تمكينُ الأطفال من مسِّ كتابة القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

هل يجوزُ تمكينُ الأطفال من مسِّ كتابة القرآن الكريم وإذا كان لا يجوز فهل يجب منعُهم من مسِّ كتابة القرآن الكريم؟

الجواب:

يجوز التمكين ولا يجب المنع.

أمَّا التمكينُ فله صورتان:

الصورة الأولى: هو التسبيبُ بنحوٍ يكون فعلُ المكلَّف مقدِّمةً لمسِّ الأطفال لكتابةِ القرآن وذلك بأنْ يأمرَهم مثلاً بمسِّ الكتابة أو يناولَهم القرآن رغم احرازِه أنَّ ذلك سوف يترتَّبُ عليه مسُّهم للكتابة.

الصورة الثانية: هي أنْ يضع يدَ الطفل مثلاً على كتابة القرآن لتعليمه أو ليتبرَّك الطفلُ به وهذا معناه ايجاد المكلَّف لمس الكتابة ولكن بواسطة الطفل.

لا إشكال في جواز التمكين في الصورة الأولى، وذلك لأنَّ مسَّ الكتابة لغير المكلَّف ليس محرَّماً، فعليه لا يكون التمكينُ بالنحو الأول مقدِّمة للحرام.

وأمَّا الصورةُ الثانية فالموجِد للمس وإن كان هو المكلَّف إلا أنَّه لا يحرم المسُّ على المكلَّف بواسطة، فكما يجوزُ للمكلَّف أن يمسَّ الكتابة بالقلم مثلاً كذلك يجوز له أن يمسَّه بيد الطفل.

بقيت صورةٌ يكون فيها التمكين محرَّماً وهو ما لو كان موجباً لهتك حرمة القرآن الكريم، كما لو كانت بيد الطفل نجاسة عينية أو كان وضعُ القرطاس المكتوب عليها بعضُ الآيات على جسد الطفل موجباً لتلوُّثها بغائط الطفل أو بولِه مثلاً.

وبما ذكرناه يتبيَّن المستندُ لعدم وجوب منع الأطفال عن مسِّ كتابة القرآن، نعم يجبُ ردعُهم عن هتك حرمة القرآن، وذلك لأنَّ الهتك مبغوضٌ في حدِّ نفسه بقطع النظر عن صدوره من المكلَّف أو غيره.

والحمد لله رب العالمين

 

من كتاب: شؤون قرآنية

الشيخ محمد صنقور