النبي سليمان (ع) .. بين القرآن الكريم والكتاب المقدس
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وخاتم النبيين حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد، وعلى آله الأخيار الأبرار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم وأكرمنا بنور الفهم وأفتح علينا أبواب رحمتك وانشر علينا خزائن علومك.
قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ﴾(1)
صدق الله مولانا العلي العظيم.
الحديث سيكون في محورين:
المحور الاول: نتناول فيه ملامحَ من شخصية النبي سليمان (ع) في القرآن الكريم، وما لُفِّق على شخصيته في التوراة وبعض الروايات.
المحور الثاني: نتناول فيه بعض ما يمكن استيحاؤه من سيرة هذا النبي الكريم.
المحور الأول: النبي سليمان (ع) في القرآن والتوراة والروايات:
أولاً: النبي سليمان (ع) في القرآن الكريم:
لم يستعرض القرآن الكريم الكثيرَ من أحوال شخصيَّة هذا النبي الكريم، إلَّا أنَّ المقدار الذي تناوله القرآن من شخصيَّةِ هذا النبيّ الكريم ومُلكِه ونبوَّتِه كافٍ في الكشف عن ملامح هذه الشخصيَّة، فقد استعرض القرآن الكريم مجموعة من المشاهد التي تُعبِّر عن واقع هذه الشخصيَّة الواقعة في تأريخ الرسالات، فقد ذكره القرآن في عدَّة مواطن:
وارث داود (ع)
أشار في بعض الآيات إلى وراثته لأبيه، فقال تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ﴾(2) وأفاد في آية أخرى ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾(3).
مُلك سليمان (ع)
كما استعرض القرآن شيئاً من ملامح عظمة مُلْك سليمان في عددٍ من الآيات وردت في سورٍ متعدِّدة، كسورة البقرة، وسورة الأنبياء، وسورة سبأ، وسورة النمل، وسورة ص. وإنَّ الواقف على هذه الآيات الواردة في السور المذكورة يتجلَّى له ما كان عليه ملك سليمان من عظمة، فقد ورد في بعض الآيات:
قوله تعالى: ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ﴾(4)، فكانت الريح طوع اختيار سليمان -غدوها، ورواحها-. وورد في بعض الآيات أنَّ الشياطين كانوا يخدمون في مملكة سليمان (ع)، قال تعالى: ﴿وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ﴾(5).
وأشارت آية أخرى إلى الكم الهائل الذي كان يتشكَّل منه جُند سليمان وأصناف هؤلاء الجند، وأشار إلى أنَّه يتكون من الجن والإنس والطير، وهذا ما لم يتفق لأيِّ أحد من ملوك الأرض، قال تعالى: ﴿وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾(6).
وآيات أخرى يمكن أن يتعرَّف الواقف عليها على بعض ملامح هذا الملك العظيم الذي أعطي لسليمان (ع)، فقد استجيبت دعوته التي دعى بها ربَّه حيث قال: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي﴾(7).
كما أشارت بعض الآيات إلى قصة إلقاء الجسد على كرسي سليمان(8)، وآية أخرى أشارت إلى استعراضه للصافنات الجياد(9)، وآية تحدثت عن قصته مع الهدهد(10)، ومع ملكة سبأ(11), وتحدثت آية أخرى عن كيفية وفاة سليمان (ع) وأنه لم يتم التعرف على موته إلا بواسطة دابةٍ تأكل منسأته(12).
نِعم العبد
ثم إنَّ القرآن الكريم أثنى على هذا النبي المكرَّم في موارد عديدة، وفي آيات من سورٍ مختلفة، فوصفه في سورة (ص) بقوله: ﴿نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾(13) -أي كثير الرجوع إلى ربِّه، وكثير البخوع والخضوع لله عز وجل رغم سعة ملكه وسعة سلطانه وقوته وأنَّ جنوده الجن أو الكثير من الجن والإنس والطير، فهو رغم ذلك كان متعبداً متذللاً متواضعاً لله عز وجل، وكثيرا ما يأووب إلى ربِّه، ويتوب إليه، لاستشعاره الدائم بالتقصير في أداء حق الله عزوجل.
