شد

- الشد: العقد القوي. يقال: شددت الشيء: قويت عقدة، قال الله: ﴿وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ﴾ الإنسان/28، ﴿حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ﴾ محمد/4. والشدة تستعمل في العقد، وفي البدن، وفي قوى النفس، وفي العذاب، قال: ﴿وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً﴾ فاطر/44، ﴿عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾ النجم/5، يعني: جبريل عليه السلام، وقال تعالى: ﴿عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ﴾ التحريم/6، وقال: ﴿بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ﴾ الحشر/14، ﴿فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ﴾ ق/26. والشديد والمتشدد: البخيل. قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾ العاديات/ 8. فالشديد يجوز أن يكون بمعنى مفعول، كأنه شد، كما يقال: غل عن الأفضال (انظر: البصائر 3/302، واللسان (غلل) ؛ وعمدة الحفاظ: شد)، وإلى نحو هذا: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ﴾ المائدة/64، ويجوز أن يكون بمعنى فاعل، فالمتشدد كأنه شد صرته، وقوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً﴾ الأحقاف/15، ففيه تنبيه أن الإنسان إذا بلغ هذا القدر يتقوى خلقه الذي هو عليه، فلا يكاد يزايله بعد ذلك، وما أحسن ما نبه له الشاعر حيث يقول:

إذا المرء وافى الأربعين ولم يكن *** له دون ما يهوى حياء ولا ستر

فدعه ولا تنفس عليه الذي مضى *** وإن جر أسباب الحياة له العمر

(البيتان اختلف في قائلهما، فقيل لمالك بن أسماء، وقيل للأقيشر، وقيل غير ذلك. وهما في البصائر 3/302 دون نسبة؛ والحماسة البصرية 2/73؛ وشرح المقامات للشريشي 2/16؛ والدرب المصون 6/462؛ وأمالي القالي 1/78؛ وسمط اللآلئ 1/263. ويقال: نفست عليه الشيء، أنفسه نفاسة: إذا لم تره أهلا له) (ما بين قوسين نقله السمين في الدر المصون 6/462)

وشد فلان واشتد: إذا أسرع، يجوز أن يكون من قولهم: شد حزامه للعدو، كما يقال: ألقى ثيابه: إذا طرحه للعدو، وأن يكون من قولهم: اشتدت الريح، قال تعالى: ﴿اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ﴾ إبراهيم/18