معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

 

المسألة:

تكرَّر في القرآن الكريم الحديثُ عن تفضيل بني إسرائيل على العالمين كقوله تعالى: ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾([1]) ألا يكونُ ذلك حجةً لهم على دعواهم أنَّهم شعبُ اللهِ المختار؟

 

الجواب:

التفضيل ليس بمعنى التميُّز الذاتي أو أنَّهم الأكرم على اللَّه:

التفضيل الوارد في الآيات المُشار إليها لم يكن من جهة تميُّزهم بكمالاتٍ ذاتية اختصُّوا بها دون غيرهم أو بمزيدِ علاقةٍ بالله تعالى وبدينِه، ولم يكن من جهة دورهم في الهداية أو بسط العدل ونشر العلم أو إضفاء الخير أو دفع الشرور عن الناس، لم يكن التفضيل متَّصلًا بشيء من ذلك أو ما يُشبهه حتى يصحَّ الاحتجاج به على دعوى أنَّهم الأفضل والأكرم عند الله تعالى.

 

تحديد المقصود من تفضيلهم وتقريبه:

فالتفضيلُ الذي حظيَ به بنو إسرائيل هو أنَّ الله تعالى قد واتَرَ عليهم رُسلَه، فلم يُبعثْ في أمةٍ من الأمم مقدار ما بُعث فيهم من أنبياء، ومنحَهم اللهُ تعالى مِن أسباب الهداية ما لم يمنحه لغيرهم من سائر الأمم، فكانت الآياتُ والمعجزاتُ تترادفُ -بمرأًى ومسمعٍ منهم- على أيدي أنبيائهم بنحوٍ لم يتَّفق لأمَّةٍ من الأمم أنْ شاهدت مقدار ما شاهدوه من الآيات والمعجزات، فما ظهرَ على يد موسى (ع) مثلًا مضافًا إلى صيرورة عصاه حيةً تسعى وصيرورة يده بيضاء من غير سوء هو أنَّه ضربَ بعصاه البحر فانفلق فكان كلُّ فرقٍ كالطود العظيم، فعبروا ونجوا، فما إنْ خرجوا حتى انطبق البحرُ على فرعون وجنوده فغرقوا وهلكوا، وقبلَه كانوا قد شاهدوا ما ظهرَ على يد موسى (ع) من آياتٍ كان يعالجُ بها كبرياءَ فرعونَ وعنادَه، فقد شاهدوا كيف سلَّط الله ُعليه وقومه الجرادَ والقمَّل والضفادع والدم، فكانوا كلَّما بلغ منهم البلاءُ مبلغَ الهلاك لجئوا إلى موسى ليدعو الله أنْ يرفعَ عنهم عذابه فما إنْ يدعو حتى يزولَ عنهم فإذا عادوا عاد اللهُ عليهم ببلاءٍ آخر، واستسقوا موسى (ع) بعد أنْ أنجاهم اللهُ من فرعونَ وعمله فضرب موسى بعصاه الحجر فانبجستْ منه اثنتا عشرة عينا، وظلَّلهم ربُّهم بالغمام وأنزل عليهم المنَّ والسلوى، وأُمروا بذبح بقرةٍ وضربوا بعضوٍ منها جثمانَ قتيلٍ لهم فأحياه اللهُ فرأوه وسمعوه يُكلِّمهم ويُخبرهم عن قاتله، ثم لم يقنعوا حتى طلبوا من موسى (ع) أن يسمعوا كلام الله، فكلَّمهم ربُّهم من جانب الطور، فلم يقنعوا لجهلِهم إلا أنْ يروا اللهَ جهرةً فأصابتهم الصاعقة فهلكوا ثم أحياهم الله تعالى بدعاء موسى (ع) ورأوا كيف اندكَّ الجبل العظيم حتى صار قاعًا صفصفا، ورأوا في موضعٍ آخر كيف نتقَ اللهُ الجبل فوقَهم كأنَّه ظُلَّة حتى ظنُّوا أنَّه واقعٌ بهم لكنَّه لم يقع، وخُوطبوا أنْ: ﴿خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا﴾([2]) كلُّ هذه الآيات والمعجزات قد حظيَ بنو إسرائيل في عهد موسى بمشاهدتها وجدانًا، ولم يكن ذلك مقتصرًا على عهد موسى (ع) فقد رأوا وسمعوا السيَّد المسيح (ع) وهو يتكلَّم في المهد ويُنبئهم عن براءة أُمِّه وأنَّه قد وُلد من غير أب، ورأوه وهو يُبرءُ الأكمهَ والأبرص بإذن الله، وكيف يُحي الموتى بإذن الله، وكيف يخلقُ من الطين كهيئة الطير فينفخُ فيه فيكون طيرًا بإذن الله، وسبق عيسى داودُ وسليمان فرأوا كيف ألانَ اللهُ لداودَ الحديد، وكيف سخَّر لسليمان الريحَ غدوُّها شهرٌ ورواحها شهر، وأسال له عين القطر، وجاء بعرش بلقيس في أقلَّ من طرفة عين، وكان من جنوده الجنُّ والطير، وسبقَ هؤلاء الأنبياءَ أنبياء ولحقهم أنبياء، وكانت تظهرُ على كلِّ نبيِّ آياتٌ ومعجزات ﴿وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا﴾([3]).