أُوتي العلم والحكمة
ووصفه القرآن في آياتٍ عديدة بأنه كان حكيماً عالماً قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا﴾(14)، وورد في آية اخرى: ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾(15) وقال تعالى: ﴿وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ﴾(16)
ثانياً: النبي سليمان (ع) في العهد القديم (التوراة):
قلنا إنَّ القرآن الكريم أثنى على هذا النبي المكرَّم في موارد مختلفة؛ ولعلَّ الغرضَ من ذلك هو التفنيد لما ورد من طعون في هذه الشخصية من قِبل الكتب التي كانت تتداولها اليهود، بل إنَّ العهد القديم -الذي هو التوراة- قد تناول شخصية نبيِّ الله سليمان (ع) بما يُفضي إلى تكفيره أو التشكيك في توحيده الخالص لله جلَّ وعلا كما أنه تناول شخصية سليمان بما يُسيء إلى نزاهته وتقواه ولعله لذلك تصدى القرآن الكريم عبر عددٍ من الإشارات إلى الدفاع عن هذه الشخصية العظيمة.
وهنا نشير إلى بعض إساءات اليهود في الكتاب المقدَّس عندهم، وبالتحديد في العهد القديم:
عبد الأوثان في آخر عمره!
حيث أشارت بعض نصوص كتاب العهد القديم إلى أنَّ هذا النبي الكريم قد انحرف في آخر عمره عن عبادة الله عز وجل وعَبَد الأصنام، فسجد لأوثانٍ كانت تعبدها بعض زوجاته، هكذا ورد في العهد القديم (17)!
مولعاً بالنساء!
وذكروا أيضاً أنه كان مولَعاً بالنساء، وكان يعشق النساء كثيراً، حتى زعموا أنَّ له سبعمائة زوجة، وثلاثمائة جارية وأنَّه كان من من شدة ولعه ببعض زوجاته خضع لطلبهن فبنى بيوتاً لعبادة الأوثان ولعبادة الأصنام اللاتي كنَّ يعبدنها بل زعموا زوراً وبهتاناً أنَّه قد سجد إلى بعض تلك الأوثان(18)!!
القرآن يتصدَّى للدفاع عن سليمان (ع):
وما كفر سليمان
ومن هنا تصدى القرآن الكريم للدفاع عن هذا النبي، ونفى عنه هذه التهمة -الكفر وعبادة الأوثان- التي زعم اليهود أنها وحى جاء به التوراة قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ﴾(19) كما ادعى اليهود ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ﴾(20).
طهارة سليمان وأمه وأبيه (ع)
ثمة فِريةٌ أخرى ذكرها اليهود في التوراة في العهد القديم، وهي تُسيئ إلى مقام هذا النبي الكريم، حيث ذكروا أنَّ والدة سليمان كانت زوجةً لقائدٍ من قواد جندِ داوود (ع)، واتفق أن اطلَّع عليها داوود فأعجبه حسنُها وجمالها وقيافتها، فراودها عن نفسها فاستجابت فحبلت من ذلك الوطأ ثم أرادها زوجةً له فعمل مكيدة وهي أنَّه بعث زوجها إلى حربٍ غير متكافأة، وأمره أن يكون في الصفوف الأمامية؛ ليُقتل، وما أن قُتِل هذا القائد حتى بنى على هذه المرأة وبعد أن أنجبت من الفجور حبلت مرةً أخرى بعد زواجها من داوود (ع) فأنجبت سليمان (ع)!! فهم يتهمون أمه كما يتهمون النبيَّ داوود، فهي أساءة أخرى لهذا النبي الكريم(21).
وقد تصدى القرآن الكريم لنفي هذه الفرية أيضاً عن سليمان (ع) حيث أفاد في سورة النمل على لسان سليمان (ع) ﴿رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ﴾(22). في هذه الآية إشارة إلى أنَّ والدة سليمان (ع) كانت على هدىً من ربِّها، وكانت من الصالحات المؤمنات، حيث استوجب ذلك أن يشكر سليمانُ ربَّه حيثُ أنعم عليه فجعل أمَّه من الصالحات، ومن الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
إذن، فكتاب العهد القديم تناول هذه الشخصية بما يتنافى ومقامها السامي عند الله عز وجل، وجاء القرآن الكريم لينزِّه هذه الشخصية عن الكثير مما أُلصق بها.
