سبب نزول الآية (60) من سورة النساء

﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾

سبب النزول

كان بين رجل من اليهود ورجل من المسلمين المنافقين خصومة واختلاف، فعزما على أن يحتكما إِلى شخص، وحيث كان اليهودي يعرف بعدل النّبي وحياده ولأنّه علم أنّه لا يأخذ الرّشوة ولا يجور في الحكم قال: أحاكم إِلى محمّد، ولكن المنافق قال: لا، بل بيني وبينك كعب بن الأشرف، (لأنّه يأخذ الرّشوة وهو من أقطاب اليهود)، وبذلك رفض التحاكم إِلى رسول الإِسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فنزلت الآية توبّخ أمثال هذا الشخص، وتشجب بشدّة موقفهم المشين هذا(1).

وقد ذكر بعض المفسرين أسباباً أُخرى لنزول هذه الآية تشهد بأنّ بعض المسلمين الحديثي العهد بالإِسلام كانوا - على عادتهم في الجاهلية - يحتكمون - في مطلع الإِسلام - إِلى علماء اليهود أو الكهنة، فنزلت الآية الحاضرة تنهى عن هذه العادة المقيتة بشدّة(2).


1- ينابيع المودة النجف، ص 134.

2- راجع تفسير البرهان، ج 1، تفسير الآية.