 

فذلك هو معنى تفضيلهم على العالمين، فهو بمعنى أنَّه خصَّهم دون سائر الأمم بأنْ واتَرَ عليهم رُسَله وآياته ودلائله علَّهم يختارون الهدى على العمى لكنَّهم لم يفعلوا بل تمادوا في غيِّهم وبغيهم.

 

فالآيات التي تحدَّثت عن تفضيل بني إسرائيل كانت تُخاطبُ بني إسرائيل على لسان موسى وتُخاطب بعضُها المعاصرين منهم للرسول (ص) تُذكِّرهم بما فعله اللهُ لأسلافهم علَّ ذلك يكون باعثًا لهم على اختيار الهدى بعد البغي والضلال، وهي في ذات الوقت بصدد التوبيخ لهم على تجاهلِهم لكلِّ ما منحهم اللهُ تعالى من أسباب الهداية.

 

فمساق هذه الآيات هو مساقُ قول الأب لأحد أبنائه موبِّخًا له: ألم أفضلك على سائر إخوتك بأنْ هيئتُ لك أسبابَ التعلُّم، وبذلتُ المال الكثير في سبيل ذلك، وجلبتُ المعلِّمين إلى حيثُ أنتَ، فلم تشقَ بالهجرة إليهم، وجلبتُ لك الكتبَ وكفيتُك مؤنة طعامِك وشرابك وملبسِك ومسكنك لكنَّك لم تُفلح فلم تُصغِ إلى معلِّم بل لم يسلم مِن أذاك أحدٌ منهم، وهذه الكتب قد ضيَّعتها وأتلفتها فبئس الولد أنت حيث لم ترعَ لي حقًّا ولم تنتفع بما أسديتُه لك وفضلتُك به على سائر إخوتك.

 

فتفضيل الأب -في المثال- لهذا الابن على سائر إخوته ليس لتفوُّقه عليهم في العقل والرشد أو غيرها من الكمالات الذاتية، ولم يكن تفضيله له ناشئًا عن برِّه بأبيه وشدَّة علاقة أبيه به دون سائر أخوته، ولم يكن تفضيله بمعنى تقديمه عليهم وإعطاء الولايةِ له عليهم بل هو بمعنى مضاعفة الرعاية له والإحسان إليه بمستوىً يفوق إحسانه لسائر إخوته، وذلك لتشخيصه أنَّه بحاجةٍ للمزيد من العناية إمَّا لغبائه أو حماقته وسفاهته أو مشاكسته وسوءٍ في طبائعه وخلائقه، فهو يبتغي من وراء المبالغة في إسداء المعروف والإحسان إليه تقويمه وإعادته إلى الجادَّة لحاجته لذلك واستغناء سائر إخوته عمَّا يزيد عن حدِّ الاعتدال من الرعاية.

 

فذلك -تمامًا- هو معنى تفضيل الله تعالى بني إسرائيل على العالمين، فلم يكن ذلك لخصوصياتٍ ذاتية تميَّزوا بها، ولم يكن بمعنى تقديمه لهم على مَن سواهم وإعطائه الولاية لهم على سائر الأمم بل هو بمعنى منحهم مِن أسباب الهداية ما لم يمنحه لغيرهم كما أوضحنا ذلك.

