الاختلاف فيما أهلك قوم عادٍ وثمود

شبهة مسيحي:

يقول القرآن في سورة الحاقَّة عن قوم ثمود: إنَّ الله أهلكهم بالطاغية ثم يقول في سورة فصلت إنَّ ثمود أخذتهم صاعقة العذاب، ثم يؤكِّد في نفس السورة انَّ ثمود هلكوا بصاعقة مثل قوم عاد، فهل هلك قوم ثمود بالطاغية أم بالصاعقة ؟! وهل هلك قوم عاد بالصاعقة أم بالرياح الشديدة كما في سورة الذاريات والحاقَّة؟! وهل هلك قوم عاد وقوم ثمود بنفس الطريقة أم بطريقتين مختلفتين؟!

 

الجواب:

أوصاف عذاب ثمود:

1- الرجفة:

وصف القرآن الكريم طبيعة العذاب الذي وقع على قوم ثمود بعددٍ من النعوت، ففي سورة الأعراف وصف ما أصابهم بالرجفة فقال تعالى: ﴿فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ / فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ (1).

 

2- الصَّيحة:

وفي سورة هود وصف العذاب الذي وقع عليهم بالصيحة فقال تعالى: ﴿وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ / كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ﴾ (2) وكذلك إستعمل القرآن ذات الوصف في سورة القمر قال تعالى: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِر﴾ (3).

 

3- الصّاعقة:

وفي سورة الذاريات وصف القرآن العذاب الذي أخذ قوم ثمود بالصاعقة، قال تعالى: ﴿وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ﴾ (4)، وكذلك إستعمل ذات الوصف في سورة فُصِّلت، قال تعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون﴾ (5).

 

4- الطّاغية:

وأما في سورة الحاقَّة فعبَّر القرآن الكريم عن العذاب الذي أهلك قوم ثمود بالطاغية، فقال تعالى: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ﴾ (6).

 

قصَّة عذاب ثمود:

فهذه عناوين أربعة وصف القرانُ بها العذاب الذي أصاب قومَ ثمود، وليس بين هذه العناوين تنافٍ أصلاً إلا انَّه وقبل بيان ماهو مفاد هذه العناوين نذكر بنحو الإيجاز طبيعة العذاب الذي أصاب قوم ثمود بعد أنْ عتوا عن أمر ربِّهم وعقروا الناقة التي وصفها القرآن بأنَّها كانت آيةً مُبصِرةً وحجةً دامغةً على صدق نبيِّهم صالح (ع)، وكان قد حذَّرهم أنْ يمسُّوها بسوء فقال: ﴿وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ (7) لكنَّهم لم يعبئوا بتحذيره.

 

فعقروا الناقةَ وحنئذٍ جاءهم الوعيد من عند الله تعالى على لسان نبيِّهم صالح (ع): أنْ تأهبوا للعذاب بعد ثلاثة أيام، قال تعالى: ﴿فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ﴾ (8)، وقد ورد في الروايات عن أهل البيت (عليهم السلام) انَّ صالحاً (ع) أنبأهم انَّ أمارة صدقِ هذا الوعيد: ".. إِنَّكُمْ تُصْبِحُونَ غَداً ووُجُوهُكُمْ مُصْفَرَّةٌ والْيَوْمَ الثَّانِيَ وُجُوهُكُمْ مُحْمَرَّةٌ والْيَوْمَ الثَّالِثَ وُجُوهُكُمْ مُسْوَدَّةٌ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ أَصْبَحُوا ووُجُوهُهُمْ مُصْفَرَّةٌ فَمَشَى بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ وقَالُوا قَدْ جَاءَكُمْ مَا قَالَ لَكُمْ صَالِحٌ فَقَالَ الْعُتَاةُ: مِنْهُمْ لَا نَسْمَعُ قَوْلَ صَالِحٍ ولَا نَقْبَلُ قَوْلَه وإِنْ كَانَ عَظِيماً فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي أَصْبَحَتْ وُجُوهُهُمْ مُحْمَرَّةً فَمَشَى بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ فَقَالُوا يَا قَوْمِ قَدْ جَاءَكُمْ مَا قَالَ لَكُمْ صَالِحٌ فَقَالَ الْعُتَاةُ مِنْهُمْ لَوْ أُهْلِكْنَا جَمِيعاً مَا سَمِعْنَا قَوْلَ صَالِحٍ ولَا تَرَكْنَا آلِهَتَنَا الَّتِي كَانَ آبَاؤُنَا يَعْبُدُونَهَا، ولَمْ يَتُوبُوا ولَمْ يَرْجِعُوا، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ أَصْبَحُوا ووُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ فَمَشَى بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ وقَالُوا: يَا قَوْمِ أَتَاكُمْ مَا قَالَ لَكُمْ صَالِحٌ فَقَالَ الْعُتَاةُ مِنْهُمْ: قَدْ أَتَانَا مَا قَالَ لَنَا صَالِحٌ.." (9).

