سبب نزول الآية رقم (16) من سورة النور
* قوله تعالى: ﴿لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا﴾ الآية.
أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد العدل قال: أخبرنا أبو بكر ابن زكريا قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولى قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: أخبرنا الهيثم بن خارجة قال: أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت عطاء الخراساني، عن الزهر ي، عن عروة أن عائشة رضى الله عنها حدثته بحديث الافك، وقالت فيه وكان أبو أيوب الانصاري حين أخبرته امرأته وقالت: يا أبا أيوب ألم تسمع بما تحدث الناس ؟ قال: وما يتحدثون ؟ فأخبرته بقول أهل الافك، فقال: ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهذا بهتان عظيم، قالت: فأنزل الله عز وجل - ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم - أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن حمدان قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر ابن مالك قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي مليكة، عن ذكوان مولى عائشة أنه استأذن لابن عباس على عائشة وهي تموت، وعندها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن، فقال: هذا ابن عباس يستأذن عليك وهو من خير بنيك، فقالت: دعني من ابن عباس ومن تزكيته، فقال لها عبد الله بن عبد الرحمن: إنه قارئ لكتاب الله عز وجل فقيه في دين الله سبحانه فأذني له فليسلم عليك وليودعك، فقالت: فأذن له إن شئت، فأذن له، فدخل ابن عباس ثم سلم وجلس، فقال: البشرى يا أم المؤمنين ما بينك وبين أن يذهب عنك كل أذى ونصب أو قال وصب فتلقى الاحبة محمدا عليه الصلاة والسلام وحزبه، أو قال وأصحابه، إلا أن يفارق الروح جسده، كنت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن يحب إلا طيبا، فأنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سموات فليس في الارض مسجدا إلا وهو يتلى فيه آناء الليل والنهار، وسقطت قلادتك ليلة الابواء فاحتبس النبي صلى الله عليه وسلم في المنزل والناس معه في ابتغائها، أو قال طلبها حتى أصبح الناس على غير ماء، فأنزل الله تعالى - فتيمموا صعيدا - الآية، فكان في ذلك رخصة للناس عامة في سببك، فوالله إنك لمباركة، فقالت: دعني يا ابن عباس من هذا فوالله لوددت أني كنت نسيا منسيا.