حر

الحرارة ضد البرودة، وذلك ضربان:

- حرارة عارضة في الهواء من الأجسام المحمية، كحرارة الشمس والنار.

- وحرارة عارضة في البدن من الطبيعة، كحرارة المحموم. يقال: حر يومنا والريح يحر حرا وحرارة (قال السرقسطي: حر النهار يحر ويحر حرارة وحرا، وأحر: اشتد حره. راجع: الأفعال 1/328)، وحر يومنا فهو محرور، وكذا: حر الرجل، قال تعالى: ﴿لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ﴾ التوبة/81، والحرور: الريح الحارة، قال تعالى: ﴿وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ﴾ فاطر/21، واستحر القيظ: اشتد حره، والحرر: يبس عارض في الكبد من العطش. والحرة: الواحدة من الحر، يقال: حرة تحت قرة (اللسان قر. وانظر ص 663)، والحرة أيضا: حجارة تسود من حرارة تعرض فيها، وعن ذلك استعير: استحر القتل: اشتد، وحر العمل: شدته، وقيل: إنما يتولى حارها من تولى قارها (هذا مثل، أي يتولى العقوبة والضرب من يتولى العمل والنفع.

وجاء في الحديث: أتي بالوليد بن عقبة عند عثمان بن عفان، فشهد عليه حمران ورجل آخر، فشهد أحدهما أنه رآه يشربها - يعني الخمر - وشهد الآخر أن رآه يتقاياها، قال عثمان: إنه لم يتقاياها حتى شربها، وقال لعلي كرم الله وجهه: أقم عليه الحد، فقال علي للحسين: أقم عليه الحد، فقال الحسن: ول حارها من تولى قارها، فقال علي لعبد الله بن جعفر: أقم عليه الحد، فأخذ السوط فجلده. راجع: معالم السنن 3/338)، والحر: خلاف العبد، يقال: حر بين الحرورية والحرورة.

والحرية ضربان:

- الأول: من لم يجر عليه حكم الشيء، نحو: ﴿الْحُرُّ بِالْحُرِّ﴾ البقرة/178.

- والثاني: من لم تتملكه الصفات الذميمة من الحرص والشره على المقتنيات الدنيوية، وإلى العبودية التي تضاد ذلك أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار) (الحديث صحيح أخرجه البخاري في الجهاد، باب الحراسة في الغزو 6/60، وفي الرقاق باب ما يتقى من فتنة المال 11/253؛ وأخرجه ابن ماجه في الزهد 2/1386؛ وانظر: شرح السنة 14/262؛ والفتح الكبير 2/31)، وقول الشاعر: ورق ذوي الأطماع رق مخلد *** (الشطر في الذريعة ص 206؛ وعمدة الحفاظ: حر)

وقيل: عبد الشهوة أذل من عبد الرق، والتحرير: جعل الإنسان حرا، فمن الأول: ﴿فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ﴾ النساء/92، ومن الثاني: ﴿نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا﴾ آل عمران/35، قيل: هو أنه جعل ولده بحيث لا ينتفع به الانتفاع الدنيوي المذكور في قوله عز وجل: ﴿بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ النحل/72، بل جعله مخلصا للعبادة، ولهذا قال الشعبي: معناه مخلصا، وقال مجاهد: خادما للبيعة (أخرجه عن مجاهد ابن جرير وابن أبي حاتم وعبد بن حميد. راجع: الدر المنثور 2/182)، وقال جعفر: معتقا من أمر الدنيا، وكل ذلك إشارة إلى معنى واحد، وحررت القوم: أطلقتهم وأعتقتهم عن أسر الحبس، وحر الوجه: ما لم تسترقه الحاجة، وحر الدار: وسطها، وأحرار البقل (قال ابن فارس: وحر البقل: ما يؤكل غير مطبوخ. انظر: المجمل 1/211) معروف، وقول الشاعر: جادت عليه كل بكر حرة (الشطر لعنترة من معلقته، وتمامه: فتركن كل قرارة كالدرهم، ويروي: كل عين ثرة، وهو في ديوانه ص 18؛ وشرح المعلقات 2/16؛ واللسان (حر) ؛ والمجمل 1/155)

وباتت المرأة بليلة حرة (يقال هذا إذا لم يصل إليها بعلها في أول ليلة، فإن تمكن منها فهي بليلة شيباء. انظر: المجمل 1/211)، وكل ذلك استعارة، والحرير من الثياب: ما رق، قال الله تعالى: ﴿وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ﴾ فاطر/33.