 

ثم حين إستوفت الأيامُ الثلاثة أمدها أنجز الله تعالى ما كان قد توعَّدهم به من العذاب، فبعث عليهم صيحةً مُنكَرة إنخرقت من هولها أسماعهم وإرتجَّت لشدَّتها الأرض من تحتهم وإرتجفت من عظيم صداها قلوبُهم رعباً فما لبثوا حتى سلَّط الله تعالى عليهم صاعقةً من السماء وهم ينظرون فأحرقتهم عن آخرهم: ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ﴾ (10) ﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ (11).

 

تفسير عناوين العذاب الأربعة:

وبإتَّضاح ماكان قد وقع على قوم ثمود من عقوبة يتَّضح انَّ العناوين الأربعة التي وصَّف بها القرآن ما أصابهم كانت منطبِقة تماماً على طبيعة العذاب الذي نزل بساحتهم.

 

أما العنوان الأول: وهو الرجفة فهي إمَّا بمعنى إرتجاف الأرض وتزلزلها أو هي بمعنى إرتجاف قلوبهم رعباً والمستَلزِم غالباً لإرتجاف الأبدان وإضطرابها، ويكفي لصحة توصيف ما وقع لهم بالرجفة أنْ يكون أحد الأمرين قد وقع لهم، ثم انَّه لا محذور في انْ يُخبِر القرآن عن قوم ثمود انَّهم قد عُذِّبوا بالصيحة وبالصاعقة وفي ذات الوقت يُخبِر عن انَّهم قد عُذِّبوا بالرجفة فإنِّ إجتماع مثل هذه الأنواع من العذاب ليس متعذِّراً بل ولا مستبعدَاً بل إنَّ الرجفة - لو كانت بمعنى إرتجاف قلوبهم وإضطراب أبدانهم رعباً- تكون ملازِمة لمثل التعذيب بالصيحة، فإنَّ الغرض الأظهر لإحداث الصيحة المنكَرة هو بثُّ الرعب المستلزِم لإرتجاف القلوب والأبدان.

 

وكذلك فإنَّ الرجفة بمعنى الزلزلة أو الإهتزاز الأرضي لا يمتنع وقوعها في ظرف وقوع مثل الصاعقة أو الصيحة، فإنَّ كلَّ ذلك ظواهر كونيَّة كثيراً ما يتَّفق إجتماع عددٍ منها في آنٍ واحد خصوصاً وانَّ وقوع هذه الظواهر مجتمِعة لم ينشأ عن أسباب طبيعيَّة بل نشأ عن أمرٍ إلهي خارجٍ عن سياق القانون الطبيعي الذي أودعه اللهُ تعالى في الكون.

 

وأما العنوان الثاني: وهو الصيحة فقد أتَّضح انَّ المراد منها هو الصوت المهول الذي عادةً ما يبعث على الفزع والرعب، وغالباً ما يكون منشأ الفزع الناتج عن الصوت المهول هو ترقُّب أمرٍ مجهول بعد صدور الصوت، وذلك يتَّفق حينما يكون مصدر الصوت مجهولاً أو يكون أثره مجهولاً، وإذا إتَّفق الجهل بمصدر الصوت وبأثره فإنَّ الفزع الناتج عنه يكون مضاعفاً، ويتضاعف أكثر حينما يكون صدور الصوت مباغِتاً.

