مرارة بن الربيع

هو مرارة، وقيل: مرار بن الربيع، وقيل: ربعي، وقبل: ربيعة بن عدي بن زيد بن عمرو بن زيد بن جشم الأنصاري، الأوسي، الخزرجي، العمري، من أبناء عمرو بن عوف، وقيل: كان من قضاعة، وحالف بني عمرو بن عوف.

 

صحابي، أسلم وشهد بدرا.

كان أحد البكائين الذين كانوا لا يجيدون ما ينفقون، وتخلف عن غزوة تبوك، ثم ندم فتاب الله عليه.

 

القرآن الكريم ومرارة بن الربيع

لتخلفه عن غزوة تبوك نزلت فيه وفي آخرين تخلفوا عنها الآية 95 من سورة النساء: ﴿لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾.

 

وشملته الآية 91 من سورة التوبة: ﴿لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.

والآية 106 من السورة السابقة: ﴿وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.

 

ولما تخلف هو وكعب بن مالك وهلال بن أمية عن غزوة تبوك غضب عليهم النبي (ص)، فتنكر لهم الناس، ولم يكلمهم أحد حتى نساؤهم وأهلهم، ولما رأوا ذلك خرجوا من المدينة إلى جبل بالقرب منها يدعى ذنابا واعتكفوا فيه، صائمين نهارهم قائمين ليلهم، متضرعين إلى الله بأن يتوب عنهم، وبقوا على تلك الحالة خمسين ليلة، ثم نزلت توبتهم على النبي(ص) حسب الآية 117 من سورة التوبة: ﴿لَقَد تَّابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾.

 

ولنفس السبب السابق نزلت فيه وفي هلال بن أمية وكعب بن مالك الآية 118 من نفس السورة: ﴿وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾.