رعى

 

الرعي في الأصل: حفظ الحيوان، إما بغذائه الحافظ لحياته؛ وإما بذب العدو عنه. يقال: رعيته، أي: حفظته، وأرعيته: جعلت له ما يرعى. والرعي: ما يرعاه، والمرعى: موضع الرعي، قال تعالى: ﴿كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ﴾ طه/54، ﴿أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا﴾ النازعات/31، ﴿وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى﴾ الأعلى/4، وجعل الرعي والرعاء للحفظ والسياسة. قال تعالى: ﴿فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا﴾ الحديد/27، أي: ما حافظوا عليها حق المحافظة. ويسمى كل سائس لنفسه أو لغيره راعيا، وروي: (كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته) (الحديث عن ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... إلخ.

وهو حديث متفق على صحته، أخرجه البخاري في الأحكام 13/100؛ ومسلم في الإمارة برقم (1829) وانظر شرح السنة 10/61) قال الشاعر: ولا المرعي في الأقوام كالراعي، (البيت:

 

ليس قطا مثل قطي ولا ال *** مرعي في الأقوام كالراعي

 

وهو لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري؛ والبيت في المجمل 2/384؛ واللسان (رعى) والمفضليات ص 285؛ وخاص الخاص ص 20)

 

وجمع الراعي رعاء ورعاة. ومراعاة الإنسان للأمر: مراقبته إلى ماذا يصير، وماذا منه يكون، ومنه: راعيت النجوم، قال تعالى: ﴿لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا﴾ البقرة/104، وأرعيته سمعي: جعلته راعيا لكلامه، وقيل: أرعني سمعك، ويقال: أرع على كذا، فيعدى بعلى أي: أبق عليه، وحقيقته: أرعه مطلعا عليه.