 

وكلُّ ذلك قد وقع لقوم ثمود، فهم وإنْ كانوا ينتظرون العذاب أو يتوقَّعونه بعد إنقضاء أمد المهلة لكنَّهم لم يكونوا على علمٍ بطبيعته، لذلك كانت الصيحة مباغِتةً لهم، وكانوا في ذات الوقت لا يعلمون من أين صدرت، لذلك فهم يترقَّبون ما بعدها، وحيثُ انَّ مصدر الصوت كان مجهولاً فإنَّ أثره وما سيترتَّب عليه يكون مجهولاً أيضاً، لذلك أخذ الفزع منهم مأخذاً عظيماً تخشَّبت لشدَّته أقدامهم ومفاصلهم فظلَّوا حيارى جاثمين على رُكَبِهم حتى نزلت عليهم نارٌ من السماء فأحرقتهم وهم ينظرون دون أنْ يقوى منهم أحدٌ على دفعها أو الفرار منها أو اللجوء إلى مأمن يحميه من لهبها.

 

وبذلك يتَّضح انَّ من المحتمل إتَّحاد المراد من عنوان الرجفة الوارد في سورة الأعراف مع عنوان الصيحة الوارد في سورتي هود والقمر، فيكون العذاب الذي أصاب قوم ثمود بناءً على ذلك هو الصيحة، غايته انَّ القرآن عبَّر عنها في سورة الأعراف بالرجفة، لأنَّ الرجفة -التي هي إضطراب القلب ورِعدة البدن- هي الأثر الأظهر للصيحة، فيكون إطلاق عنوان الرجفة على الصيحة من باب إطلاق المسبَّب وإرادة السبب.

 

عيناً كما يُطلق عنوان النهار ويُراد منه الشمس، فيُقال: أشرق النهار والحال انَّ الذي أشرقت هي الشمس إلا انَّه لمَّا كان النهار هو الأثرُ الأظهر لشروق الشمس صحَّح ذلك إستعمال النهار وإرادة الشمس، فيكون إطلاق عنوان النهار على الشمس من باب إطلاق المسبَّب وإرادة السبب.

 

وكذلك حينما يُقال: هبَط الرزقُ في هذا العام وافراً، فإنَّ الرزق لا يهبط من السماء وإنَّ الذي يهبط من السماء هو المطر، فيكون المراد من الرزق هو المطر، والمصحِّح لإستعمال الرزق وإرادة المطر هو انَّ المطر سببٌ للرزق، والرزق مسبَّبٌ عن المطر، فإستعمال الرزق وإرادة المطر من إستعمال المسبَّب وإرادة السبب.

 

وهكذا هو استعمال الرجفة وإرادة الصيحة، فإنَّ الرجفة -بناءً على انَّها بمعنى الفزع والرِعدة- لمَّا كانت مسبَّبةً عن الصيحة لذلك صحَّ إستعمال الرجفة وإرادة سببها وهي الصيحة، ويكون ذلك من إستعمال المسبَّب وإرادة السبب.

 

وعلى أيِّ حال فسواءً كان المراد من الرجفة هي الصيحة أو كان كلٌّ منهما عقوبةً مستقلَّة وقعت على قوم ثمود فإنَّه لا محذور في ذلك، فلا محذور في انْ تكون العقوبة متَّحدة وعُبِّر عنها بعنوانين أو تكون العقوبة متعدِّدة فأخبر القرآن عن إحداهما في مورد وأخبر عن الأُخرى في موردٍ آخر.

 

وأما العنوان الثالث: وهو الصاعقة فهو يرد لعدة معانٍ أهمها ثلاثة:

المعنى الأول: انَّ الصاعقة هي النار التي تنقدح من إصطكاك السحاب مصحوبةً بصوت الرعد الشديد، ويُعرِّفها بعضُ اللغويين بالنار التي تسقط من السماء في رعدٍ شديد أو هي قطعةٌ من نارٍ يتطاير لهبُها من ثنايا السحاب وتكون هذه النار خاطفة سريعة الحركة تُحرق من وقعت عليه، وهذا المعنى للصاعقة هو المناسب لمثل قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾ (12).

