مَنْ نطق ببراءة يوسف كان رضيعاً

المسألة:

هل تُوجد رواية عن طريق أهل البيت (ﻉ) تُؤكِّد انَّ الشاهد الذي شهد لنبيِّ الله يوسف (ع) ليخلِّصه من عذاب العزيز كان رضيعاً في المهد؟

 

الجواب:

نعم روى القمِّي في تفسيره عن أبيه عن بعض رجالِه رفعه قال: قال أبو عبدالله الصادق (ع) ".. فقال يوسف للعزيز: هي راودتْني عن نفسي، فألهم اللهُ عزَّ وجلَّ يوسف أن قال للملك: سلْ هذا الصبيَّ في المهد فإنَّه سيشهد انَّها راودتْني عن نفسي، فقال العزيز للصبي: فانطق اللهُ الصبي في المهدِ ليوسُف حتى قال: ﴿إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ / وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ / فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ..﴾(1).

 

وروى القمِّي أيضاً في تفسيره قال: أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن إسماعيل بن عمر عن شعيب العقرقوفي عن أبي عبد الله (ع) قال: "إنَّ يوسف أتاه جبرئيل (ع) فقال له: يا يوسُف انَّ ربَّ العالمين يُقرئك السلام ويقول لك: .. قال: فمَن علَّمك الدعاء الذي دعوتَ به حتى جعلتُ لك من الجُبِّ فرجاً؟ قال: أنت يا ربِّ، قال: فَمَن أنطق لسان الصبيِّ بعذرك؟ قال: أنتَ يا ربِّ .."(2)، والرواية معتبرة سنداً ظاهراً ورواها العياشي في تفسيره مرسلة(3) عن طربال عن أبي عبدالله (ع) كما انَّ أكثر كتب التفاسير(4) الروائية لعلماء السنَّة نقلت: انَّ الشاهد الذي شهِد ليوسُف كان صبيَّاً في المهد، بل أفاد السيِّد المرتضى في كتابه الفصول المختارة انَّه: (قد أجمع أهلُ التفسير إلا من شذَّ منهم في قوله: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا ..﴾ انَّه كان طفلاً صغيراً في المهد أنطقَه اللهُ تعالى حتى برَّأ يوسف من الفحشاء وأزال عنه التُّهمة"(5).

 

والحمد لله رب العالمين

 

من كتاب: شؤون قرآنية

الشيخ محمد صنقور


1- سورة يوسف / 26-28، تفسير القمي -علي بن إبراهيم القمي- ج1 / ص343.

2- تفسير القمي -علي بن إبراهيم القمي- ج1 / ص353.

3- تفسير العياشي -محمد بن مسعود العياشي- ج2 / ص176. 

4- لاحظ جامع البيان -إبن جرير الطبري- ج12 / ص253، أحكام القرآن -الجصاص- قال: روي عن ابن عباس وابي هريرة وسعيد بن جبير وهلال بن يسار انه صبي ج3 / ص221، تفسير الثعلبي -الثعلبي- ج5 / ص214، تفسير السمعاني -السمعاني- ج3 / ص24.

5- الفصول المختارة -الشريف المرتضى- ص275.