أسامة بن زيد

هو أبو محمد، وقيل: أبو زيد، وقيل: أبو يزيد وقيل: أبو خارجة أسامة بن زيد ين حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن زيد بن امرئ القيس الكلبي، التنوخي، المعروف بحب رسول الله (ص) وابن حبه، والملقب بذي البطين، وأمه أم أيمن الحبشية حاضنة النبي (ص).

أحد أصحاب وموالي النبي (ص)، وكان محاربا شجاعا، وأحد أغنياء وأثرياء وقته.

كان أبيض شديد البياض، وأبوه أسود، وكان أفطس.

ولد بمكة، ثم أسلم وصار من موالي النبي(ص)، وهاجر معه إلى المدينة، واشترك في واقعة حنين، وحارب فيها ببسالة وشجاعة.

في السنة الحادية من الهجرة استعمله النبي(ص) على الجيش الذي سيره إلى الشام، والنبي(ص) يومئذ في مرضه الذي توفي فيه، وكان عمر أسامة يومئذ أقل من عشرين سنة.

تثاقل جماعة من المهاجرين والأنصار عن تنفيذ أمر النبي (ص) والالتحاق بجيش أسامة مع تأكيد النبي(ص) عل تنفيذ ذلك البعث، وكان (ص) يقول ويردد: لعن الله من تخلف عن جيش أسامة، ومع ذلك تخلف الكثيرون ولم يشتركوا في جيشه ورجعوا إلى المدينة، وكان ذلك بمشورة أسامة ورضاه.

بعد وفاة النبي (ص) سكن وادي القرى مدة، ثم انتقل إلى المدينة، ومنها رحل إلى الشام، فأقام بها مدة، ثم رجع إلى المدينة.

ولما تولى أبو بكر بن أبي قحافة سدة الحكم سنة 11هـ سيره على رأس الجيش إلى البلقاء في بلاد الشام، فأغار على قرية ابنى وانتصر. وفي نفس السنة ولاه أبو بكر إمرة المدينة المنورة.

وبعد مقتل عمر بن الخطاب مال إلى عثمان بن عفان وناصره، فمنحه عثمان قطعة من الأرض جزاء بموالاته له.

بعد مقتل عثمان لم يبايع الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولم يشهد معه شيء من حروبه ووقائعه لعناده وبغضه للإمام (عليه السلام).

ولم يلبث طويلا حتى استيقظ ضميره، فرجع إلى الإمام (عليه السلام) ووالاه ودعا له، وتبرأ من أعدائه، وشهد بأنه على الحق، ومن خالفه ملعون وعلى باطل.

قال الإمام الباقر (عليه السلام): "انه قد رجع، فلا تقولوا فيه إلا خيرا".

توفي بالجرف قرب المدينة، وقيل: بالمدينة، وقيل: بوادي القرى سنة 58هـ، وقيل: سنة 59هـ، وقيل: سنة 54هـ، وقيل: سنة 40هـ، وقيل: توفي بعد مقتل عثمان بالجرف، وحمل إلى المدينة فدفن فيها.

القرآن العظيم واسامة بن زيد

بعثه النبي (ص) في خيل إلى بعض قرى اليهود ليدعوهم إلى الإسلام، وكان من بين اليهود رجل يدعى المرداس بن نهيك وكان قد أسلم، فلما أحس بخيل المسلمين جمع أهله وماله وصار في ناحية الجبل، فلما قرب منه أسامة أخذ مرداس ينادي: أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد (ص) رسول الله، فعلاه أسامة بالسيف وقتلة.

فلما رجع إلى النبي (ص) قال له: قتلت رحلا يشهد الشهادتين؟ فقال أسامة: يا رسول الله! قالها اتقاء القتل، فقال (ص): فلا شققت الغطاء عن قلبه، ولاما قال بلسانه قبلت، والأماكن في نفسه علمت، فنزلت في أسامة الآية 94 من سورة النساء: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾.

ومن بعد أن أسمعه النبي (ص) الآية المذكورة أقسم أن لا يقاتل رجلا يشهد الشهادتين.