 

المعنى الثاني: انَّ الصاعقة هي صوت العذاب، وعبَّر عنها بعض اللغوييِّن بصيحة العذاب، فمطلقُ الصوت الشديد الذي يُترقَّب ماوراءَه يكون صاعقةً وإنْ لم يكن مصحوباً بالنار.

 

المعنى الثالث: انَّ الصاعقة هي مطلق العذاب الذي من شأنه أنْ يهلك من أصابه، وأفاد بعضهم انَّ الصاعقة تُستعمل في كلِّ أمرٍ مهول لا يجد الإنسان منه مهرباً ولا يجد له منه دافعاً، ويُسمي المغشي عليه من هول ما وجد صَعِقاً أو مصعوقاً لذك كما في قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا﴾ (13) وكذلك يُعبَّر عن الميِّت الذي نشأ موته عن الخوف من هول ما شاهد أو سمع انَّه صَعِقٌ أو مصعوق ولعلَّ من ذلك قوله تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ﴾ (14).

 

فلو كان المراد من الصاعقة الواردة في سورتي الذاريات وفُصِّلت هو المعنى الأول فإنَّ مقتضى ذلك هو إحتمال تعدُّد العقوبة التي وقعت على قوم ثمود، وذلك بناءً على إنَّ المراد من عنوان الصيحة الوارد في سورتي هود والقمر هو الصوت المهول الذي لا يُعلم مصدره، إذ لو كان مصدره صوت الرعد لكان معلوماً غالباً، ولا ضير في الإلتزام بذلك، إذ لا محذور كما تقدم في أنْ يُعذِّب الله تعالى قوماً بأنواعٍ متعدِّدة من العذاب في آنٍ واحد، لذلك لو تمَّ البناء على انَّ المراد من الرجفة هي الزلزلة أو الإهتزاز الأرضي، وانَّ المراد من الصيحة هي الصوت المهول المنبعث من مصدرٍ مجهول، وانَّ المراد من الصاعقة هي النار المصحوبة بصوت الرعد فإنَّ ذلك غير ضائر، وإنَّ غايته الإلتزام بتعدُّد العقوبة التي وقعت على قوم ثمود.

 

ورغم ذلك فإنَّ إحتمال اتَّحاد عنواني الصيحة والصاعقة بناءً على المعنى الأول يظلُّ قائماً ? ذلك لأنَّ الصيحة تعني الصوت المهول بقطع النظر عن مصدره وانَّه مجهول أو معلوم، نعم المتبادر من عنوان الصيحة المستعمل في سياق الإخبار عن العذاب الإلهي هو انَّ موقع صدورها هو السماء وانَّ صدورها لا يكون وفق ما يقتضيه القانون الطبيعي لكنَّ ذلك لا يمنع من اتِّحادها مع عنوان الصاعقة التي يكون صوتها هو صوت الرعد، وذلك بأنْ يُلتزم بأن صوت الرعد الذي أدهش قوم ثمود كان غايةً في الشدة بحيثُ لم يكن هو الصوت المعهود للرعد مما يُعبِّر عن انَّه كان خارجاً عن سياق القانون الطبيعي، فذلك ما صحَّح التعبير عنه بالصيحة ولكن دون انْ يخرج عن عنوان الصاعقة التي هي صوت الرعد المصحوب بسقوط قطعٍ نارية من ثنايا السحاب.

 

وعلى كلِّ تقدير فإنَّ الإلتزام بأيٍّ من الإحتمالين لا يترتَّب عليه محذور، لذلك لا نجد حاجةً للبحث عمَّا يرجِّح أحد الإحتمالين.

