خطيئةُ الشرك مغفورةٌ بالتوبة

شبهة مسيحي:

يقول القرآن في سورة الزمر على لسان الرب: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾(1).!

 

هنا نرى الربَّ يغفر الذنوب جميعا، فنطمئن إلى مستقبلنا عقب الموت ونحمد الله على رحمته بنا نحن المساكين المثقلين بالخطيئة، ولكن فرحتنا لم تدم إذ يقول القرآن في سورة النساء: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً﴾(2).

 

الجواب:

المراد من الآيتين:

إنَّ المراد من قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ هو أنَّ كلَّ ذنبٍ أيَّاً كان خطرُه بما في ذلك الشرك بالله تعالى فإنَّه قابلٌ لأنْ تناله المغفرة والعفو الإلهي إلا أنَّ ذلك منوطٌ بالإنابة والتسليم لله جلَّ وعلا كما هو مقتضى السياق الذي وردتْ فيه الآية المباركة.

 

وأمَّا المراد من قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ فهو أنَّ الله تعالى لا يغفر الشرك الذي أقام عليه صاحبُه ولم يُقلع عنه حتى مات، فهذا الذي لا تنالُه المغفرة، وأمَّا مَن كان متلبِّساً بالشرك ثم أقلع عنه وآبَ إلى ربِّه وأسلم له فإنَّ الله تعالى يغفر لمثله خطيئةَ الشرك.

 

فرضيتان وموضوعان:

فلا تنافي بين الآيتين أصلاً، إذ أنَّ كلَّاً منهما تُخبر عن فرضيَّة مختلفة عن الفرضيَّة التي تُخبر عنها الآيةُ الأخرى، فالآيةُ من سورة الزمر تُخبر عن أنَّ كلَّ الذنوب حقيرِها وخطيرِها بما في ذلك الشرك تُغفر لمرتكبها إذا أناب إلى ربِّه وأسلم له، وهذا معناه أنَّ قابليَّة الذنب للمغفرة ليس على إطلاقه في الآية من سورة الزمر بل إنَّ ذلك مقيَّدٌ بالإنابة والتسليم لله جل وعلا.

 

وأما الآية من سورة النساء فهي تُخبر عن أنَّ خطيئةَ الشرك غير قابلةٍ للمغفرة إذا أقام المتلبِّس بهذه الخطيئة عليها ولم يُقلع عنها حتى مات، فأين هو التنافي؟! والحال أنَّ موضوع الآية من سورة الزمر هو المنيب لربِّه التائبُ من خطيئته، وهذا يقتضي أن يكون موحِّداً مسلماً، فهو حين صار موحِّداً مسلِّماً أمره لشرع الله تعالى فإنَّ ذنوبه كلَّها بما في ذلك شركه السابق ينالها عفوُ الله وصفحُه، وأمَّا موضوع الآية من سورة النساء فهو المُقيم على خطيئة الشرك إلى أنْ يموت، فهو الذي لا يُغفر له شركه.

 

الدليل:

