العاص بن هاشم

هو أبو البختري العاص، وقيل: العاصي بن هاشم بن الحارث بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي، الأسدي، وأمه: أروى بنت الحارث.

من زعماء ورؤساء قريش في الجاهلية، وأحد مشركي قريش الذين عاصروا النبي (ص) في بدء الدعوة الإسلامية.

كان في أول أمره ينهى قومه والمشركين الآخرين من إيذاء النبي (ص)، ونقض اتفاقية كان قد اتفق عليها على مقاطعة النبي (ص) وبني هاشم، وقام مع جماعة بتمزيق صحيفة تلك الاتفاقية.

جاء مع جماعة من المشركين الى أبي طالب (عليه السلام) وشكوا النبي (ص) اليه، وقالوا: إن ابن أخيك سب آلهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا وضلل آباءنا، فأما أن تكفه عنا، وأما أن تخلي بيننا وبينه.

كان من جملة المشركين الذين اجتمعوا حول دار النبي (ص) ليغتابوه، ولكن الله أوحى الى نبيه بذلك، وأمره بأن يجعل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في فراشه ويغادر الى الغار، ومن ثم إلى المدينة المنورة.

ويقال: كان يدافع عن النبي (ص)، ويمنع أبا جهل ومن على شاكلته من إيذاء النبي (ص)، حتى وصلت به الحال بـ: أن ضرب أبا جهل، وطأة وطأ شديدا؛ دفاعا عن النبي (ص).

اجتمع وجماعة من رؤساء المشركين في دار الندوة للتشاور حول القضاء على النبي(ص)، فأبدى كل واحد منهم رأيه، ثم قال العاص: الحل الوجيه، هو: طرده من مكة، لكي يتمكن من يريد؛ الفتك به أو إيذائه.

اشترك في واقعة بدر في السنة الثانية من الهجرة إلى جانب المشركين، ونهى النبي (ص) المسلمين من قتله، ولكن قتله المجدر بن ذياد البلوي، وهو لا يعرفه، ويقال: قتله شخص آخر غير المجدر.

القرآن الكريم والعاص بن هاشم:

على أثر اجتماعه وجماعة من المشركين في دار الندوة بمكة للبحث حول القضاء على النبي(ص)، نزلت فيه وفي جماعته الآية 30 من سورة الأنفال: ﴿يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.

ولكونه كان من مطعمي قريش يوم بدر، شملته الآية 36 من نفس السورة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾.

وجاء يوما مع جماعة من الكفار إلى النبي (ص) وطلبوا منه أن يفجر لهم عيونا وأنهارا، كدجلة والفرات، حتى يؤمنوا به، فنزلت فيهم الآية 90 من سورة الإسراء: ﴿وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا﴾.

وشملته الآية 1 من سورة محمد (ص): ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾.

وفي أحد الأيام طلب هو وجماعة من المشركين من النبي(ص) أن يشق لهم القمر نصفين، فطلب النبي (ص) من الله جلت قدرته، فانشق إلى نصفين، فنزلت الآية 1 من سورة القمر: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ﴾.