 

ولو كان المراد من عنوان الصاعقة الوارد في سورتي الذاريات وفصلت هو المعنى الثاني أي انَّها مطلق صوت العذاب أو هي بحسب تعبير بعض اللغويين صيحة العذاب فإنَّ المتعين هو البناء على اتِّحاد المراد من عنواني الصاعقة والصيحة، بمعنى ان القرآن من عنوان الصاعقة في سورتي الذاريات وفصلت ما أراده من عنوان الصيحة في سورة هود والقمر فهو في كلا الموردين يخبر عن ان العذاب الذي أصاب قوم ثمود هو انه بعث عليهم صوتا مهولا منكرا أفزعهم فكان في ذلك هلاكهم لكنه عبر عن هذا العذاب تارة بالصيحة وأخرى بالصاعقة، نعم تعين هذا المعنى لا ينفي وقوع عذاب آخر عليهم، فلا ضير في ان يلتزم حتى بناء على هذا المعنى بإصابتهم بنار حين أو بعد هلاكهم كما ورد في بعض الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) ليكون ذلك أبلغ في الموعظة لمن يصله خبرهم.

 

ولو كان المراد من عنوان الصاعقة هو المعنى الثالث وهو انه مطلق العذاب بقطع النظر عن طبيعته ونوعه، فكل عذاب من شأنه ان يهلك من أصابه فهو صاعقة، فإنه لو كان هذا المعنى هو المراد من عنوان الصاعقة الوارد في سورتي الذاريات وفصلت فإن مقتضاه هو البناء على ان مفاد الآية هو ان عذابا مهلكا أصاب قوم ثمود دون ان يكون لها غرض في بيان طبيعته، فيكون ما ورد في سورتي هود والقمر مفسرا لما أجملته الآيتان من سورتي الذاريات وفصلت، وبذلك يتعين ان ما وقع لقوم ثمود هو الصيحة، غايته ان القرآن أخبر عن وقوعها على قوم ثمود صراحة في موردين وأخبر عنها في موردين آخرين بعنوان قابل للصدق عليها.

 

فلو كنا والآيتان من سورتي الذاريات وفصلت لقلنا بأنَّ عذابا مهلكا وقع على قوم ثمود لكننا لا نعلم بطبيعته إلا انه بعد ملاحظة ما ورد في سورتي هود والقمر علمنا ان ذلك العذاب المشار إليه في سورتي الذاريات وفصلت هو الصيحة.

 

والمتحصَّل مما ذكرناه انَّه لا ضير في الإلتزام بإتحاد نوع العقوبة الواقعة على قوم ثمود وانَّ العناوين الثلاثة كانت تُشير إلى مُعنْوَنٍ واحد، كما لا ضير في الإلتزام بتعدُّد العقوبة وانَّ كلَّ عنوان من العناوين الواردة في القرآن يؤشِّر إلى نوعٍ مستقلٍّ من العذاب كان قد وقع على قوم ثمود

 

ولأنَّ الإلتزام بأيِّ من الإحتمالين خالٍ من أيِّ محذور لذلك لا نجد حاجةً للبحث عمَّا هو الأرجح منهما.

 

وأما العنوان الرابع: الوارد في قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ﴾ (15) فهو بمعنى الواقعة المجاوزة للحد في الشدة، فكلُّ شيئٍّ تجاوز حدَّه المتعارف يُقال عنه طاغٍ، فإذا تجاوز ماء النهر أو البحر منسوبه الطبيعي يُقال عنه طغى، لذلك قال الله تعالى في وصف الطوفان الذي وقع لقوم نوح (ع): ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ﴾ (16)، ويُقال للسلطان طاغٍ وطاغية إذا إذا تجاوز حدود صلاحياته وأفحشَ في الظلم والبغي.

 

ومن ذلك يتَّضح انَّ عنوان الطاغية في الآية المباركة ليس بياناً لطبيعة عقوبةٍ محدَّدة، فليس ثمة نوعٌ من أنواع العقوبات إسمه طاغية بل إنَّ عنوان الطاغية يكون نعتاً لأيِّ عقوبةٍ متجاوزة في شدَّتها للحدِّ المتعارف، ولذلك يكون هذا العنوان صادقاً على الصاعقة المتجاوزة للحد، وعلى الصيحة المتجاوزة للحدِّ المتعارف، وعلى الرجفة المتجاوزة للحدِّ المتعارف، فعنوان الطاغية نعتٌ لموصوفٍ محذوف وليس عقوبةً مستقلَّة ذات طبيعةٍ خاصة.

