سبب نزول الآيات (12-13-14) من سورة هود

 

﴿فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ {هود/12} أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {هود/13} فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ {هود/14}﴾

 

سبب النزول

وردت في شأن نزول الآيات المتقدمة روايتان، ويحتمل أن تكون كليهما صحيحتين جميعاً.

 

الأُولى: إِنّ جماعة من رؤوساء مكّة جاؤوا إِلى النّبي (ص) ، وقالوا: إِذا كنت صادقاً في دعواك بأنّك نبي فصير جبال مكّة ذهباً أو أئتنا بملائكة من السماء تصدّق نبوتك، فنزلت هذه الآيات.

 

والثّانية: إِنّه روي عن الإِمام الصادق (ع) أن رسول اللّه (ص) قال لعلي (ع): "يا علي إنّي سألت ربّي يوالي بيني وبينك ففعل، وسألت ربّي أن يؤاخي بيني وبينك ففعل، وسألت ربّي أن يجعلك وصيي ففعل" فقال رجلان من قريش - من المخالفين -: والله لصاع تمر في شن بال أحب إلينا ممّا سئل محمّد ربّه، فهلاً سئل ربّه ملكاً يعضده على عدوه، أو كنزاً يستغني به عن فاقته؟... (1) فنزلت الآيات السابقة لتكون جواباً لأُولئك..

1- تفسير نور الثقلين، ج2، ص342، نقلاً عن روضة االكافي.