سبب نزول الآيات (46-47-48-49-50) من سورة النور

﴿لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {النور/46} وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ {النور/47} وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ {النور/48} وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ {النور/49} أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {النور/50}﴾

سبب النّزول

ذكر المفسّرون سببين لنزول بعض هذه الآيات:

قيل نزلت الآيات في رجل من المنافقين كان بينه وبين رجل من اليهود خصومة، فدعاه اليهودي إلى رسول الله(ص) ودعاه المنافق إلى كعب بن الأشراف (اليهودي) (حتّى أنّ بعض الرّوايات ذكرت أنَّ المنافق قال صراحة: يحتمل أن لا يعدل محمداً فينا): وحكي أنّه كان بين علي(ع) وعثمان (وحسب رواية بين علي(ع) والمغيرة بن وائل) منازعة في أرض اشتراها من علي(ع) فخرجت فيها أحجار، وأراد ردَّها بالعيب، فلم يأخذها فقال: بيني وبينك رسولُ الله(ص). فقال الحكم بن أبي العاص (وهو من المنافقين): إن حاكمته إلى ابن عمِّه يحكم له، فلا تحاكمه إليه، فنزلت الآيات واستنكرت عليه ذلك بشدَّة، وهو المروي عن أبي جعفر الباقر(ع) أو قريب منه(1).


1- لابدّ من الإهتمام بهذه المسألة لغوياً، وهي أنّ الضمير "هم" في "منهم" رغم أنّه للجمع العاقل، فقد استخدمتها الآية لغير العاقل أيضاً. وكذلك حرف "من" وذلك بسبب استخدام هذه الكلمات أحياناً لغير العاقل أيضاً.