رهب

 

الرهبة والرهب: مخافة مع تحرز واضطراب، قال: ﴿لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً﴾ الحشر/13، وقال: ﴿جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ﴾ القصص/32، وقرئ: ﴿مِنَ الرَّهْبِ﴾ (وهي قراءة ابن عامر وأبي بكر وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ حفص ﴿الرَّهْبِ﴾ بسكون الهاء، والباقون: ﴿الرَّهْبِ﴾ انظر: الإتحاف 342)، أي: الفزع. قال مقاتل: خرجت ألتمس تفسير الرهب، فلقيت أعرابية وأنا آكل، فقالت: يا عبد الله، تصدق علي، فملأت كفي لأدفع إليها، فقالت: ههنا في رهبي (انظر تفسير القرطبي 13/284، وعد هذا التفسير الكرماني من العجائب. غرائب التفسير 2/868)، أي: كمي. والأول أصح. قال تعالى: ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾ الأنبياء/90، وقال: ﴿تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ﴾ الأنفال/ 60، وقوله: ﴿وَاسْتَرْهَبُوهُمْ﴾ الأعراف/116، أي: حملوهم على أن يرهبوا، ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾ البقرة/40، أي: فخافون، والترهب: التعبد، وهو استعمال الرهبة، والرهبانية: غلو في تحمل التعبد، من فرط الرهبة. قال: ﴿وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا﴾ الحديد/27، والرهبان يكون واحدا، وجمعا، فمن جعله واحدا جمعه على رهابين، ورهابنة بالجمع أليق. والإرهاب: فزع الإبل، وإنما هو من: أرهبت. ومنه: الرهب (الرهب: الناقة المهزولة) من الإبل، وقالت العرب: رهبوت خير من رحموت (قال الفارابي: رهبوت خير من رحموت، يقول: لأن ترهب خير من أن ترحم. ديوان الأدب 2/79؛ والأمثال ص 309).