مرثد الغنوي

هو مرثد بن أبي مرثد كناز بن حصين، وقيل: حصن بن يربوع بن عمرو بن يربوع بن خرشة بن سعد بن طريف الغنوي، حليف بني هاشم، وكان يعرف بدلول.

أحد صحابة النبي (ص). هاجر إلى المدينة، وشهد بدرا وأحدا.

كان من أمراء السرايا، وكان رجلا شديدا يحمل الأسرى من مكة إلى المدينة.

آخى النبي (ص) بينه وبين أوس بن الصامت.

في يوم بدر كان راكبا فرسا يقال له: السبل.

في شهر صفر سنة 4هـ، وقيل: سنة 3هـ وبعد واقعة الرجيع طلب جماعة من أهل الرجيع -وهو ماء لهذيل- من النبي (ص) بأن يرسل إليهم من يفقههم في الدين، ويعلمهم شرائع الإسلام، فأرسل إليهم النبي (ص) جماعة، وأمر عليهم المترجم له، فلما وصلوا إلى الرجيع غدروا بهم، واستصرخوا عليهم بني لحيان، فقتلوا مرثدا.

وبعد مقتله رثاه وأصحابه حسان بن ثابت بقوله:

صلى الإله على الذين تتــــابعوا ** يوم الرجيع، فأكرموا وأثيبوا

رأس السرية مــرثد وأميــــرهم ** وابن البكيـــر أمامهم وخبيب

القرآن العزيز ومرثد الغنوي

بعثه النبي (ص) إلى مكة ليخرج أناسا من المسلمين كانوا قد أسروا بها، فلما دخلها قدمت عليه عناق القرشية، وكانت امرأة كافرة زانية، وعلى جانب كبير من الحسن والجمال، وكان يأتيها في الجاهلية ويهواها، فلما أسلم تركها، فأتته قائلة: ويحك يا مرثد! ألا تخلو؟ فقال لها: إن الإسلام قد حال بيني وبينك، وحرمه علينا، ولكن إن شئت تزوجتك -إذا رجعت إلى النبي (ص) استأذنته في ذلك ثم تزوجتك-  فقالت له: أنت تتبرم، ثم استغاثت عليه، فضربوه ضربا مبرحا، ثم خلوا سبيله، فلما رجع إلى المدينة أعلم النبي (ص) بما كان من أمره مع عناق، ثم سأل النبي (ص) قائلا: يا رسول الله! أيجوز لي الزواج منها؟.

فنزلت الآية 221 من سورة البقرة: ﴿وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾.