دين

 

يقال: دنت الرجل: أخذت منه دينا، وأدنته: جعلته دائنا، وذلك بأن تعطيه دينا. قال (أبو عبيد) (في الغريب المصنف ورقة 330 من النسخة التركية، وتهذيب اللغة 14/182 نقلا عن أبي عبيد) : دنته: أقرضته، ورجل مدين، ومديون، ودنته: استقرضت منه (انظر: المجمل 2/342)، قال الشاعر:

 

ندين ويقضي الله عنا وقد نرى *** مصارع قوم لا يدينون

 

ضيعا (البيت للعجير السلولي، وهو في المجمل 2/342؛ واللسان (دين) ؛ والغريب المصنف ورقة 330)

 

وأدنت مثل دنت، وأدنت، أي: أقرضت، والتداين والمداينة: دفع الدين، قال تعالى: ﴿إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ البقرة/282، وقال: ﴿مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ﴾ النساء/11، والدين يقال للطاعة والجزاء، واستعير للشريعة، والدين كالملة، لكنه يقال اعتبارا بالطاعة والانقياد للشريعة، قال: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ﴾ آل عمران/19، وقال: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ النساء/125، أي: طاعة، ﴿وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ﴾ النساء/146، وقوله تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ﴾ النساء/171، وذلك حث على اتباع دين النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أوسط الأديان كما قال: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ البقرة/143، وقوله: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ البقرة/256، قيل: يعني الطاعة، فإن ذلك لا يكون في الحقيقة إلا بالإخلاص، والإخلاص لا يتأتى فيه الإكراه، وقيل: إن ذلك مختص بأهل الكتاب الباذلين للجزية. وقوله: ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ﴾ آل عمران/83، يعني: الإسلام، بقوله: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ﴾ آل عمران/85، وعلى هذا قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ﴾ الصف/9، وقوله: ﴿وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ﴾ التوبة/29، وقوله: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ النساء/125، ﴿فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾ الواقعة/86، أي: غير مجزيين. المدين والمدينة: العبد والأمة: قال (أبو زيد) : هو من قولهم: دين فلان يدان: إذا حمل على مكروه (انظر: المجمل 2/342؛ وتهذيب اللغة 14/183)، وقيل (وهو قول أبي عبيدة في مجاز القرآن 2/252) : هو من دنته: إذا جازيته بطاعته، وجعل بعضهم المدينة من هذا الباب.