منشأُ اشتهار رواية حفص عن عاصم
المسألة:
ما هو سببُ انتشار رواية حفص عن عاصم أكثر من غيرها بين المسلمين؟
الجواب:
كان حفص بن سليمان بن المغيرة ربيباً لعاصم بن بهدلة بن أبي النجود أي أنَّه ابنٌ لزوجته، وقد أخذ القراءة عن عاصم عرضاً وتلقيناً، وقد قرأ عليه القرآنَ مِراراً، وكان المتقدِّمون -كما أفاد ابنُ الخطيب البغدادي-(1) يعدُّنه في الحفظ فوق أبي بكر بن عيَّاش الراوي الآخر لقراءة عاصم، ويصفونه بضبط الحرف الذي قرأ به على عاصم" فهو أكثر ضبطاً وحفظاً من أبي بكر بن عيَّاش، لذلك أعتبر الكثيرُ من العلماء أنَّ الرواية الصحيحة التي رُويت عن عاصم هي رواية حفص بن سليمان.
وأمَّا منشأ ترجيح رواية حفص عن عاصم فلأنَّ عاصم أخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن الإمام علي بن أبي طالب (ع)(2).
لذلك رُوِيَ عن حفص أنَّه قال: قلتُ لعاصم إنَّ أبا بكر بن شعبة يُخالفُني في القراءة، فقال: أقرأتُك بما أقرأني أبو عبد الرحمن السلمي عن عليٍّ (ع) وأقرأتُ أبا بكر بما أقرأني به زرُّ بن حبيش عن عبد الله بن مسعود (رض)(3).
فسندُ قراءة حفص يتَّصل بعليِّ بن أبي طالب (ع) حيث يرويها حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عليِّ بن أبي طالب (ع).
والحمد لله رب العالمين
من كتاب: شؤون قرآنية
الشيخ محمد صنقور
1- تاريخ بغداد -الخطيب البغدادي- ج8 / ص182، تهذيب الكمال -المزي- ج7 / ص11.
2- تاريخ الإسلام -الذهبي- ج8 / ص139، سير أعلام النبلاء -الذهبي- ج4 / ص267، الكنى والألقاب -الشيخ عباس القمي- ج1 / ص115.
3- تاريخ الإسلام -الذهبي- ج8 / ص139، البيان في تفسير القرآن -السيد الخوئي- ص130، سير أعلام النبلاء -الذهبي- ج5 / ص259.