ثالثاً: النبي سليمان (ع) في الروايات:
هذا فيما يرتبط بالعهد القديم من الكتاب المقدَّس، وأما ما يرتبط بالروايات الواردة -سواء من طرق السنة وهي الأكثر، ومن البعض القليل من طرق الشيعة- فيما يرتبط بشخصية سليمان، فقد ذكرت الكثير من القصص والحكايات عن هذه الشخصية، وعن ملكه، وعن جنوده، وعن زوجاته، وعن الكثير من الخوارق التي اكتنفت حياة هذه الشخصية.
الكثير من الروايات مختلقة ومدسوسة
والمطلع على مجموع هذه الروايات من أهل الدراية يعرف أنَّ الكثير منها لا تعدوا الخرافات والأقاصيص التي يختلقها القصَّاصون، فأكثرها لا يرقى إلى مستوى الرواية المعتبرة التي يمكن الإعتماد عليها، والإحتجاج بها. فكثيرٌ من هذه الروايات قد تسرَّبت إلى التراث الإسلامي من خلال اليهود والنصارى الذين دخلوا في الإسلام مكايدةً فانتحلوا كثيراً من القصص المأثورة في كتبهم ونسبوها إلى النبيِّ الكريم (ص)، والمطلَّع على هذه الروايات يرى أنها اشتملت على أمورٍ لا يقبلها الذوق السليم، ولا يقبلها العقل، وهي في ذات الوقت منافية لما هو معلوم من واقع حال هذه الشخصية التي نزَّهتها السماء، واجتباها الله عز وجل، وجعلها من الصفوة الذين اختارهم لرسالته، ولتبليغ دعوته.
نماذج من الروايات غير المعتبرة
- سعة مُلكٍ لا دليل عليها:
فمن هذه الروايات ما ورد من أنَّ سليمان (ع) ملَكَ الأرض كلَّ الأرض(23). وهذا مناف لما ورد في بعض الأخبار المعتبرة عن أهل البيت (ع) أن ملكه كان قد استوعب الشامات إلى بلاد اصطخر(24) .. وورد أنَّ جنود سليمان هم جميع الإنس، وجميع الجن وهذا منافٍ لما أفاده القرآن قال تعالى: ﴿وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾(25) فكلمة ﴿مِنَ﴾ في قوله: ﴿مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ﴾ تبعيضية ومعنى ذلك أن جنوده هم بعض الجن وبعض الإنس هذا مضافاً إلى منافاة ذلك للوثائق التاريخية. ومما ورد أنَّ مدَّة ملكه بلغ سبعمائة سنة(26). وهو ما لم يثبت برواية معتبرة. والأدهى من ذلك، والمثير للغرابة والعجب، ما رُوي في سعة ملك سليمان، وأنَّه كان يجلس على عرشه، فيُوضع حوله ستمائة ألف كرسي، ويجلس عليها ألوفٌ من الأنبياء، كما يجلس عليها مئات الألوف من الأمراء والملوك، من الجن والأنس!!(27) وري أنَّ معسكره كان مائة فرسخ في مائة فرسخ وروي أنه يوضع له ستمائة ألف كرسي فيجلس عليها أشراف الناس وأشراف الجن ثم يدعو الطير فتظلهم ثم يدعو الريح فتحملهم جميعا فتسير بهم مسيرة شهر وان له ألف بيت من قوراير أي من زجاج وروي أنَّ له مركب من خشب وفيه ألف ركن في كل ركنٍ ألف بيت يركب معه فيه الجن والأنس فترفعه الشياطين فتجيء الريح فتحمله هذا بعض ما ورد من روايات في حقِّ هذه الشخصية فيما يرتبط بسعة ملكه.
أسطورة مملكة سبأ
وأما فيما يرتبط مثلا بملكة سبأ، فقد ذكروا الكثير من الخوارق والحكايات التي لا مقتضي ولا مسوِّغ لقبولها فيذكرون، مثلا أنَّ عندها اثني عشر ألف قائد جيش، وكل قائد تحت يده اثنا عشر ألف مقاتل!(28)
والظريف هو ما أوردوه منَّ أنَّ ملكة سبأ كانت أمها من الجن وأنَّ الجن قد أشاعوا أنَّ رجلها، كحافر الحمار(29)، وإنَّ هذا لم يكن مكتشفاً، إلى أن جاءت إلى سليمان، فحين دخلت الصرح الممرّد كأنه القوارير، وحسبته لُجَّة كشفت عن ساقيها فعلم سليمان أن الجن قد كذبوا عليه.
مصدر تلك الروايات المختلفة:
مثل هذه الأرقام، ومثل هذه الخوارق لمقتضى العادة وردت في روايات لم يقم دليل على اعتبارها، وإنَّما تسرَّبت إلى تراثنا -للأسف- من قبل أمثال كعب الأحبار وتميم الداري، ووهب بن منبه، وأبي هريرة، وغيرهم من الذين كانوا يختلقون الحديث، أوينتحلونه من كتب اليهود والنصارى والقصاصين.
لا ننكر الخوارق، ولكن لا نقبل منها شيئاً إلَّا بدليل:
هذا ما تناولته بعض الروايات فيما يرتبط بشخصية سليمان (ع). وهي روايات ساقطة عن الاعتبار، نعم ثمة روايات التي تصدَّت لشرح ما ورد من آيات في حق سليمان، فما كان منها مناسباً لمقتضى الظهور أو ثبت بدليل معتبر فهو مقبول فنحن لا ننكر أنَّ لسليمان ملكاً عظيماً وأن له جنوداً من الجن والإنس والطير كما أفاد القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ﴾(30) وقوله تعالى: ﴿وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ﴾(31) وقوله تعالى: ﴿قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ﴾(32). وكذلك ما ورد في قصة الهدهد حيث ورد في القرآن: ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ﴾(33).
فسليمان كانت له الكثير من الخوارق، وكان له من السطوة والقوة بحيث تمكَّن من الهيمنة على العديد من الحواضر(34) آنذاك .. إلا ان ذلك لا يصحِّح القبول بكل أوردته الروايات من خوارق لا مقتضى لها ولم تصل إلينا بطريقٍ معتبر.
المحور الثاني: دروس من سيرة النبي سليمان (ع):
بعد هذا العرض الموجز لشخصية سليمان (ع) والمقارنة بين ما أفاده القرآن الكريم حول هذه الشخصية وبين ما ورد في العهد القديم من الكتاب المقدس وبعد الإشارة إلى بعض ما ورد في الروايات غير المعتبرة حول هذه الشخصية يقع الحديث بعد ذلك في المحور الثاني وهو ما يمكن استيحاؤه من سيرة هذا النبي الكريم وفقاً للرؤية القرآنية.
المستفاد من بعض آيات القرآن الكريم أنَّ ملك سليمان وقع من حيث التسلسل التاريخي بعد ملك أبيه داود (ع) فذلك هو مقتضى قوله تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾(35) فإن واحداً من دلالات مفهوم الوراثة هو البعدية، فملك سليمان وقع بعد ملك داود (ع) إذ أنَّ داوود (ع) لم يكن نبياًّ وحسب، بل كان مَلِكاً أيضاً كما هو مفاد قوله تعالى: ﴿وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ﴾(36)، وكذلك قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ .. وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ﴾(37) نعم لم تكن سعة ملك دوواد كسعة ملك سليمان، فقد اتسع ملك سليمان إلى حدٍّ استوعب العديد من الحواضر الإنسانية آنذاك، وكانت له الكثير من الفتوحات، ودخل في عهده الكثير من الملوك ومن الدول في دينه ودعوته.
أولاً: النبوة والإمامة تأهيلٌ واختيار إلهيّ:
يشير القرآن الكريم إلى حادثة وقعت في عهد داوود، ويذكر بعض المؤرخين أنها كانت أمارةً على أنَّ سليمان هو الرجل المؤهَّل لخلافة داوود، وأنه الذي يستحق دون أخوته أن يكون نبياًّ وملكا بعد داوود، فسليمان رغم كونه أصغر أولاد داوود سناًّ -كما يذكر بعض المؤرخين- إلَّا أنه كان قد آتاه الله عز وجل العلم والفهم والحكم -كما قرأنا الآية الشريفة التي ذكرت أن الله عز وجل هو مَن تولَّى تفهيم، وتعليم هذا الرجل الإلهيّ، ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا﴾(38) يعني وكلًّا من داوود وسليمان ﴿آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾(39)، فالتعليم كان من الله عز وجل، شأنه شأن سائر الأنبياء، وشأن من جُعِلت لهم الإمامة. فإن الإمامة إنما هي عهد الله عز وجل، يُعطاها من يجتبيه الله عز وجل، ولا يُعطاها الظالمون -كما ورد في القرآن الكريم، الآية: ﴿قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾(40).