 

ويكفي للتثبُّت من ذلك ملاحظة أمرين:

الأول: ملاحظة سياق الآيات التي تحدَّثت عن تفضيل بني إسرائيل على العالمين.

 

الثاني: ملاحظة الآيات التي تحدَّثت عن السلوك المشين الذي قابلَ به بنو إسرائيل الآلاء والنعم الإلهيَّة التي أُسديت إليهم، والآيات التي تحدَّثت عن غضب الله تعالى عليهم ولعنه لهم.

 

سياق الآيات يكشف عما هو المقصود من التفضيل:

أمَّا الأمر الأول: فمن الآيات التي اشتملت على الإخبار عن تفضيل بني إسرائيل على العالمين قولُه تعالى في سورة البقرة: ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ فإنَّ الواضح من سياق هذه الآية أنَّها بصدد التذكير لهم بآلاء الله عليهم والتوبيخ لهم على تجاهلها، فالآيات التي سبقت هذه الآية بدأت بمخاطبة بني إسرائيل بالأمر بأداء شكر النعمة التي أُسديت إليهم والأمر لهم بالوفاء بعهد الله، والتحذير من مغبَّة النقضِ لعهده، قال تعالى: ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾([4]) ثم أمرتهم بالإيمان والإذعان وحذَّرتهم من الكفر والجحود وتقديم مصالحهم الرخيصة وأنَّ يخافوا الله في ذلك ويتقوا سخطه، قال تعالى: ﴿وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ﴾([5]) ثم زجرهم عن التضليل والتلبيس وكتمان الحق وشنَّع عليهم فعل ذلك رغم علمِهم قال تعالى: ﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾([6]) ثم شدَّد الله تعالى في تبكيتهم وتقريعهم وأنَّه كيف تأمرون الناس بفعل البرِّ والخير وأنتم أبعد الناس عن فعله وهل يصحُّ صدور ذلك من العقلاء؟!! ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾([7]).

 

عندها قال تعالى: ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ ثم عادت الآيات لتحذِّرهم من يوم القيامة وأنَّه يوم تجازى فيه كلُّ نفس بما كسبت فلا تغني فيه نفسٌ عن نفس، ولو استشفعت لصرف العذاب عنها فلن يُصغى لتلك الشفاعة، ولو بذلت عوضًا لدرء العذاب فلن يؤخذ، ولو استنصرت فلن تجدْ من ناصر ينتصر لها ويحول دون وقوع العذاب عليها، قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾([8]) ثم تصدَّت الآيات للتذكير بنعمِ الله المتلاحقة عليهم وبما منحهم من أسباب الهداية، فبدأت بتذكيرهم بما منَّ اللهُ عليهم من النجاة من بطش فرعون وقومه حيث كانوا يذبِّحون أبناءهم ويستسخرون نساءهم إمعاناً في إذلالهم، ثم ذكَّرهم بالآية العظمى التي شاهدوها بأمِّ أعينهم حيث فرقَ لهم البحر وأنجاهم وأغرق فرعونَ وقومه وهم ينظرون، لكنَّهم كما أفادت الآية التي بعدها عبدوا العجل ظلمًا لمجرَّد أن غاب عنهم موسى أربعين ليلة، ثم أنَّه تعالى ذكرهم بأنَّه قد عفا عنهم لعلَّهم يشكرون ومنحهم مزيداً من أسباب الهداية، فأنزل على نبيِّهم الكتاب والفرقان، لكنَّهم تمادوا في غيِّهم فقالوا لموسى: ﴿يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ / ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾([9]) فرغم كلِّ ما شاهدوه من الآيات والمعجزات فإنَّ الإيمان لم يدخل إلى قلوبهم ﴿يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً﴾ فأماتهم الله ثم بعثهم ثم واتَرَ عليهم آلاءه ونعمه: ﴿وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾([10]) ثم أمرهم بالدخول إلى القرية ووعدهم بالعيش الرغيد فيها وبغفران الذنوب ثم قال تعالى: ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾([11]) ثم ذكَّرهم حين استسقوا موسى فضرب بعصاه الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا ﴿قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾([12]) ثم خُتمت الآيات ببيان عاقبة بغيهم حيث ضُربت عليهم الذلة والمسكنة: ﴿وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾([13]).

