عفا

 

- العفو: القصد لتناول الشيء، يقال: عفاه واعتفاه، أي: قصده متناولا ما عنده، وعفت الريح الدار: قصدتها متناولة آثارها، وبهذا النظر قال الشاعر:

 أخذ البلى أبلادها

(عجز بيت لعدي بن الرقاع العاملي في ديوانه ص 49، وتمامه:

عرف الديار توهما فاعتادها * من بعدما أخذ البلى أبلادها

وهو في تفسير الراغب ورقة 52)

وعفت الدار: كأنها قصدت هي البلى، وعفا النبت والشجر: قصد تناول الزيادة، كقولك أخذ النبت في الزيادة، وعفوت عنه: قصدت إزالة ذنبه صارفا عنه، فالمفعول في الحقيقة متروك، و (عن) متعلق بمضمر، فالعفو: هو التجافي عن الذنب. قال تعالى: ﴿فمن عفا وأصلح﴾ الشورى/40، ﴿وأن تعفوا أقرب للتقوى﴾ البقرة/237، ﴿ثم عفونا عنكم﴾ البقرة/52، ﴿إن نعف عن طائفة منكم﴾ التوبة/66، ﴿فاعف عنهم﴾ آل عمران/159، وقوله: ﴿خذ العفو﴾ الأعراف/199، أي: ما يسهل قصده وتناوله، وقيل معناه: تعاط العفو عن الناس، وقوله: ﴿ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو﴾ البقرة/219، أي: ما يسهل إنفاقه. وقولهم: أعطى عفوا، فعفوا مصدر في موضع الحال، أي: أعطى وحاله حال العافي، أي: القاصد للتناول إشارة إلى المعنى الذي عد بديعا، وهو قول الشاعر:

 كأنك تعطيه الذي أنت سائله

(العجز لزهير بن أبي سلمى من قصيدة يمدح بها حصن بن حذيفة بن بدر، وشطره:

تراه إذا ما جئتهه متهللا

وهو في ديوانه ص 68)

وقولهم في الدعاء: (أسألك العفو والعافية) (عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي) أخرجه البزار وفيه يونس بن خباب، وهو ضعيف.

وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من دعوة أحب إلى الله أن يدعو بها عبد من أن يقول: اللهم إني أسألك المعافة والعافية في الدنيا والآخرة). أخرجه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، لكن العلاء بن زياد لم يسمع من معاذ. انظر: مجمع الزوائد 10/178) أي: ترك العقوبة والسلامة، وقال في وصفه تعالى: ﴿إن الله كان عفوا غفورا﴾ النساء/43، وقوله: (وما أكلت العافية فصدقة) (الحديث أخرجه أحمد 3/338، وقد تقدم في مادة (صدق) ) أي: طلاب الرزق من طير ووحش وإنسان، وأعفيت كذا، أي: تركته يعفو ويكثر، ومنه قيل: (أعفوا اللحى) (الحديث عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعفوا اللحى وحفوا الشوارب). أخرجه أحمد 2/52، ورجاله ثقات) والعفاء: ما كثر من الوبر والريش، والعافي: ما يرده مستعير القدر من المرق في قدره.