فالقرآن الكريم يُشير إلى حادثة وقعت، وهذه الحادثة لعلها كانت هي الأمارة على أهليَّة سليمان (ع) لخلافة أبيه داوود (ع)، وهذه الحادثة وقعت ولعلَّها كانت بتدبيرٍ من داوود (ع)، وبوحيٍ من الله عز وجل، وهي كما جاءت في مضمون الآية هكذا: خصمان جاءا إلى داوود (ع) ليحكم بينهما، وخلاصة القضية المرفوعة لداوود (ع) كانت كما يلي: هذا الرجل المُدَّعي كان صاحب بستان، وقد نفشت غنم رجلٍ آخر، فدخلت بستان هذا الرجل وعبثت، وأكلت، وخرَّبت ما كان أو بعض ما كان في ذلك البستان من زروع وثمار، ثمَّ إنَّ هذين الخصمين اختلفا، فصاحب الأغنام يقول ليس عليَّ ضمان؛ لأنها بهائم لا تعي ولا تعقل، ولستُ أنا الذي بعثتها وحثثتها على الدخول إلى بستانك، فليس عليَّ ضمان شيئ مما أتلفته الأغنام. وصاحب البستان يقول إنها أغنامك، وهي التي أوجبت وقوعي في الضرر، فأنت الذي تضمن. فخلاصة الدعوى المرفوعة هي أنَّ صاحب البستان يطالب صاحب الأغنام بضمان ما أتلفته أغنامه.
وبعد أن أصغى داوود (ع) إلى قول الخصمين، جاء بأبنائه، وأمر كلَّ واحدٍ أن يَبُتَّ في هذه القضيَّة، فلم يأتِ أحدٌ بصواب، حتى وصلت النوبة لسليمان (ع)، فأخذ سليمان في سؤال الخصمين، فسأل صاحب البستان، وقال له: الأغنام عندما نفشت -على حدِّ تعبير القرآن- ودخلت بُستانك، هل كان ذلك في الليل أو النهار؟ قال: في الليل ثم سأل صاحب الأغنام فأقرَّ بذلك فحينئذ حكم سليمان (ع) في الخصومة لصاحب البستان وأن الحق الذي له على صاحب الأغنام هو الانتفاع من أصواف الأغنام وألبانها وسائر منافعها.
انتهت القضية عند حكم سليمان (ع) إلا أنَّ داوود (ع) اتجه بعد ذلك إلى ابنه سليمان، وقال: لِمَ حكمت بهذا الحكم على خلاف ما يحكم به علماء اليهود؟ هم يحكمون بأن تكون الأغنام لصاحب البستان، وليس نتاج الأغنام. ثم أنه لِمَ حكمتَ لصاحب البستان واعتبرته صاحب الحق، ولم تحكم لصاحب الأغنام، رغم أنَّها بهائم؟
هذان سؤالان توجها لسليمان (ع) .. أما السؤال الثاني فأجابه بقوله أنا سألته عن زمن وقوع الحادثة فقال في الليل، ولو كانت في النهار لم يكن لصاحب البستان حق؛ وذلك لأنَّ الناس في النهار مُستيقظون، وهم يذودون عن أموالهم ويحفظونها، فإذا جاء الليل ناموا، فوجب على صاحب الأغنام أن يحبس أغنامه حتى لا تعبث في أموال الآخرين .. وأما السؤال الأول فقال أنا لم أحكم بأن تكون الأغنام لصاحب البستان؛ لأن الأغنام إنما أتلفت الثمار ولم تُتلف الأشجار -أصل الأشجار-، فالأشجار ستُنتج في السنة القادمة، لذلك كان المناسب هو تمليك صاحب البستان لنتاج الأغنام إذ أن ما تلف من أمواله هو نتاج الأشجار(41).