 

فآية التفضيل وردت في سياق هذه الآيات فهل يتوهَّمُ متوهِّمٌ أنَّها بصدد البيان لتفوُّقهم على سائر الأمم؟!! أو امتيازهم بخصوصياتٍ وكمالات تُؤهِّلهم لمقام الريادة على الأمم؟!! أو أنَّها بصدد الإخبار عن اجتباء الله لهم وإعطائهم الولاية على سائر الأمم؟!! كيف والآيات صريحة في التعبير عن عتوِّهم وظلمهم وفسادهم وعصيانهم وفسقهم وكفرهم بآيات الله وسوء عاقبتهم وغضب الله تعالى عليهم.

 

ومن ذلك يتبيَّن أنَّ التفضيل التي عنته الآية هو التفضيل من جهة ما منحه الله لهم من النعم وأسباب الهداية والتي قابلوها بالجحود والطغيان.

 

وهكذا هو الشأن في الآيات الأخرى التي اشتملت على الإخبار عن تفضيلهم على العالمين كقوله تعالى: ﴿وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾([14]) فإنَّها وردت في سياق قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ / وَآَتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾([15]) فالواضح من سياق الآية أنَّ جهة التفضيل هي ما منحهم الله من أسباب الهداية حيث عقَّب قوله: ﴿وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ بقوله: ﴿وَآَتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ﴾ ولم تخلُ الآية من توبيخهم على بغيهم بعد العلم وإنذارهم بالقضاء العادل يوم القيامة، فلو كانوا كما يزعمون أنَّهم شعبُ الله المختار لكانوا في منئىً من الحساب والمساءلة كما قال تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ﴾.

 

والآية الثالثة التي تحدَّثت عن تفضيل بني إسرائيل قوله تعالى: ﴿وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ الواردة في سياق قوله تعالى: ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ / إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ / قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ / وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾([16]) والواضح من الآية أنَّ التفضيل جاء في سياق التوبيخ بل والذمِّ بالجهل الذي بلغ مداه حيث توهَّموا أنَّ الإله يكون بالجعل، والواضح أنَّهم لم يتخلَّصوا من آثار الوثنيَّة التي ورثوها من عهد فرعون رغم ما كانوا قد شاهدوه من الآيات والبصائر التي ظهرتْ لهم جليَّة على يد موسى (ع) وكان آخرها أنَّ الله تعالى قد تجاوز بهم البحر بصورة إعجازيَّة لم تتفق لغيرهم، فمفاد قوله تعالى: ﴿وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ هو أنَّه كيف يصحُّ منكم هذا الجهل الشنيع بربِّكم والحال أنَّه قد فضَّلكم بما أراكم من آياته وبصائره، فمساقُ الآيات واضح بأنَّ التفضيل لم يكن لخصوصيَّات ذاتية تميزوا بها فإنَّهم -كما وصفتهم هذه الآيات- قوم يجهلون وأنَّ جهلهم لم يكن مبرَّرًا، وكذلك فإنَّ مساق الآيات يدلُّ على أنَّ التفضيل ليس بمعنى تميُّزهم بعلاقةٍ خاصَّة بربِّهم جلَّ وعلا وكيف تكون كذلك والحال أنَّهم يرغبون في التعبَّد لإله مجعول؟! فالمتعيَّن هو أنَّ التفضيل إنَّما هو بمعنى أنَّ الله تعالى قد خصَّهم دون سائر الناس بالمزيد من النعم وبالمزيد من أسباب الهداية، وبذلك يكون هذا التفضيل أدلَّ شيءٍ على خسَّتِهم وقبحِ سرائرهم وسوء طباعهم حيث قابلوه بالتجاهل والجحود.