 

وعليه فمعنى قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ﴾ هو انَّ ثمود أُهلكوا بالصاعقة الطاغية لو كانت عقوبتهم متمحِّضة في الصاعقة، ولو كانت عقوبتهم متمحِّضة في الصيحة فمعنى الآية انَّ ثمود أُهلكوا بالصيحة الطاغية، ولو كانت عقوبتهم متمحِّضة في الرجفة فإنَّ معنى الآية انَّ ثمود أُهلكوا بالرجفة الطاغية، ولو كانوا قد عُذِّبوا بالأنواع الثلاثة كما هو الصحيح فإنَّ معنى الآية انَّ ثمود أُهلكوا بالعقوبات الطاغية.

 

فليس بين عنوان الطاغية الوارد في الآية من سورة الحاقَّة وبين العناوين الثلاثة مباينة سواءً قلنا بإتحاد العقوبة الواقعة على قوم ثمود أو قلنا بتعدِّدها، ففي كلا الفرضين لا تكون الآية من سورة الحاقَّة مُنبِأةً عن عقوبةٍ أخرى غير العقوبات المُشار إليها في العناوين الثلاثة أعني الصاعقة والصيحة والرجفة.

 

ماذا عن قوم ثمود؟

ومن ذلك يتَّضح انَّ إستفهام صاحب الشبهة عن انَّ قوم ثمود هل أُهلكوا بالطاغية أو أنَّهم أُهلكوا بالصاعقة يكشف عن جهله بالمدلول اللغوي لعنوان الطاغية.

 

كانت الصاعقةُ طاغيةً:

والجواب عمَّا استفهمه مُستنكراً هو انَّه نلتزم بأنَّ قوم ثمود أُهلكوا بالصاعقة المتَّصفة بالطاغية، فلم تكن الصاعقة التي أصابت قوم ثمود معهودة، ذلك لأنَّها أودت بحياة أمةٍ كاملة، فلم تُبقِ منهم من أحدٍ على جديد الأرض بل صاروا جميعاً كما أفاد القرآن: ﴿كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ﴾ (17) ﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا﴾ (18) وهذا ما صحَّح توصيف الصاعقة التي أصابتهم بالطاغية، إذ لا يتَّفق عادةً لصاعقةٍ أنْ تُحرق أمةً بكاملها لولا انَّها قد تجاوزت الحدِّ المعهود الذي لم يتسنَ معه لأحدٍ الفرار منها أو اللجوء إلى مأمنٍ يحميه من لهبها وشظايا حريقها، لذلك وصف القرآن أحوالهم عند نزول الصاعقة بأنَّها أخذتهم أخذاً وكأنَّها قد إبتلعتهم فإستدارت حولهم بحيث لم يجدوا ثغرةً ينفذون منها إلى خلاص، ولهذا أخذت تشوي أجسادهم وأموالهم وهم ينظرون، قال تعالى: ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ﴾ (19).

 

ومُحصَّلُ القول إنَّ عنوان الطاغية ليس شيئاً آخر غير الصاعقة، وإنَّما هو وصفً لحدِّها، فالصاعقة قد تكون ضعيفةً نسبيَّاً، وقد تكون شديدةً شدةً معهودة، وقد تتجاوز حدَّ الشدة المعهودة، فالقرآن الكريم أفاد بأنَّ الصاعقة التي أصابت قوم ثمود كانت شدَّتها متجاوزةً للحدِّ المعهود، وهذا هو معنى الطاغية.

 

وأمَّا أنَّ قوم عاد هل هلكوا بالصاعقة أو بالرياح الشديدة فقد إتَّضح الجواب عن ذلك ممَّا ذكرناه حول ما أصاب قوم ثمود، حيث قلنا إنَّه لا محذور في أنْ يجمع الله تعالى على قومٍ أكثر من عقوبة، فأيُّ مانعٍ في أنْ يُعذِّب اللهُ عزَّوجل قوم عادٍ بالرياح الشديدة وبالصاعقة في آنٍ واحد خصوصاً وانَّ طبيعة هاتين العقوبتين كثيراً ما يكون وقوعهما متزامناً، فغالباً لا تقع الصاعقة إلا في ظرفٍ تكون فيه الرياح شديدة الهبوب وإنَّ هذه الرياح تكون منشأً لسرعة إنتقال النار.