ثم إنَّ هذه الواقعة، أحدثت لسليمان (ع) موقعاً مرموقاً في وسطه -كما يذكر المؤرخون-، وكشفت نباهته وحكمته، وقد سجَّل القرآن الكريم لسليمان ذلك، وأفاد بأن هذا الحكم إنما كان بتفهيمٍ من الله ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾(42) قال تعالى: ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ﴾(43) يعني في البستان ﴿إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ/ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾(44). فهنا يتضح من الآية الشريفة أن الإيتاء والإعطاء للحكم كان من عند الله عز وجل، وأن الخلافة كانت من عند الله عز اسمه وتقدَّس، وبه يتم التعرُّف على أنَّ خلافة الله عز وجل، وإمامة الخلق، إنما تكون بإيتاءٍ وبتفهيمٍ ثم بجعلٍ من عند الله عز اسمه وتقدس. هذا موقفٌ أشار إليه القرآن الكريم.
ثانياً: تعاطي سليمان (ع) مع هذا الملك العظيم:
نستعرض أمرا آخر يرتبط بهذه الشخصية، قد تحدث عنه القرآن الكريم وهو ما يرتبط بسعة ملك سليمان، وكيف أنَّ سليمان تعاطى مع هذا الملك وعظمته.
لم يشغله الملك عن العبادة:
آيات متعدِّدة أشارت إلى سعة ملك سليمان، حتى أنَّ حاكميته شملت رعيلاً متعاظماً من الجن والطير قال تعالى: ﴿وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾(45) وكان الشياطين يغوصون في البحر ويستخرجون الكثير من النفائس تحت إمرة النبي (ع) كما أشار لذلك قوله تعالى: ﴿وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ﴾(46)، وكانت سعة ملكه تقتضي أن تدخل الكثير من الحواضر تحت هيمنته وسلطانه، إلَّا أنه ورغم ذلك كان (ع) أوَّاباً، عابدا لله، لم يشغله ذلك أبداً عن الصلاة -كما أشارت لذلك بعض الآيات كقوله تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾(47)- ولم يشغله الملك عن العبادة، ولم يشغله عن البخوع والخضوع لله تعالى فعلى لسانه ورد قوله تعالى: ﴿رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾(48).
لم يشغله الملك عن قضاء حوائج الرعية:
ولم يشغله عن السعي والمُداقَّة في ملاحظة شؤون الرعيَّة، والحفاظ على حقوقهم -كما تشير لذلك العديد من الروايات-، فكان يتفقَّد بنفسه شؤون الناس، ويلاحظ حوائجهم، ويدفع باتجاه قضاء حوائج الناس -كلِّ الناس-.
سخّر الملك للدعوة إلى الله تعالى:
هذا أمر، والأمر الآخر أنه قد سخَّر مُلكه للدعوة إلى الله عز اسمه وتقدس، وذلك بأن مارس الكثير من الوسائل من أجل توسيع دائرة الموحِّدين في الأرض، فكان قد سعى إلى بناء المحاريب والمساجد ودور العبادة لله عز وجل، حتى أنه هو الذي بنى بيت المقدس؛ ليُعبد فيه الله عز اسمه وتقدّس(49).
الوسيلة الأخرى التي اعتمدها في طريق الدعوة إلى الله تعالى هي مخاطبة الملوك من أجل الدخول في دائرة التوحيد، فمن استجاب إلى دعوته ودخل في الموحدين، وإلَّا اعتمد معه وسائل أخرى للدعوة، من قبيل إراءتهم لعظمة الله عز وجل، فملكة سبأ لم تشأ من بداية الامر أن تدخل في التوحيد، وعبادة الله عز وجل، فكانت وقومها يسجدون للشمس من دون الله، فبعث سليمان (ع) إليهم رسالة فأجابوا عنها بهدايا، فقال: ﴿بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ﴾(50) هذه المرأة -ملكة سبأ- تعرَّفت من ذلك على قوة وعظمة سليمان (ع)، فأرادت أن تذهب لسليمان؛ لغرض الوقوف واقع هذه الدعوة وواقع هذا الرجل الذي لا يطمع في الأموال، ولو كان يطمع في أموالٍ لقبل الهدايا أوطالبهم بالمزيد، فحين جاءت هذه الملكة، إلى سليمان (ع) أراها عظمة الله عز وجل، من خلال بيان بعض المعجزات، فهذا عرشها الذي كان في اليمن جيئ به في غضون طرفة عين، ﴿أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾(51) .. فهذه الملكة لمَّا رأت هذه العظمة، وهذا الإعجاز، عرفت أنَّ هذا الرجل ليس داعيةً لملكٍ ودنيا، وإنما هو من أنبياء الله عز وجل.