 

خصالُهم التي نصَّ عليها القرآن قرينةٌ أخرى:

وأما الأمر الثاني: الذي يُسهم في تأكيد أنَّ التفضيل لبني إسرائيل على العالمين ليس بمعنى تفوقهم في الخصائص والكمالات الذاتية، ولا هو بمعنى امتيازهم بعلاقةٍ خاصَّة مع الله جلَّ وعلا، ولا هو بمعنى تقديمهم على سائر الأمم ومنحهم لحقوقٍ ليست لغيرهم، الذي يدلُّ ويؤكِّد على أنَّ التفضيل لا يعني شيئًا من ذلك هو ملاحظة الآيات التي تحدَّثت عن السلوك المشين الذي قابلَ به بنو إسرائيل الآلاء والنعم الإلهيَّة التي أُسديت إليهم، والآيات التي تحدَّثت عن غضب الله تعالى عليهم ولعنه لهم، والآيات التي تحدَّثت عن العقوبات التي أوقعها بهم في الدنيا قبل الآخرة.

 

ونظرًا لكثرة الآيات المتصدِّية للحديث عن ذلك نقتصر على ذكر نماذج منها:

النموذج الأول: قوله تعالى: ﴿فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً .. فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا / وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا / وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ .. / فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا / وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾([18]).

 

هذه الآيات تذكرُ ما يزيد على عشر خصال قد تمَّيزَ بها بنو إسرائيل بمعنى أنَّه لا تكاد تجد هذه الخصال مجتمعةً في أمَّةٍ من الأمم فأفادت أنَّه كان دابُهم النقض للميثاق، وكان ذلك من أبرز السمات التي تميَّزتْ بها أمَّةُ إسرائيل، ولذلك تكرَّر التنويه عليها في العديد من الآيات، وكذلك فإنَّ من أبرز سماتهم الكفر بآيات الله ومعجزاته ودلائلة رغم وضوحها وتواترها عليهم بحيث لم يتَّفق لأمةٍ من الأمم أنْ حظيت بمشاهدة ما شاهده بنو إسرائيل من آيات الله وبصائره، يقول الله تعالى: ﴿سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آَتَيْنَاهُمْ مِنْ آَيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ ومنها قتلهم الأنبياء وقد تكرَّر من القرآن التنويه على اقترافهم لهذه الموبقة التي ليس فوقها موبقة، وورد في السنَّة الشريفة أنَّهم كانوا: "رُبَّمَا قَتَلُوا فِي الْيَوْمِ الْوَاحِدِ سَبْعِينَ نَبِيًّا"([19]) كما في الصحيح عن أبي جعفر (ع) وكانوا "يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأنْ لم يصنعوا شيئا"([20]) كما ورد ذلك عن أبي عبد الله الحسين (ع) وهو ما يكشف عن مبلغ استهتارهم وجرئتهم على سفك الدماء وانتهاك الحرمات.

 

ومنها قولهم: ﴿قُلُوبُنَا غُلْفٌ﴾ لا تخشعُ لموعظة ولا يستقرُّ فيها إيمان فهي مقفلةٌ مختمومة وهو معنى الطبع عليها كما أفادت الآية، ومنها قولهم على مريم (ع) بهتانا عظيمًا واتِّهامهم لها بالفجور رغم أنَّ الله تعالى قد أظهر براءتها فأنطق ولدها فكلَّمهم وهو في المهد لكنَّهم ظلُّوا كما كانوا على يتهمونها زوراً وعدوانًا إلى يوم الناس هذا، ومنها قولهم: ﴿إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ﴾ يتبجَّحون بذلك دون تحرُّجٍ ولا تأثُّم، وذلك ما يكشف عن استهانتهم بسفك الدم الحرام، ومنها صَدُّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا، فدأبُهم الحيلولة دون شيوع الخير وبسط العدل وديدنُهم الوقوف في وجه كلِّ دعوةٍ لإعلاء كلمة الله في الأرض، ومنها تعاطيهم للرِّبَا رغم النهي المشدَّد الذي ما فتئ الأنبياء يجأرون بالتحذير منه إلا أنَّم لا يعبئون بزواجر الله فكانوا هم الأصل في شيوع الربا وما زالوا الماسكين بأزمَّته، ومنها ﴿وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ﴾ ذلك لأنَّهم يرون أموال الأمم قاطبة مباحةً لهم، لا حرج عليهم في سلبها والاستحواذ عليها كما قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾([21]). وهو ما يكشف عن استعلائهم واحتقارهم لسائر الأمم "الأميين".