 

الصَّاعقة هي مطلق العذاب:

على أنَّ عنوان الصاعقة كما ذكرنا يُستعمل لغةً وعرفاً في مطلق العذاب الذي من شأنه إهلاك مَن أصابه، وبناءً على ذلك يكون معنى قوله تعالى: ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ﴾ (20) هو فإنْ تمادت قريش في غيِّها فأنذرهم بعذابٍ مهلكٍ كالعذاب الذي أصاب قوم عادٍ وكالعذاب الذي أصاب قوم ثمود، فلو كان ما أصاب قوم عادٍ مختلفاً عمَّا أصاب قوم ثمود فإنَّ ذلك غير ضائر، لأنَّ معنى الصاعقة في الآية المذكورة ليس هي النار التي تسقط من السماء مصحوبةً بالرعد الشديد بل المراد من الصاعقة هو العذاب المهلك بقطع النظر عن طبيعته، ولا ريبَ في انَّ ما أصاب كلاًّ من عادٍ وثمود كان عذاباً مُهلكاً، فهما يشتركان في انَّ ما أصابهما كان عذاباً مُهلكا ولكنَّه مختلف من حيث النوع، فالمصحَّح لإطلاق عنوان الصاعقة على ما أصاب كلٍّ من عادٍ وثمود رغم إختلاف طبيعة العذاب الذي أصابهما هو انَّ عنوان الصاعقة يعني العذاب المُهلك بقطع النظر عن طبيعته ونوعه.

 

القرينة على استعمال الصَّاعقة في مطلق العذاب:

والقرينة على انَّ مراد الآية من عنوان الصاعقة هو مطلق العذاب المُهلك وليس هو خصوص النار التي تسقط من السماء، القرينة البيِّنة على ذلك هو انَّ الآيات التي تلتْ هذه الآية تصدَّت لبيان ماوقع على قوم عاد، وأفادت انَّ ماوقع عليهم هو انَّ الله تعالى سلَّط عليهم ريحاً صرصراً في أيامٍ نَحِسات، فمن ذلك يتبيَّن المراد من انَّ صاعقة عادٍ في الآية التي تصدَّرت هذه المقطوعة من الآيات ليس هو الصاعقة التي بمعنى النار النازلة من السماء بل المراد منها هو العذاب المُهلك الذي من نوع الرياح الشديدةِ الهبوب والبرودة.

 

ولا يصحُّ التوهُّم من عاقلٍ مُنصِف بأنَّ الآيات تُناقض نفسها والحال انَّها واقعةٌ في سياق كلامٍ واحد، فهي في أول الآيات أفادت انَّ ما أصاب قوم عادٍ هو صاعقة العذاب ثم بعد آيتين أفادت انَّ ما أصابهم كانت ريحاً صرصراً في أيام نَحِسات، على انَّ الواضح من سياق الآيات التي تلت قوله تعالى: ﴿فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ﴾ الواضح من الآيات التي تلت هذه الآية انَّها بصدد تفصيل وشرح ما تمَّ إيجازه في هذه الآية، وذلك بقرينة تصدير الآية التي تلتْ هذه الآية بأداة التفسير والتفصيل وهى حرف "أمَّا"، فحرف "أمَّا" كما يذكر النحاة واللغويُّون تأتي حين يُراد تفصيل ما تمَّ إجماله وإيجازه.

 

قال تعالى: فإذا كانت الآيات التي تلت ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ / إِذْ جَاءتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاء رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ / فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ / فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾.

 

فإذا كانت الآيات التي تلتْ الآية الأولى سِيقت لتفصيل ما تمَّ إيجازه في الآية الأولى فمعنى ذلك انَّ مراد الآية الأولى من عنوان الصاعقة هو ماتمَّ بيانه في الآيات اللاحقة، وما تمَّ بيانه هو ان العذاب الذي وقع على قوم عادٍ هو انَّ الله تعالى بعث عليهم ريحاً صرصراً في أيام نَحِسات.

