سبب نزول الآيات (1-2-3-4) من سورة الصف

 

 

﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {الصف/1} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ {الصف/2} كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ {الصف/3} إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ {الصف/4}﴾

 

سبب النّزول:

ذكر المفسّرون أسباباً عديدة لنزول الآية الشريفة: (لِمَ تقولون ما لا تفعلون)بتفاوت يسير فيما ذكروه، وممّا جاء في أقوالهم ما يلي:

 

1 - أنّ الآية الكريمة نزلت في جماعة من المؤمنين كانوا يقولون: إذا لقينا العدوّ لن نفرّ ولن نرجع عنهم، إلاّ أنّهم لم يفوا بما قالوا يوم "اُحد" حتّى شجّ وجه الرّسول (ص) وكسرت رباعيته المباركة.

 

2 - بعد بيان الباريء عزّوجلّ الثواب العظيم لشهداء بدر، قال بعض الصحابة: ما دام الأجر هكذا فإنّنا سوف لن نفرّ في الغزوات المقبلة، إلاّ أنّهم فرّوا في غزوة اُحد، فنزلت الآية أعلاه موبّخة لهم.

 

 

3 - دعا بعض المؤمنين قبل نزول حكم الجهاد أن يرشدهم الله إلى أفضل الأعمال ليعملوا بها ولم يمض وقت طويل حتّى أخبرهم الله سبحانه بأنّ (أفضل الأعمال الإيمان الخالص والجهاد في سبيله) إلاّ أنّهم لم يتفاعلوا مع هذا التوجيه، وتعلّلوا فنزلت الآية تلومهم وتوبّخهم على موقفهم هذا(1).


1- مجمع البيان، ج9، ص276.