جميلة امرأة أبي لهب

هي أم جميل جميلة، وقيل: أروى، وقيل: صخرة بنت حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، القرشية، العبشمية، المشهورة بحمالة الحطب. أخت أبي سفيان، وعمة معاوية بن أبي سفيان، وزوجة -الملعون- أبي لهب.

سيدة من سيدات العرب، وشاعرة من شعرائهم، وكانت عوراء.

لسوء حظها كانت من أشد مبغضي النبي (ص) والإسلام والمسلمين، وكانت من أكثر المشركين معارضة وإيذاء للنبي (ص)، فكانت عونا لزوجها في شركه وكفره وعناده للنبي (ص)، فكانت تقوم بأدوار خبيثة لإيذاء النبي (ص) وإزعاجه، كإلقاء الحطبوالشوك والحسك في طريق النبي (ص) لإيلامه، وتنم عليه، وتنقل أخباره وأحاديثه الى الكفار والمشركين، وتعيره بالفقر.

لكثرة بغضها للنبي (ص) والإسلام كانت لها قلادة من الجوهر الفاخر انفقتها في سبيل ذلك.

ومن أشعارها في ذم النبي (ص):

مذمما أبينا وأمره عصينا ودينه قلينا

قال الإمام الكاظم (عليه السلام): إن أم جميل -امرأة أبي لهب- أتت النبي (ص) حين نزلت سورة تبت، ومع النبي (ص) ابن أبي قحافة، فقال أبوبكر: يارسول الله (ص)! هذه أم جميل مغضبة تريدك ومعها حجر تريد أن ترميك به، فقال النبي (ص): إنها لاتراني، فقالت لأبي بكر: أين صاحبك؟ قال: حيث يشاء الله، قالت: جئته ولو أراه لرميته فإنه هجاني، واللات والعزى! إني لشاعرة. فقال أبو بكر للنبي (ص): يارسول الله! لم تركتك؟ قال (ص): لا، ضرب الله بيني وبينها حجابا.

ماتت ميتة قبيحة، وذهبت كما ذهب زوجها الى جهنم وبئس المصير.

القرآن العظيم وامرأة أبي لهب

في أحدى المرات أبطا الأمين جبريل (عليه السلام) على النبي (ص)، فقالت أم جميل للنبي (ص): ما أرى صاحبك إلا وقد ودعك وقلاك، فنزلت جوابا لها الآية 3 من سورة الضحى: ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾.

ونزلت فيها الآية 4 من سورة المسد: ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾.

والآية 5 من نفس السورة: ﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ﴾.