واما الدليل على إختصاص الآية من سورة النساء بالمشرك الذي أقام على شركه ولم يُقلع عنه حتى مات، الذي يدلُّ على أنَّه المقصود من الآية المباركة هو الوضوح الذي لا يخفى على مسلمٍ أو كافر بأنَّ الإسلام يقبل من المشرك إسلامه، فأكثر الذين أسلموا في صدر الدعوة كانوا مشركين، وقد قَبِل اللهُ تعالى إسلامهم ورضي عنهم ووعدهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار قال تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾(3) فأكثر هؤلاء الذين أثنت عليهم الآية ووصفتهم بالمهاجرين والأنصار وأخبرت عن أنَّ الله تعالى قد رضي عنهم وأعدَّ لهم في الآخرة جناته، أكثر هؤلاء كانوا من المشركين، وفيهم الكثير ممَّن شاخ على الشرك بالله تعالى إلا أنَّهم حين أسلموا وأخلصوا في توحيده قَبِل الله تعالى إسلامهم وعفا عمَّا سلف من شركهم. بل إنَّ النبيَّ (ص) أساساً إنَّما بُعث لدعوة المشركين واليهود والنصارى إلى التوحيد ونبذ الشرك والضلالات واعتبر الخروج من الشرك وسائر الضلالات إلى الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر خروجٌ من الظلمات إلى النور، وخاطب اللذين تركوا ما كانوا عليه من معتقدات وأذعنوا لدعوة الإسلام باللذين آمنوا، فكلُّ الآيات الكثيرة التي وعدت اللذين آمنوا بالنعيم المقيم يوم القيامة كانت تخاطب -فيمَن تخاطب- اللذين أقلعوا عن شركهم وما كانوا عليه من أديان، إذ أنَّ الناس قبل المبعث النبويِّ الشريف كان أكثرهم بين مشركٍ عابدٍ للوثن وبين نصرانيٍّ ويهودي، فاللذين آمنوا كان أكثرهم من هؤلاء ورغم ذلك وعدتهم الآيات وخطابات الرسول (ص) برضوان الله تعالى وعفوه وجناته. وهكذا فإنَّ أكثر الأنبياء كانوا قد بُعثوا إلى أقوامٍ مشركين أو ملحدين فكانوا يدعونهم للتوحيد والعبوديَّة لله جلَّ وعلا ويعِدونهم إنْ هم آمنوا ونبذوا الشرك والأوثان أنْ يغفر اللهُ لهم ويُدخلهم في رحمته ويمنحهم جنَّته وقد نصَّت على ذلك الكثير من الآيات.

 

فقبول توبة المُشرِك وشمول صفح الله تعالى وعفوه له أوضحُ من أنْ يحتاج إلى المزيد من البيان، وذلك وحده كافٍ لإثبات أنَّ قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ مختصٌ بمَن أقام على شركه إلى أنْ مات.

 

هذا مضافاً إلى أنَّ الآية وهي قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ جاءت في سياق قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾(4) فهي تخاطب أهل الكتاب وتدعوهم إلى الإيمان قبل فوات الأوان وحلول يوم الإستحقاق، فحينذاك تُطمس وجوههم وتُردُّ إلى أدبارهم.

 

فلو كان إيمانهم غير مقبول وأنَّه سوف لن يُغفر لهم حتى لو أذعنوا وآمنوا بما جاء به النبيُّ (ص) فما الجدوى من دعوتهم، وهل سيستجيبون مع افتراض أنَّ استجابتهم لدعوة النبيِّ (ص) سوف لن تُنتج القبول بتوبتهم، إنَّ مجرَّد الإلتفات لذلك يستوجب الإذعان بأنَّ المقصود من قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ هو أنَّه لن يُغفر للمشركين شركهم يوم القيامة إذا خرجوا من الدنيا وهم مقيمون عليه.

 

وتوهُّم أنَّ أهل الكتاب لم يكونوا مشركين فلا يكونون مشمولين لهذه الآية تُفنِّده الآيات التي أفادت أنَّ منهم مَن كان يقول بأنَّ الله هو المسيح ابن مريم وأنَّ الله تعالى ثالث ثلاثة، والآيات التي أفادت أنَّهم يؤمنون بالجبت والطاغوت وأنَّهم اتَّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، والآيات التي أفادت بأنَّ اليهود يقولون إنَّ عزيراً ابنُ الله وأنَّ النصارى يقولون إنَّ المسيح ابن الله، فكلُّ ذلك من الشرك الصريح، ورغم شركهم فإنَّ الله تعالى دعاهم إلى الإيمان ووعدهم إنْ إستجابوا بالمغفرة كما وعد بذلك سائر المشركين، فممَّا ورد في ذلك تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَداْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ / لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ / أَفَلَا يَتُوبُونَ إلى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾(5) فهذه الآيات تدعو النصارى من أهل الكتاب إلى نبذ الشرك والإنتهاء عمَّا يقولون من الكفر ثم تحضُّهم على التوبة والإستغفار: ﴿أَفَلَا يَتُوبُونَ إلى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ﴾ وتبشِّرهم بأنَّ الله غفور رحيم، فشركهم لن يمنع من أنْ تنالهم مغفرة الله تعالى إنْ هم تابوا واستغفروا فإنَّه الغفور لخطايا عباده الرحيم بهم.