 

النموذج الثاني: قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ .. / فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ﴾([22]) أضافت هذه الآيات إلى النموذج الأول امتيازهم بقسوة القلب حيث صارت كالطبع الملازم كما هو مقتضى قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً﴾ فهي عقوبةٌ حلَّت بهم من الله بعد أنْ كان دابُهم النقض للعهود والمواثيق، وأضافت هذه الآيات إلى خصالهم المشينة أنَّهم كانوا وما زالوا: ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ﴾ فيستبدلون بالحذف والزيادة والتلبيس والتموية والكتمان لما أنزل الله حسب أهوائهم ومصالحهم، ويقلبون الحقائق، والصفة الثالثة التي أضافتها هذه الآيات هي الخيانة التي طُبع عليها أسلافهم وأعقابهم إلا قليلًا منهم لذلك كلِّه استوجبوا لعنة الله عليهم كما أفادت هذه الآيات.

 

النموذج الثالث: قوله تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ / كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ / تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ﴾([23]) فكيف يتوهَّم متوهِّمٌ أنَّهم شعب الله المختار وقد لُعنوا: ﴿عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ﴾ وقد لعنَهم الله جلَّ وعلا في أكثر من موضعٍ من كتابه كما في قوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا﴾([24]) وقوله تعالى: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ﴾ ولن تجد في القرآن أمَّةً من الأمم لعنَ اللهُ أسلافهم وأعقابهم إلا أمَّة إسرائيل: ﴿ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾.

 

هذا وقد أخبر اللهُ جلَّ وعلا في كتابه المجيد عن أنَّه قد مسخ رعيلًا من أسلافهم قردةً وخنازير كما قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾([25]) فكيف يكونون شعب الله المختار وهم شرُّ ما خلق اللهُ في الأرض والأضلُّ عن سواءِ السبيل.

 

القرآن فنَّد ما زعموه من التميُّز:

ويحسنُ في الختام التنبيه على أنَّ القرآن قد تصدَّى لتفنيد زعمِهم أنَّهم أولياءُ الله وأحباؤه -دون سائر الناس- في أكثر من موضع، فمِن ذلك قوله تعالى في سورة الجمعة: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ ثم قال تعالى: ﴿وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ فهم أحرصُ الناس على حياة لعلمِهم بما اقترفته أيديهم من عظائم الأمور وبما اجترحته من موبقات، وليقينهم أنَّ الله تعالى عليمٌ بواقعهم ومخبوء سرائرهم، ثم قال تعالى محذِّراً ومتوعداً لهم بالمجازاة على شنيع ما يفعلون: ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.

 

إنَّ الوقوف على هذه الآيات كافٍ للإذعان بأنَّ التفضيل الذي أفادته الآيات إنَّما سيق لغرض ذمِّهم حيث تجاهلوا ما كان قد منحَهم ربُّهم من آلائه ومن أسباب الهداية وقابلوها بالتمرُّد والعصيان والبغي على عباد الله جلَّ وعلا: ﴿فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ﴾([26]).

 

والحمد لله ربِّ العالمين

 

الشيخ محمد صنقور

23 / جمادى الآخِرة / 1442هـ

6 / فبراير / 2021م


[1]- سورة البقرة / 47.

[2]- سورة البقرة / 93.

[3]- سورة الزخرف / 48.

[4]- سورة البقرة / 40.

[5]- سورة البقرة / 41.

[6]- سورة البقرة / 42.

[7]- سورة البقرة / 44

[8]- سورة البقرة / 48

[9]- سورة البقرة / 55-56.

[10]- سورة البقرة / 57.

[11]- سورة البقرة / 59.

[12]- سورة البقرة / 60.

[13]- سورة البقرة / 61.

[14]- سورة الجاثية / 16.

[15]- سورة الجاثية / 16-17.

[16]- سورة الأعراف / 138-141.

[17]- سورة البقرة / 211.

[18]- سورة النساء / 153-161.

[19]- الكافي -الكليني- ج 8 / ص117.

[20]- الفتوح -ابن أعثم- ج5 / ص25.

[21]- سورة آل عمران / 75.

[22]- سورة المائدة / 12-13.

[23]- سورة المائدة / 78-80.

[24]- سورة المائدة / 64.

[25]- سورة المائدة / 60.

[26]- سورة فصلت / 24.