رملة (أُمّ حبيبة أبي سفيان)
هي أُم حبيبة رملة، وقيل: هند، وقيل: همبيرة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أُميّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشيّة، الأُموية، وأُمها صفيّة بنت أبي العاص، وأُخت معاوية بن أبي سفيان.
إحدى زوجات النبي (ص)، عُرفت بالفصاحة وسَداد الرأي.
في الهجرة الثانية هاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى الحبشة، فولدت له بها حبيبة، ثم ارتدّ زوجها عن الإسلام واختار المسحيّة، ولم يزل على نصرانيته في الحبشة حتى مات.
تزوجها النبي (ص) بعد موت زوجها عبيد الله سنة 6 هـ، وقيل: سنة 7هـ، وكان عمرها يومئذ أكثر من 30 سنة.
ولمّا تزوجها النبي (ص)، قيل لأبيها أبي سفيان: مثلك تُنكح نساؤه بغير إذنه؟! فقال: ذلك الفحل لا يقرع أنفه.
في أحد الأيّام دخل عليها أبوها-أبو سفيان- فجاء ليجلس على فراش النبي (ص) فطوته، فقال: يا بنيّة! ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أو رغبت به عنّي؟! فقالت: هو فراش رسول الله، وأنت مُشرك نجس، فلم أُحبّ أن تجلس على فراشه.
حدثت عن النبي (ص) أحاديث، وروى عنها جماعة.
توفّيت بالمدينة، وقيل: بالشام سنة 44هـ، وقيل: سنة 42 هـ، وقيل: سنة 59 هـ، وقيل: سنة 50 هـ، وقيل: سنة 55 هـ، ولم لد للنبي(ص) ولدًا.
القرآن المجيد وأُم حبيبة بنت أبي سفيان
شملتها الآية 32 من سورة الأحزاب: ﴿يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾.
والآية 33 من نفس السورة: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾.
والآية 34 من السورة نفسها: ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا﴾.
أراد النبيّ مفارقة ثلاثة من نسائه، وهن: أُم حبيبة وميمونة وسودة، فقلن: لا تُفارِقنا ودَعنا على حالنا واقسم لنا ما شئت من نفسك ومالك، فَتركهُنَّ على حالِهِنّ وقسم لهنّ ما شاء، فنزلت فيهنّ الآية 51 من نفس السورة: ﴿تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا﴾.