 

وبذلك تأكَّد ما ذكرناه من أنَّ موضوع الآية من سورة النساء هو المُشرك المقيم على شركه، فهو الذي أفادت الآية أنَّه لا ينال عفوَ الله تعالى ومغفرته، ولذلك فهي لا تُنافي الآية من سورة الزمر والقاضية بأنَّ الله جل وعلا يغفرُ الذنوبَ جميعا، لأنَّ موضوعها التائب المُنيب إلى ربِّه.

 

والذي يؤكِّد أنَّ ذلك هو موضوع الآية المباركة هو أنَّها واقعةٌ ضمن عددٍ من الآيات يمثِّل مجموعها مقطوعةً واحدة، ولذلك لا يصحُّ إجتزاؤها وملاحظتها للوقوف على مفادها بمنأىً عن سياقها، فإنَّه بعد أنْ قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾(6) أردف ذلك مباشرةً بقوله: ﴿وَأَنِيبُوا إلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون﴾(7).

 

فالآيات صريحةٌ جداً في أنَّه ليس كلُّ أحدٍ سينالُه عفوُ الله ومغفرتُه، فغير المُنيب والذي أسلم لربِّه قبل يوم العذاب لن يجد حينذاك سوى العذاب ولن يجد مَن ينتصر له: ﴿ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾ وغير المُتَّبِع لما أنزله الربُّ قبل مفاجئة العذاب حيث لا يدري متى يموت سينتابه الندم والحسرة على مافرَّط في جنب الله تعالى، فهو يتمنَّى حين يرى العذاب أنْ يعود إلى الدنيا فيكون من المحسنين ولكن ولات حينَ مَندَم، فإنَّ الجواب يأتيه يُعمِّقُ في قلبه الشعور بالندم: لقد كنتَ في الدنيا وجاءتك الآيات والبراهين ولكنَّك كذَّبتَ بها وإستنكفتَ وتعاليتَ وكنتَ من الجاحدين، لذلك فمثل هؤلاء اللذين كذبوا على الله ونسبوا له مالا يليق بساحته ترى وجوهَهم يوم القيامة مسودَّة ثم يكون مثواهم ومقامهم في جهنم، فهي مآل المتكبِّرين على الله تعالى، وأمَّا الأتقياء فهم وحدهم مَن سيحظى بالنجاة والفوز بنعيم الله تعالى، فهم اللذين لا يمسُّهم السوء ولا هم يحزنون أو يندمون.

 

هذا هو مفاد الآيات التي تصدَّرها قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ فهي مضافاً إلى وضوحها في الحثِّ على الإنابة والتوبة وعدم القنوط من رحمة الله تعالى والتبشير بمغفرة كلِّ الذنوب، هي كذلك واضحةٌ جداً في أنَّ المُنيب لربِّه الذي أقلع عن خطاياه وشركه هو مَن سيحظى بغفران ذنوبه كلِّها، وأمَّا مَن أقام في غيِّه واستنكف عن عبادة ربِّه وجحد بآياته وكذَّب بها فحظُّه يوم القيامة الحسرة والندامة ومثواه جهنم فهي مثوى المتكبرين.

 

الخلاصة:

وبذلك اتَّضح من مجموع هذه الآيات أنَّ الذنوب التي أفادت الآيةُ المباركة أنَّ الله تعالى يغفرها جميعاً إنَّما هي ذنوب التائبين المُنيبين، اللذين أسلموا لله واتَّبعوا أحسن ما أُنزل، وعليه فالمُقيم على شركه ليس منهم، فهو غير مشمولٍ للآية المباركة وإنَّما هو داخل فيمَن توعَّدهم اللهُ تعالى بالحسرة والندم وأعدَّ لهم جهنَّم لتكون مثوىً لهم، فليس لصاحب الشبهة أنْ يفرح ويطمئن لمستقبله كما زعم فإنَّه إنْ لم يرجع عن غيِّه ويثوب إلى رشده ويتوب إلى ربِّه ويكفُّ عن تكذيبه لآياته فلن يكون حظُّه يوم القيامة إلا حظُّ من أخبر الله تعالى عنه بقوله: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا﴾(8).

 

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

من كناب شبهات مسيحيَّة


1- سورة الزمر / 53.

2- سورة النساء / 48.

3- سورة التوبة / 100.

4- سورة النساء / 47.

5- سورة المائدة / 72-74.

6- سورة الزمر / 53.

7- سورة الزمر / 54-61.

8- سورة الفرقان / 27.