درى

 

الدراية: المعرفة المدركة بضرب من الحيل، يقال: دريته، ودريت به، درية، نحو: فطنة، وشعرة، وادريت قال الشاعر: وماذا يدري الشعراء مني *** وقد جاوزت رأس الأربعين (البيت لسحيم بن وثيل الرياحي. وهو في البصائر 2/597؛ والمجمل 2/354؛ واللسان (درى)

 

والدرية: لما يتعلم عليه الطعن، وللناقة التي ينصبها الصائد ليأنس بها الصيد، فيستتر من ورائها فيرميه، والمدرى: لقرن الشاة؛ لكونها دافعة به عن نفسها، وعنه استعير المدرى لما يصلح به الشعر، قال تعالى: ﴿لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا﴾ الطلاق/1، وقال: ﴿وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ﴾ الأنبياء/111، وقال: ﴿مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ﴾ الشورى/52، وكل موضع ذكر في القرآن ﴿وَمَا أَدْرَاكَ﴾، فقد عقب ببيانه (راجع: الإتقان للسيوطي 1/190؛ وقد نقل هذا القاعدة عن المؤلف ونسبها إليه؛ وذكرها قبله المبرد في ما اتفق لفظه ص 73)، نحو ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ، نَارٌ حَامِيَةٌ﴾ القارعة/10 - 11، ﴿أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ القدر/2 - 3، ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ﴾ الحاقة/3، ﴿ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ﴾ الانفطار/18 وقوله: ﴿قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ﴾ يونس/16، ومن قولهم: دريت، ولو كان من درأت لقيل: ولا أدرأتكموه. وكل موضع ذكر فيه: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ﴾ لم يعقبه بذلك، نحو: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى﴾ عبس/30، ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ﴾ الشورى/17، والدراية لا تستعمل في الله تعالى، وقول الشاعر: لا هم لا أدري وأنت الداري (هذا شطر بيت، وعجزه: كل امرئ منك على مقدار، وهو في اللسان (درى) ؛ والصحاح (درى) ؛ والبصائر 2/97 بلا نسبة؛ وهو للعجاج في ديوانه ص 26؛ والممتع في التصريف لابن عصفور 1/29؛ وتذكرة النحاة لأبي حيان ص 540؛ وهذا الكلام وذكره المؤلف في الذريعة ص 82)

 

فمن تعجرف أجلاف العرب (وذلك لأن أسماء الله توقيفية - أي: يتوقف في إثباتها على الشارع - فلا يصح أن نسمي الله اسما لم يسم به نفسه، أو لم يأت في السنة).