وقد اعتمد سليمان (ع) العديد من الوسائل لذات الغرض كتصريف الريح -كما أشارت لذلك بعض الآيات بأنَّ غدوها شهرٌ، ورواحها شهرٌ، فهذه الوسيلة وغيرها من الوسائل سخرها هذا النبي الكريم (ع) ووظَّفها من أجل الدعوة إلى الله عز وجل.
كان عادلاً وديعاً ورؤوفاً حتى بغير الإنسان!
هناك مؤشر آخر يُعبِّر عن كمالٍ من كمالات هذه الشخصية، ويكشف عن ملمحٍ من ملامح الروح المتألقة التي اشتمل عليها هذا النبي الكريم هذا المؤشر هو ما وقع له مع النملة وهي من أحقر المخلوقات-، قال تعالى: ﴿قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ﴾(52) ولما سمعها سليمان (ع) تبسَّم ضاحكا من قولها، ﴿وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ﴾(53) .. هذا المُلك الذي اقتضى أن يعرف منطق النمل، ومنطق الطير، ويستشعر دبيب النمل الذي لا يكاد يُسمع؛ نتيجة جلبة الجيش رغم ذلك تفطَّن وتوجَّه إليه سليمان، وعقَّب على ذلك بأن شكر الله عز وجل، وأمر بأن لا يُتعدَّى حتى على مثل هذا الخلق الحقير الذي لا يُلتفت إليه! هذا الأمر يُعبِّر عن مستوى راقٍ من الإنصاف، والعدل، والرحمة، والرأفة التي كانت تمتاز بها هذه الشخصية. أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) كان كذلك أيضاً يقول: لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت .."(54).
أين الملوك والجبابرة؟!
نماذجُ مشرقة في تاريخ الرسالات ليتعظ بها الملوك والجبابرة الذين لا يرعون لأحدٍ حقاًّ، فهم يقتلون لأحقر الأسباب، ودم الإنسان لا يساوي عندهم دم بعوضة،، يقتلون، ويسجنون، ويعذِّبون، ويحرقون، ويفعلون العظائم والبوائق؛ لا لشيئ، وإنما لمجرد نزوة، ولمجرد الحرص على بقاء ملكهم، رغم أن ملكهم حقير لا يتجاوز أفقه مدَّ البصر، ومع ذلك ترى الأُبَّهة والعظمة والغرور والعجب والكبرياء يملئون به الدنيا ضجيجا! على أيِّ شيئ؟! على ملك صغير!!
كان ملك سليمان يستوعب أفقاً من الأرض تسير فيه الريح شهراً ورغم هذا الملك، وسعته، ورغم هذه الجنود وعظمتها، وتعدُّد أجناسها ورغم ما أُوتي من معرفة منطق الطير، والحاكمية والسلطنة على رعيلٍ من الجن والشياطين، والإنس، رغم ذلك يتحرّز من التعدي على بيوتات النمل!! وجبابرة الأرض وملوكهم -رغم حقارة ما يملكون في مقابل ما كان يملكه سليمان- تراهم يمارسون مع الناس كلَّ وسائل الظلم، والبغي، والقسر، والتعذيب، والتهجير، وكل ما يمكن أن يخطر على بال بشر من صنوف العذاب؛ كل ذلك يفعله الجبابرة من أجل أن ينعموا في ملكهم زمناً لا يطول.
القرآن الكريم يُعطي هذا النموذج لهؤلاء الملوك، فملك سليمان كان عظيماً بل لم يسبق له نظير إلا أنه كان كلَّما تعاظم ملكه إزداد تواضعاً لله تعالى فكان يتعاطى مع هذا الملك على أساس أنه منحة إلهية فهي تقتضي الشكر والامتنان الدائم لله تعالى كما تقتضي الأداء لحق هذه المنحة الإلهية وهي الرعاية للحقوق وعدم الترفع على من أُعطيت له الولاية والسلطنة عليهم هذا ما أراد أن يوحيه القرآن من قصة سليمان (ع).
