب البيت وبيدي مفتاحه ولو أشاء بت فيه، وقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها، وقال علي بن أبي طالب (عليه السلام): لا أدري ما تقولان، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد، عن الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرظي.

3- ج8 / ص203-204.

4- ص480-481.

5- أورد الخطبة بكاملها في البحار ج10 / ص138 / ح5 فراجع.

6- سورة التوبة / 100.

7- سورة التوبة / 19.

8- لا يخفى ما ورد في القرآن في نساء النبي (صلى الله عليه وآله) من تضاعف عذابهم إذا خالفوا حكم الله.

9- ج1 / ص134-135.

10- سورة التوبة / 19.

11- ج1 / ص193-194.

12- ما بين المعقوفات قد سقط من أصلي ولا بد منه كما يدل عليه ما رواه الطبري في تفسير الآية الكريمة من تفسيره: ج 10 / ص96 / ط2 قال: حدثنا الحسن بن يحى قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عمرو عن الحسن قال: نزلت (الآية الكريمة) في علي وعباس وعثمان وشيبة تكلموا في ذلك فقال العباس: ما أراني إلا تارك سقايتنا. فقال رسول الله: أقيموا على سقايتكم فإن لكم فيها خيرا. قال (الحسن بن يحي: و) أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن عيينة عن إسماعيل عن الشعبي قال: نزلت في علي والعباس تكلما في ذلك. أقول: ثم روى الطبري الحديث بسندين آخرين علقناهما على الحديث: " 917 " من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ج ص412 / ط2. ثم إن الحديث قد تقدم عن المصنف تحت الرقم: "74" والرقم: "84". ? 119 - وهذا رواه بسندين عن الإمام الباقر (عليه السلام) الحافظ الحسكاني تحت الرقم: " 497 " وما بعده من كتاب شواهد التنزيل: ج 1 / ص362 / ط1.

13- سورة مريم / 96.

14- ج2 / ص342.

15- التوبة/19.

16- ج1 / ص343.

17- ص71-72.

18- جامع الأصول ج8 / ص663.

19- جامع الأصول ج8 / ص664.

20- معالم التنزيل ج3 / ص20.

21- سورة التوبة / 20.

22- ربيع الأبرار ج3 / ص423.

23- ج2 / ص83.

24- البحار ج9 / ص317، البرهان ج2 / ص110، الصافي ج1 / ص688.

25- البحار ج9 / ص317، البرهان ج2 / ص110، الصافي ج1 / ص688.

26- ج1 / ص283-284.

27- ص164-167.

28- سورة التوبة / 19-22.