سبب نزول الآيات (91-92-93) من سورة التوبة

 

﴿لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ / وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ / إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُون﴾

 

سبب النزول

نقل في سبب نزول الآية الأُولى أن أحد أصحاب رسول الله (ص) المخلصين قال للنّبي (ص): يا رسول الله، إِني شيخ كبير أعمى وعاجز، وليس لي حتى من يأخذ بيدي ليذهب بي إِلى ميدان القتال، فهل أعذر إِذا لم أحضر وأشارك في الجهاد؟

 

فسكت النّبي (ص) ، فنزلت الآية وعذرت مثل هؤلاء الأفراد.

 

ويستفاد من سبب النزول هذا أن المسلمين - حتى الأعمى منهم - لم يكونوا ليسمحوا لأنفسهم أن يمتنعوا عن الحضور في ميدان الجهاد، وربّما كان ذلك لأنّهم كانوا يحتملون أن وجودهم بهذه الحالة قد يرغّب المجاهدين في الإنضمام إِلى جيوش المسلمين ومشاركتهم في أمر الجهاد، أو أنّهم يكثرون السواد على أقل التقادير.

 

وبالنسبة للآية الثّانية ورد في الرّوايات أنّ سبعة نفر من فقراء الأنصار جاءوا إلى رسول الله (ص) وطلبوا منه وسيلة للمشاركة في الجهاد، ولما لم يكن لدى الرّسول (ص) شيء من ذلك خرجوا من عند رسول الله (ص) وأعينهم تفيض من الدمع، ثمّ عُرفوا بعد ذلك بـ "البكّائين".