وأخيراً: الملك يفنى، والعمل هو الباقي:
ثم أنَّ الآيات المباركات أولت اهتماماً ظاهراً بالمصير الذي آل إليه أمر سليمان (ع) وأنَّ هذا الرجل رغم ملكه العظيم فإنَّ ذلك لم يمنع عنه الموت المحتوم على العباد بل إنَّ جنوده من الجن والإنس لم يشعروا بموته وما دلَّهم على موته إلا دابة مستحقرة لا تكاد تبين أخذت تنخر في ما كان يتكأ عليه فحين تآكلت عصاه خرَّ ذلك الملك العظيم على وجهه قال تعالى: ﴿فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ..﴾(55). فالملك مهما بلغ، ومهما استعظم واتَّسع وامتدَّ، فأنه لا يبقى .. بل ينتهي الإنسان إلى هذا المصيرالمحتوم. لذلك ينبغي أن يعمل العاقل لآخرته كما عمل لدنياه.
نكتفي بهذا المقدار.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
1- سورة البقرة / 102.
2- سورة ص / 30.
3- سورة النمل / 16.
4- سورة الأنبياء / 81.
5- سورة الأنبياء / 82.
6- سورة النمل / 17.
7- سورة النمل / 17.
8- ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ﴾ سورة ص / 34.
9- سورة ص / 31-33.
10- سورة النمل / 20-37.
11- سورة النمل / 22-44.
12- ﴿فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ﴾ سورة سبأ / 14.
13- سورة ص / 30.
14- سورة النمل / 15.
15- سورة الأنبياء / 79.
16- سورة الأنعام / 84.
17- لاحظ الكتاب المقدس العهد القديم سطر الملوك الاصحاح ج11 / ص555.
18- لاحظ الكتاب المقدس العهد القديم سطر الملوك الاصحاح ج11 / ص555.
19- سورة البقرة / 102.
20- سورة البقرة / 102.
21- لاحظ الكتاب المقدس العهد القديم سفر صموئيل الاصحاح ج11 / ص498.
22- سورة النمل / 19.
23- المستدرك -الحاكم النيسابوري- ج2 / ص588، زاد المسير ج6 / ص60.
24- الخصال -الشيخ الصدوق- ص248، قصص الأنبياء -الرواند- ص211.
25- سورة النمل / 17.
26- المستدرك -الحاكم النيسابوري- ج2 / ص588، تاريخ مدينة دمشق -ابن عساكر- ج22 / ص263.
27- مستدرك الوسائل -الميرزا النوري- ج5 / ص323، تفسير ابن كثير ج3 / ص196، الدر المنثور -السيوطي- ج4 / ص326.
28- راجع جامع البيان -ابن جرير الطبري- ج19 / ص187، تاريخ الطبري ج1 / ص347، زاد المسير -ابن الجوزي- ج6 / ص66، تفسير الثعلبي ج7 / ص206.
29- راجع جامع البيان -ابن جرير الطبري- ج19 / ص205، تفسير الثعلبي ج7 / ص213.
30- سورة النمل / 17.
31- سورة الأنبياء / 82.
32- سورة النمل / 39.
33- سورة النمل / 20.
34- الخصال -الشيخ الصدوق- ص248.
35- سورة النمل / 16.
36- سورة البقرة / 251.
37- سورة ص / 17-20.
38- سورة الأنبياء / 79.
39- سورة الأنبياء / 79.
40- سورة البقرة / 124.
41- لاحظ: بحار الأنوار ج14 / ص130.
42- سورة الأنبياء / 79.
43- سورة الأنبياء / 78.
44- سورة الأنبياء / 78-79.
45- سورة النمل / 17.
46- سورة الأنبياء / 82.
47- سورة ص / 30.
48- سورة النمل / 19.
49- تاريخ اليعقوبي ج1 / ص58، تفسير مجمع البيان ج8 / ص202.
50- سورة النمل / 36.
51- سورة النمل / 40.
52- سورة النمل / 18.
53- سورة النمل / 19.
54- النص: "والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت وإن دنياكم عندي لاهون من ورقة في فم جرادة تقضمها ما لعلي ولنعيم يفنى ولذة لا تبقى. نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل وبه نستعين". نهج البلاغة -خطب الإمام علي (ع)- ج2 / ص218.
55- سورة سبأ / 14.