 

فلتكن عقوبتين .. أين التناقض؟!

ومُحصَّل ما ذكرناه في معنى الصاعقة التي أصابت قوم عاد هو انَّ المراد منها هو العذاب المهلك والذي تمَّ تفسيره- في ذات الآيات التي إستعملت عنوان الصاعقة - بالريح الشديدةِ الهبوب والبرودة، ولو تنزَّلنا جدلاً وقَبِلنا بأنَّ المراد من الصاعقة في الآية المذكورة هو النار التي تسقط من السماء مصحوبةً بالرعد الشديد فإنَّ ذلك غير ضائرٍ بعد عدم إمتناع انْ يجمع الله تعالى على قومٍ عقوبتين من طبيعتين مختلفتين، فيكون ما أصاب قوم عادٍ هو النار المصحوبة بالرعد مضافاً إلى الريح الشديدةِ الهبوب والبرودة، فكان في كلٍّ من العقوبتين هلاكهم.

 

وأمَّا إخبار القرآن الكريم عن إحدى العقوبتين في مورد وعن العقوبة الأخرى في موردٍ آخر فذلك غير ضائرٍ أيضاً خصوصاً وانَّه أخبر عن العقوبتين في سياق كلامٍ واحد، غايته انَّه قدَّم الإخبار عن إحدى العقوبتين ثم أردفه قبل انْ يُنهي كلامه بالإخبار عن العقوبة الثانية ,

 

على أنَّه لو أخبر عن كلِّ عقوبةٍ في كلامٍ مستقل فإنَّ ذلك ممَّا لا محذور فيه بعد عدم التنافي بين مفاد الخبرين، فكثيراً ما يتصدَّى العقلاء من أهل الكلام والمحاورة لبيان بعض ما فعلوه أو شاهدوه ثم في موضعٍ آخر يتصدَّون لبيان مالم يكونوا قد أخبروا عنه ممَّا قد فعلوه أو شاهدوه، وكلُّ ذلك خاضعٌ لغرض المتكلِّم وملاحظته لمناسبات ومقتضيات المقام والمتلقِّي للخطاب. وقد فصَّلنا ذلك في مواضعَ عديدة من هذا الكتاب فلاحظ.

 

الخلاصة:

وبذلك يتَّضح الجواب عمَّا تساءل عنه صاحبُ الشبهة عن انَّ قوم عاد وقوم ثمود هل كان هلاكهم بطريقةٍ واحدة أو بطريقتين؟ فإنَّ جواب ذلك هو انَّ هلاك قوم عاد كان بالرياح الشديدة التي إمتدَّت لثمانية أيام، وأما هلاك قوم ثمود فكان بالصيحة والصاعقة والرجفة، فطريقةُ الهلاك كانت مختلفة، ومع التنزُّل الذي ذكرناه يكون كلٍّ منهما قد عُوقب مضافاً إلى العقوبة الخاصَّة بعقوبةٍ مشتركة، وهي الصاعقة التى تعني إصابتهم برياحٍ نارية نشأت عن إصطكاك السحاب المصحوب بالرعد الشديد.

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

من كتاب شبهات مسيحيَّة

 

 


1- سورة الأعراف آية 77/78.

2- سورة هود آية 67/68.

3- سورة القمر آية /31.

4- سورة الذاريات آية 34/44.

5- سورة فصلت آية /17.

6- سورة الحاقة آية 4/6.

7- سورة الشعراء آية /156.

8- سورة هود آية /65.

9- الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 ص 188.

10- سورة الذاريات آية 44/45.

11- سورة النمل آية /52.

12- سورة الرعد آية 12/13.

13- سورة الأعراف آية /143.

14- سورة المزمر آية /68.

15- سورة الحاقة آية /5.

16- سورة الحاقة آية /11.

17- سورة القمر آية /31.

18- سورة النمل آية /52.

19- سورة الذاريات آية 44/45.

20- سورة فصلت آية /13.