روى

 

تقول: ماء رواء، وروى، أي: كثير مرو، فروى على بناء عدى: و ﴿مَكَانًا سُوًى﴾ طه/58، قال الشاعر:

من شك في فلج فهذا فلج *** ماء رواء وطريق نهج

 

(البيت في اللسان (روى)، دون نسبة؛ والجمهرة لابن دريد 1/177، ومجاز القرآن 1/168)

 

وقوله: ﴿هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا﴾ مريم/74، فمن لم يهمز (وهم قالون وابن ذكوان وأبو جعفر، وقراءتهم (وريا) جعله من روي، كأنه ريان من الحسن (راجع: تفسير القرطبي 11/143؛ والمسائل الحلبيات ص 58)، ومن همز فللذي يرمق من الحسن به (وقرأ بالهمز الباقون.

 

قال الجوهري: ومن همزه جعله من المنظر، من: رأيت، وهو ما رأته العين من حال حسنة وكسوة ظاهرة. وقال الفراء: الرئي: المنظر: معاني الفراء 2/171؛ وتفسير القرطبي 11/143). وقيل: هو منه على ترك الهمز، والري: اسم لما يظهر منه، والرواء منه، وقيل: هو مقلوب من رأيت. قال أبو علي الفسوي: المروءة هو من قولهم حسن في مرآة العين. كذا قال، وهذا استدراك (هذا وهم من المؤلف؛ فإن أبا علي لم يقل ذلك، ولكن قال:

 

وزعم بعض رواة اللغة أن المروءة مأخوذة من قولهم: هو حسن في مرآة العين. وهذا من فاحش الغلط، وذلك أن الميم في (مرآة) زائدة، ومروءة: فعولة. انتهى. فتبين ذلك: وانظر: المسائل الحلبيات ص 59.

 

وعنى الفارسي بقوله: بعض رواة اللغة ابن دريد فقد قال في الجمهرة: ومن همز المروءة أخذها من حسن مرآة العين. انظر: جمهرة اللغة 3/252. وكذا أبا زيد، فقال: مرء مروءة، جعل الميم فاءا) غلط؛ لأن الميم في مرآة زائدة، ومروءة فعولة. وتقول: أنت بمرأى ومسمع، أي: قريب، وقيل: أنت مني مرأى ومسمع، بطرح الباء، ومرأى: مفعل من رأيت (انظر: كتاب سيبويه 1/207).